الأحد 24 نوفمبر 2024

ثقافة

روزفلت وتراجان.. الأثر على السياسة الداخلية والعالمية

  • 7-8-2024 | 01:00

روزفلت وتراجان

طباعة
  • إسلام علي

ثيودور روزفلت وتراجان كانا قادة عسكريين وسياسيين بارزين في تاريخ بلديهما، ولكل منهما تأثير كبير على سياسة بلاده الداخلية والخارجية، فسعى كلاهما إلى اصلاحات اقتصادية داخلية لتعزيز هينة الحومة ليقدر لهما التوسع الخارجي. 

 

يوجد تشابه كبير بين ثيودور روزفلت وتراجان، وهما كانا حاكمين لأكبر الدول المؤثرة في تاريخ العالم سواء القديم أو الحديث،  وبالرغم من أن تراجان حكم الأمبراطورية الرومانية في القرن الأول الميلادي تحديدا سنة 98 ميلادية، وروزفلت في القرن العشرين، ألا أن هناك تشابه كبير بينهم في صنع القرارات السياسية والاقتصادية ،بالإضافة إلى الجانب العسكري. 

 

الجانب السياسي والاقتصادي 

 

أجرى الإمبراطور تراجان إصلاحات ادارية ومالية عززت من القدرة الاقتصادية للإمبراطورية مثل: إجراء تغيرات على النظام الضريبي، وتعزيز البنية التحتية مثل اصلاح الطريق وبناء العديد من القنوات، والتي ساهمت في تعزيز التجارة والنقل داخل أرجاء الإمبراطورية الرومانية. 

أما روزفلت، فتشابه مع تراجان في الإصلاحات الاقتصادية مثل تقليل هيمنة الاحتكار في الولايات المتحدة مثل قانون شيرمان لمكافحة الاحتكار، مما ترتب عليه تحسين ظروف العمل، بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع البنية التحتية مثل بناء قناة بنما. 

 

التوسع الإقليمي والسياسي 

 

نجح تراجان في تحقيق الاستقرار الداخلي الاقتصادية والسياسي  مما جعله حجر أساس يرتكز عليه للتوجه ناحية التوسعات الإقليمية، لتعزيز نفوذ روما في العالم القديم، تمكن من كسر شوكة داقية "رومانيا الحديثة" عن طريق حملتين عسكريتين تمكن بعدها من الإستيلاء  على العاصمة الداقية، سارميزيغيتوسا، وضم داقية بشكل نهائي إلى الإمبراطورية. 

 

بعد النجاح في داقية، توجه تراجان نحو الشرق، حيث قاد حملات ناجحة في بلاد ما بين النهرين وأرمينيا وبارثيا، تمكن من السيطرة على مدينة طيسيفون البارثية وضم مناطق جديدة إلى الإمبراطورية، وعزز ذلك التوسع الشرقي في تعزيز نفوذ روما في الشرق الأوسط وفتح طرق تجارية جديدة. 

 

وعلى الجانب الآخر، بدأ روزفلت في سياسته التوسعية، وقد آمن أيضا بفكرة "القدر المتجلي" وأن الولايات المتحدة مقدر لها التوسع على الصعيد العالمي، فبدأ في تنفيذ مبدأ جيمس مونرو الرئيس الأمريكي السابق ومفاده حماية المصالح الأمريكية في نصف الكرة الغربي عبر القوة العسكرية، خاصة القوة البحرية. 

 

ويعتبر مشروع قناة بنما من أهم المشاريع الأمريكية وقتها، فلم تكن فقط مشروع تجاري بل عسكري لتعزيز حركة القوة العسكرية الأمريكية بين المحيطين الأطلسي والهادىء. 

 

تدخل روزفلت في شؤون العديد من دول أمريكا اللاتينية لحماية المصالح الأمريكية، مثل التدخل في كوبا وبناء قاعدة غوانتانامو البحرية، فهذه التدخلات ساهمت في تعزيز الهيمنة الأمريكية في المنطقة وضمان استقرارها بما يتماشى مع المصالح الأمريكية.

 

تشابه كل من القائدين لتوسيع نفوذ بلادهما وضمان استقرارها وتعزيز قوتها الاقتصادية والعسكرية، وكان الأختلاف فقط في الأسلوب، فبينما اعتمد تراجان على القوة العسكرية، فكان اعتماد الأخر على العسكرية والدبلوماسية والمشاريع الكبرى مثل قناة بنما، وذلك لضمان تنفيذ المصالح الأمريكية. ​

أخبار الساعة

الاكثر قراءة