سلطت مجلة "دير شبيجل" الألمانية الضوء على صفقة تبادل السجناء بين روسيا وعدد من الدول الغربية، والتي تعد الأكبر من نوعها منذ انتهاء حقبة الحرب الباردة، معتبرة أنها بمثابة "انتصار" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقالت المجلة في تقرير لها، إن الصفقة على الرغم من أنهت تعتبر أيضا نجاح للغرب، بيد أن هذا النجاح بدون نكهة ولا طعم خاص أو إحساس بالانتصار والقوة، حيث أن استعداد الحكومة الألمانية لتبادل عنصر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي فاديم كراسيكوف ضمن المفرج عنهم في إطار الصفقة، يمثل انتصارا لبوتن.

وأعادت المجلة إلى الأذهان أن كراسيكوف أمضى أقل من خمس سنوات من عقوبته في سجن بألمانيا، ونظراً لوحشية جريمته، فإن هذا من شأنه أن يحفز موسكو على ارتكاب المزيد من جرائم القتل في أوروبا.

وحكم على كراسيكوف الذي أقر الكرملين، مؤخرا، بأنه عضو في الاستخبارات الروسية، بالسجن مدى الحياة عام 2021 بتهمة قتل قائد انفصالي شيشاني سابق في وسط برلين قبل ذلك بعامين.

وأشارت المجلة إلى أن عملية تبادل السجناء بين روسيا والغرب أجريت في العاصمة التركية أنقرة في الأول من شهر أغسطس الجاري، وتضمنت تبادل 26 شخصا، 24 منهم كانوا في سجون في سبع دول مختلفة وهي (الولايات المتحدة وألمانيا وبولندا وسلوفينيا والنرويج وروسيا وبيلاروس)، ومن بين الذين تم الإفراج عنهم مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إيفان جيرشكوفيتش، الذي حاولت الولايات المتحدة إعادته لأكثر من عام، فيما كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد شخصيا إطلاق سراح كراسيكوف.

ونوهت إلى أن التكهنات التي أثيرت مؤخرا حول تبادل جيرشكوفيتش بكراسيكوف انتشرت منذ اعتقال الصحفي الأمريكي في مارس 2023، لكن في النهاية تبين أن الصفقة التي تمت كانت أكبر من ذلك بكثير، وشملت للمرة الأولى منذ نهاية الحرب الباردة إطلاق موسكو سراح سجناء سياسيين في مقابل ضباط في أجهزتها الاستخبارية.

واعتبرت المجلة أن إطلاق سراح السجناء يعد نجاحا للغرب، وخاصة للرئيس الأمريكي جو بايدن حيث من الممكن أن تساعد عودة جيرشكوفيتش، الديمقراطيين في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر.

كما أشارت المجلة إلى أن الحكومة الألمانية قد تشعر بالرضا أيضا، لتمكنها من إنقاذ خمسة ألمان من قضاء عقود خلف القضبان في السجون الروسية، ومن المرجح أيضا أن تنجح الصفقة في إنقاذ حياة أعضاء بارزين في المعارضة الروسية.