الجمعة 9 اغسطس 2024

تحركات إيرانية استعدادا للرد على إسرائيل وأمريكا تلوح بسلاح العقوبات

إيران تسعى للرد على اغتيال هنية

تحقيقات9-8-2024 | 20:33

محمود غانم

تتسارع التطورات المتعلقة باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في ظل حديث إيراني لا ينقطع عن السعي للثأر لما أسمته بالدماء التي أريقت في حرمها، في الوقت الذي تهدد الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام العقوبات الاقتصادية ضدها حال أقدمت على ذلك.

إيران تتجهز عسكريًا

ضم الحرس الثوري الإيراني إلى قوته البحرية مجموعة كبيرة من صواريخ كروز تتمتع بمواصفات جديدة، وتحمل رؤوسًا حربية شديدة الانفجار، ولا يمكن تتبعها.

وبحسب بيان للحرس الثوري، فإن القوات المذكورة حصلت على منظومات رادار جديدة وأنظمة الحرب الإلكترونية، إضافة إلى أنها حصلت على أحدث أنواع التجهيزات العسكرية المضادة لجميع الأهداف البحرية.

يأتي ذلك في ظل تصاعد التواترات ما بين طهران وتل أبيب، على خلفية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية على أرض الأولى، ما اعتبرته إيران خطأ جسيما لن يمر دون عقاب.

ويواصل الحرث تأكيده على أن الثأر لدماء هنية التي أريقت في طهران واجب عليه، حيث قال:"الثأر لدماء هنية التي أريقت في حرمنا واجب علينا".

ويُرجح الخبراء أن يكون الرد الإيراني المنتظر ضد إسرائيل عبارة عن هجوم منسق واسع النطاق بطائرات مسيرة وصواريخ، بحسب مؤسسات بحثية، التي أشارت إلى أن هذا الرد ستشارك فيه المجموعات المسلحة التي يُطلق عليها محور المقاومة، التي ترى أن التأخر في الانتقام من إسرائيل قرار تكتيكي.

في خضم ذلك، ترى صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن السيناريو الأسوأ لـ إسرائيل هو حدوث هجوم مشترك ومنسق وسريع من إيران ولبنان مجتمعين.

وأوردت الصحيفة تقريرا لصحيفة "بوليتيكو"، أفاد بأن مسؤولين أميركيين قالوا من خلال وسطاء للقيادة الإيرانية إنه إذا كان الانفجار الذي تم به اغتيال هنية ناتجًا عن عملية إسرائيلية سرية، عبر عبوة ناسفة يتم التحكم فيها عن بعد، ولم يقتل أي مواطن إيراني، فيجب على طهران إعادة تقييم خطتها لشن هجوم على إسرائيل.

وبدأت طهران تفكر بالطريقة نفسها، وسط تحذيرات من أن هجومًا واسع النطاق على إسرائيل سيؤدي إلى مواجهة مباشرة معها، وربما يقود لحرب، ولا يزال هناك توقع برد إيراني، ولكن لا يتوقع أن يحدث ذلك الرد على الفور، طبقًا للتقرير.

 رد لبناني منفصل

وقالت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مصادر، إن حزب الله اللبناني يبدو أنه سيهاجم إسرائيل بشكل مستقل عن إيران.

ووفق المصادر التي وصفتها الشبكة بالمطلعة، فإن الحزب اللبناني قد يتصرف دون سابق إنذار، وهو ما لا ينطبق على إيران، نظرًا لقرب لبنان من إسرائيل كجار مباشر في الشمال.

وأكد حزب الله أن رد على اغتيال إسرائيل للقيادي فؤاد شكر "آت لا محالة" سواء بشكل منفرد أو مشترك، معتبرًا أن حالة الانتظار لهذا الرد من جانب تل أبيب هي "جزء من العقاب" لها.

 وفي أعقاب عملية طوفان التي شنتها الفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي، تشهد الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية -ما يعرف بالجبهة الشمالية- مناوشات شبه يومية بين حزب الله وفصائل فلسطينية من جهه وجيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، تتزايد وتيرتها يومًا تلو الآخر.

فمن ناحية ينفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات اغتيال ميدانية لقادة من الحزب اللبناني، إلى جانب شن عشرات الغارات على الأراضي اللبنانية، ومن الناحية الأخرى، يرد الحزب والفصائل بقصف بلدات الشمال الإسرائيلي.

ويقول الحزب اللبناني إنه يؤازر المقاومة الفلسطينية ضد آلة الحرب الإسرائيلية، ويرهن وقف هجماته بوقف الحرب على غزة.

الدفاع عن إسرائيل

وأرسلت الولايات المتحدة الأمريكية، طائرات "إف-22" إلى المنطقة، للدفاع عن إسرائيل حال تعرضها لهجوم من إيران وحلفائه على خلفية التطورات الأخيرة.

وفي الوقت نفسه، حذرت طهران من أنها قد تتعرض لضربة مدمرة إذا شنت هجومًا كبيرًا على إسرائيل، بحسب ما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول أميركي، الذي أوضح، أن الرسالة لم تتضمن تهديدًا بتنفيذ ضربة أميركية ضد أهداف في إيران، بل هي تحذير من العواقب على اقتصادها واستقرار حكومتها.

والأربعاء قبل الماضي، استشهد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، إثر غارة إسرائيلية على مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، حيث كان في زيارة للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

وبالرغم من النفي الإسرائيلي المتكرر لأي مسؤولية تتعلق باغتيال هنية، إلا أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أشار لمسؤوليته عن ذلك، يوم الحادثة، قائلًا:"في الأيام القليلة الماضية وجهنا ضربة ساحقة لكل منهم".

وتسعى دولة الاحتلال من خلال استهداف قادة المقاومة الفلسطينية في الخارج إلى تقديم نصرًا زائفًا إلى شعبها، في ظل فشلها على حسم معركتها في قطاع غزة، المتواصلة منذ نحو 10 أشهر، وفرض نظريتها للردع رغم الدعم العسكري والاستخباري والسياسي والمالي الأميركي الواسع.