بعد الإعلان عن نتائج الثانوية العامة، يبدأ كل طالب وأسرته رحلة جديدة لاختيار الكلية المناسبة، و قد يشعر بعض الأبناء بالإحباط إن لم يحصلوا على المجموع الذي كانوا يتطلعون إليه، ولكن دور الأهل هنا يكون حاسمًا في دعم أولادهم وتوجيههم نحو المستقبل الذي يناسبهم، ولذلك نوضح في السطور التالية مع خبير تربوي أهم الاستراتيجيات التي تساعد الأهل على مساعدة أبنائهم في اتخاذ هذا القرار المصيري...

ومن جهته يقول تامر شوقي الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن الثانوية العامة بلا شك هي عنق الزجاجة في مستقبل الطالب التعليمي والمهني  فيما بعد، ولا يعتبر مجموع الطالب في هذه السنة المصيرية معيارا،  لكونه الأفضل أو الأسوأ من بين أقرانه؛ ففي كثير من الأحيان قد يحصل الطالب على مجموع كبير، ولكن لا يؤهله للالتحاق بالكلية التي يحلم بها، الأمر الذي يفرض عليه التوجه إلى كلية أخرى تتناسب مع مجموعة، وهنا يبرز دور الأسرة في مساعدة الطالب على اختيار الكلية المناسبة من خلال عديد من الإجراءات، والتي يمكن إجمالها في الآتي:

عقد الوالدين لقاءات وحوارات هادئة مع الطالب، لمناقشته في رغباته في الالتحاق بالكليات المختلفة، وأن يبدى الوالدان بحكم خبراتهما وجهات نظرهم في اختيارات الطالب.

توجه الطالب بشكل فوري لإجراء اختبارات القدرات بالكليات التي تتناسب مع مجموعه، لأنها قد تدخل في دائرة اختياراته مع ضياع فرص التحاقه بالكليات التي يرغبها.

وضع الوالدان بالاشتراك مع الطالب أكثر من بديل للالتحاق بالكلية التي تتناسب معه، مثلا يتم وضع احتمال انه في حالة فشل الطالب في الالتحاق بكلية الإعلام في احد الجامعات الحكومية، يمكن التحاقه بنفس الكلية في إحدى الجامعات الأهلية أو إحدى الجامعات الخاصة، والتي تقبل من حد أدنى اقل من كليات الجامعات الحكومية.

البحث عن نفس الأقسام في كليات حكومية مختلفة  تقبل من حد أدنى من الكلية، التي كان يحلم الطالب الالتحاق بها فمثلا إذا لم يستطع الطالب الالتحاق بقسم اللغة الانجليزية بكلية الألسن، يمكنه الالتحاق بنفس القسم بكليات التربية أو الآداب، وكذلك الحال بالنسبة للطالب الذي فشل في الالتحاق بكلية الهندسية، يمكنه الالتحاق بأحد المعاهد العليا الهندسية.

التحاق الطالب بأقسام مشابهة للقسم الذي فشل في الالتحاق بالكلية التي تضم، فمثلا يمكن الالتحاق بكلية العلوم للطالب، الذي اخفق في الالتحاق بكلية الطب، ويمكن للطالب الالتحاق بأقسام الرياضيات في كليات العلوم أو التربية إذا فشل في الالتحاق بكلية الهندسة.

مع ضيق الفرص المتاحة للطالب يمكن تغيير نوع الدراسة التي كان يحلم بها؛ والاختيار من بين الكليات المتاحة له، بشرط يستبعد أولا الكليات البعيدة عن ميوله، أو غير المطلوبة في سوق العمل، وينتقي الأقرب له.