الثلاثاء 13 اغسطس 2024

مدير المركز الكاثوليكي بالأردن: وثيقة "الأخوة الإنسانية" تجعل الذكاء الاصطناعي خادما

الأب رفعت بدر

عرب وعالم9-8-2024 | 12:16

أ ش أ

أكد الأب رفعت بدر مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن، أن المؤسسات الدينية العالمية لها دور كبير في تحقيق الوئام المجتمعي والأمن والسلم الدوليين..مشيدا في هذا الخصوص بالتعاون والتكامل الوثيق بين الأزهر الشريف والكنائس والفاتيكان من أجل الإنسانية والسلام والوئام.

وقال الأب رفعت، في تصريح خاص لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان على هامش مؤتمر "الذكاء الاصطناعي من أجل السلام وكرامة الإنسان"، الذي نظمه المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام بالعاصمة عمان، إن الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب وبابا الفاتيكان البابا فرنسيس قدما للعالم في فبراير ٢٠١٩ بالإمارات العربية المتحدة نموذجا لهذا الدور الإنساني الحيوي حينما وقعا على وثيقة "الأخوة الإنسانية"، والتي تمثل إعلانا مشتركا يحث على السلام في العالم.

وأضاف أن وثيقة "الأخوة الإنسانية" ضمن بنودها وأهدافها هو وضع أخلاقيات لاستخدام التكنولوجيا وخصوصا الذكاء الاصطناعي الذي ينتشر حاليا في العالم، مشددا على ضرورة أن يتم العمل على دراسة وتفعيل هذه البنود من الوثيقة لتكون مرجعا للجميع عند استخدام الذكاء الاصطناعي حتى يكون نافعا وليس ضارا.

وأوضح أن تفعيل بنود وثيقة "الأخوة الإنسانية" بشأن استخدامات الذكاء الاصطناعي ستكون حافزا كبيرا لتطبيق هذه التكنولوجيا لتكون خادمة للإنسانية وليس سلاحا هادما للبشرية ومدمرا للإنسانية، مشيرا إلى أن استخدامات الذكاء الاصطناعي كثيرة ومتعددة وتدخل حاليا كافة جوانب الإنسان وبالتالي يجب علينا العمل لتكون مزيدا من النفع وليس الضرر لهذا الإنسان الذي هو في الأساس صانع لهذه التكنولوجيا.

وحول أهداف مؤتمر "الذكاء الاصطناعي من أجل السلام وكرامة الإنسان" واختيار هذا الشعار، أوضح الأب رفعت بدر مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن، إن انعقاد المؤتمر يأتي في إطار الأوضاع الراهنة في العالم من استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب والدمار، مشيرا إلى أن الهدف من المؤتمر، وتحت هذا العنوان، هو التأكيد على أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يستخدم في تحقيق الأمن ونشر السلام والحفاظ على الإنسانية وليس الدخول إلى بيوت البشر وقتلهم وتشريدهم كما يحدث في بعض مناطق العالم.

وأشار إلى أن المؤتمر يهدف أيضا إلى التأكيد على رسالة البابا فرنسيس خلال اليوم العالمي للسلام في 2024 ، وقبلها في إعلان روما 2020 ، والتي أكد فيها الحاجة إلى حوار مفتوح حول استخدامات الذكاء الاصطناعي وما يحتاجه من أخلاقيات تساهم في حماية البيت المشترك وليس التسبب في عدم المساواة.

وشدد على أن المركز الكاثوليكي جزء من المجتمع العالمي وله صوت فيه ورسالته من هذا المؤتمر هو أنه ليس ضد التطور والتحول التكنولوجي والذكاء الاصطناعي ولكنه يؤكد في الوقت نفسه ضرورة وضع ضوابط وأخلاقيات لهذه الاستخدامات التي أصبحت حاليا هي الحياة ولكن هناك العديد من الأحداث التي نرى أنها قد دمرت وشردت وكان العنف هو هدفها.

ونوه الأب رفعت بدر إلى ضرورة أن يكون الشعار السائد هو أننا تقدمنا تقنيا وتقدمنا أخلاقيا وليس هناك تقدم دون أخلاق، مشيرا إلى أن توصيات المؤتمر هو ضرورة العمل المجتمعي والدولي من أجل ترسيخ مفهوم الأخلاقيات مع استخدام التكنولوجيا.

وأضاف أن هناك دورا مهما لوسائل الإعلام والتكنولوجيا في التوعية بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في العلم والسلام والإنسانية، مؤكدا أن الإعلام يمتلك التربية الإعلامية والأدوات التي تساهم في إنقاذ الإنسانية من الجوانب السلبية والتدميرية للذكاء الاصطناعي والعكس أيضا.

واختتمت بالعاصمة عمان، أعمال مؤتمر "الذكاء الاصطناعي من أجل السلام وكرامة الإنسان" والذي عقد تحت رعاية وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور مهند المبيضين بحضور عربي ودولي.
وعقدت خلال المؤتمر جلستان، حملت الجلسة الأولى تحت عنوان "كيف وصلنا إلى الذكاء الاصطناعي؟"، وأدارتها الدكتورة ربى زيدان، وتحدث فيها كل من الأستاذ الدكتور مارك فريس، استاذ الفلسفة في الجامعات الهولندية عن "الذكاء الاصطناعي: منظور مسيحي لطبيعته وأخلاقه"، وحسام الحوراني الخبير في شركات الاتصالات حول "التطوّرات المذهلة في الذكاء الاصطناعي"، ولما عربيات مدير وحدة الذكاء الاصطناعي في وزارة الاقتصاد الرقمي وتحدثت عن "الميثاق الوطني لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي". 

وكانت الجلسة الثانية تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي والسلام"، وأدارتها المختصة في ريادة الأعمال عرين بشارات، وتحدث خلالها كل من الدكتور بول هيك المدرس في الجامعة الأردنية، والذي قدّم قراءة في رسائل البابا فرنسيس للسلام والإعلام، في قمة السبعة الكبار، كما تحدث الباحث في الشئون السياسية الدكتور جمال الشلبي حول "السلام الممكن والسلام المنشود والذكاء الاصطناعي"، والإعلامية آلاء بشناق من المعهد الإعلامي الأردني حول "التربية الإعلامية فيما يخص الأخبار الزائفة باستخدام الذكاء الاصطناعي".