الثلاثاء 6 اغسطس 2024

وزارة الثقافة تطلق مبادرة «القوة في شبابنا»

جانب من الندوة

ثقافة6-8-2024 | 17:55

إسلام علي

انطلقت أمس فعالية مبادرة "القوة في شبابنا" تحت رعاية أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والدكتور هشام عزمى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة،  وتتوالى فعالياتها إلى 22 أغسطس 2024.

نُظمت محاضرة اليوم تحت عنوان: "ما التاريخ"، وقدمها الدكتور محمد عفيفى؛ أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة والأمين العام الأسبق للمجلس، وتهدف المبادرة إلى دعم ورعاية الموهوبين من الشباب، وتستهدف الشباب من سن 18 إلى 35 عامًا.

عفيفي: لا بد من فهم طبيعة الشعوب عند دراسة التاريخ

وتحدث الدكتور محمد عفيفى متناولًا ماهية التاريخ وأهميته، مشيرًا إلى أنه من المعروف أن التاريخ هو الماضى، ولكن يوجد أيضًا تاريخ للحاضر وتاريخ للمستقبل، وتابع متناولًا البعد الزمنى للتاريخ، موضحًا أن التاريخ تغير مفهومه؛ فما كنا ندرسه عن الزعيم عرابى وسعد زغلول وغيرهم كان تاريخ سياسى، وفى حقيقة الأمر يبقى المدلول الحقيقى للتاريخ أعمق وأكثر شمولية من ذلك.

وتابع: فإذا ابتغينا دراسة أى تاريخ مثل تاريخ الصراعات والحروب على سبيل المثال، سنجد أنه لابد لنا أولًا من فهم تاريخ هذه الشعوب بشكل جيد، وانتقل فى حديثه ضاربًا مثال آخر وهو القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى حتمية تكوين خلفية تاريخيّة عميقة عن مختلف الأوضاع التاريخية المتصلة بها لفهم أبعاد القضية بصورة تتميز بالشمولية والعمق فى ذات الوقت.

وواصل: إذا عكفنا على قراءة ما تركه المؤرخون حول القضية الفلسطينية على سبيل المثال سنجد أن كل منهم قدم الأحداث التاريخية الحقيقية ولكن بأسلوبه وبلاغته تاركا بصمته الخاصة فى ثنايا الموضوع المؤرّخ، وهذا ما يجعلنا نلاحظ أن التأريخ يختلط به وجهات النظر الخاصة بكل مؤرِّخ ويتجاوز التأريخ الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ليغوص فى أعماق الحضارات الإنسانية المختلفة؛ فمن خلال دراسة التاريخ، نكتشف جذورنا، ونفهم كيفية تطوير ذواتنا وبالتبعيّة مجتمعاتنا، عبر استخلاصنا لتجارب الأمم السابقة، لذا علينا أن ندرك أن التاريخ ليس حقيقة ثابتة، بل هو سردية متجددة تتأثر بوجهات نظر المؤرخين والمصادر المتاحة والتطورات المعرفية.

 واختتم الدكتور محمد عفيفى، أن مصر لديها ثروة تاريخيّة هائلة، وهو ما يجب الاهتمام به وتوثيقه بالشكل الصحيح؛ فتاريخ الأمم هو تراثها الثقافى، وهو جزء لا يتجزأ من هُويتها الحقيقيّة مهما تعاقبت السنون والأزمان.