الأربعاء 7 اغسطس 2024

المسلة المصرية تخطف أنظار العالم وتتحول لأيقونة من أيقونات أولمبياد باريس 2024

المسلة المصرية

ملاعب الهلال7-8-2024 | 21:07

في أجواء فريدة من نوعها، تُقام العديد من الألعاب الأولمبية في مواقع رياضية مختلفة وسط معالم أثرية وسياحية مميزة تشتهر بها باريس، ما يتيح للرياضيين من مختلف دول العالم فرصة التألق في أماكن ساحرة مختلفة، ويتيح ذلك أيضا للمصورين الصحفيين فرصة رائعة لالتقاط صور جذابة استثنائية خلال دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024. 

تعد أولمبياد باريس من أكثر الدورات الاستثنائية. فلأول مرة في تاريخ الألعاب الأولمبية، أقيم حفل الافتتاح خارج ملعب رياضي، وكان على ضفاف نهر السين الذي يتدفق في قلب المدينة، وللمرة الأولى أيضا تقام المنافسات الرياضية في مواقع مختلفة في أرجاء المدينة، ما يسمح برؤية المعالم الأثرية المميزة التي تشتهر بها باريس في خلفية المنافسات. 

وتنوعت الأماكن والمواقع الرياضية التي تستقبل 10 آلاف و500 رياضي من 206 دول حول العالم، منها عند سفح برج إيفل الشهير حيث تقام كرة الطائرة الشاطئية، ومنها داخل قصر فرساي التاريخي حيث يحتضن الفروسية، فضلا عن عدة منشآت أقامتها الدولة في ميادين مشهورة مثل ساحة "الكونكورد" التي تتوسطها "المسلة المصرية". 

هذه المسلة’ التي كانت تقع عند مدخل معبد الأقصر، قدمتها مصر في عام 1830 كهدية إلى فرنسا، تعبيرا عن حسن التفاهم بين البلدين، إذ أهدى محمد علي باشا، حاكم مصر آنذاك، مسلة الأقصر لملك فرنسا لوي فيليب الأول، وذلك تكريما لجهود العالم الفرنسي جان فرانسوان شامبليون في معرفة أسرار الكتابة المصرية القديمة. 

ولا تزال هذه المسلة الفرعونية الشامخة تزين ساحة "الكونكورد"، أكبر ميدان في العاصمة من حيث المساحة، والذي شهد أحداثا تاريخية وسياسية كثيرة، والذي يشهد اليوم منافسات سباق الدراجات (بي ام إكس) والتزلج على اللوح، وكرة السلة 3×3.

وتسود هناك حالة من الإثارة والتشويق بين اللاعبين مع صيحات وتصفيق المشجعين الذين حرصوا على الحضور أيضا لأخذ صور تذكارية مع المسلة المصرية أثناء مشاهدة الألعاب الأولمبية، ما جذب عدسات المصورين من جميع أنحاء العالم لتسجيل لقطات مميزة للاعبين بدراجتهم الهوائية عند تحليقهم في سماء باريس مع وجود المسلة المصرية في الخلفية. 

التقطت عدسات المصورين صورا للمسلة بمختلف الأبعاد، وهي قريبة جدا مع قفزة لاعب بدراجته الهوائية أو بعيدة مع المشجعين. وأصبحت صورة المسلة المصرية تتنقل بين السياح والمصورين الصحفيين الذين حرصوا على تسجيل اللحظة في ملعب فريد من نوعه، يستمتع فيه المشجعون بمشاهدة رياضة مثيرة وسط أثار فرعونية في مشهد من نوع جديد. 

وبالنسبة لأحد المصورين، هذا مكان استثنائي للتصوير: سباق بي أم إكس، وهي "رياضة حديثة في مكان سحري مع المسلة الفرعونية، وهي أقدم أثر في باريس، فهذا تناقض مذهل بين رياضة حديثة وأثر قديم!". 

وأضاف مصور آخر أن الأمر المذهل في هذا الموقع هو أنه يمكن أخذ لقطات أكثر جمالا، و"إذا كان لدينا الحد الأدنى من الخيال، فيمكننا التقاط صور رياضية مجنونة باستخدام المسلة"، معتبرا أن التزلج وسباق بي إم إكس، من الرياضات الجذابة ويشجع المكان على التقاط صور بشكل جديد. 

يوفر المكان مزيجا من الأفكار الجديدة والغربية لدى المصورين، فمنهم من أخذ مجموعة من الصور غير العادية، مع لاعب بدراجته الهوائية وصل إلى ارتفاع قمة المسلة، ولاعب آخر ترك دراجته بكلتا يديه تماما وفي الخلفية المسلة بطولها محلقا في الهواء، وصورة للاعب آخر وكأنه يسقط من أعلى المسلة لأسفل. 

وأصبحت مسلة الأقصر أيقونة من أيقونات أولمبياد باريس 2024، علامة مميزة من ضمن أكثر الصور غير العادية التي التقطت منذ بداية أولمبياد باريس وحتى الآن، مثل تلك الصورة الأسطورية التي التقطها مصور وكالة الأنباء الفرنسية جيروم بروييه لراكب الأمواج البرازيلي جابرييل ميدينا، والتي سجلت لحظة تحلقه في الهواء بجوار لوحته وسط الأمواج ويرفع ذراعه للسماء على طول ساحل تاهيتي. 

بذلك، مثلما هناك تنافسا بين الرياضيين، أصبح هناك نوع من التنافس بين المصورين لمعرفة من التقط أفضل صورة. وقال أحد المصورين: "هذا الأمر يشجعني أكثر، بل ويدفعني إلى محاولة تقديم أفضل ما لدي ومحاولة الذهاب إلى أبعد من ذلك". 

ومن هذا المنطلق، نجحت فرنسا في تسليط الضوء على المعالم الأثرية والسياحية المشهورة بها لتتحول تلك المواقع المميزة إلى ساحات رياضية تلفت أنظار الجميع من لاعبين ومنظمين وزوار وسائحين ومصورين صحفيين الذين يحرصون على تسجيل لحظات مثيرة ولقطات غير مسبوقة. 

فمع القفز في نهر السين في سباق الترياثلون نجد برج إيفل في الخلفية، ومع الفروسية نجد قصر فرساي التاريخي في الخلفية، وأيضا مع سباق الدراجات الهوائية "بي أم إكس" نجد المسلة المصرية في الخلفية. 

هذه المسلة، وهي أقدم أثر على أرض فرنسا تعود إلى عهد الملك رمسيس الثاني أشهر ملوك الأسرة 19 في تاريخ مصر القديم، تشهد ليس فقط على ولع وشغف الفرنسيين بالآثار الفرعونية، بل أصبحت اليوم أيضا علامة مميزة تجذب أنظار العالم أجمع وتنتقل صورها بين أيدي الزوار السائحين من جميع أنحاء العالم خلال أولمبياد باريس 2024.