استمرت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بوتيرتها الدامية، والتي خلفت ما يزيد عن 131 ألفًا بين شهيد وجريح، جلهم من النساء والأطفال، بينما لا زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، في ظل قصف إسرائيلي لا ينقطع يشير إلى وجود سياسة واضحة ترمي إلى نزع الأمان عن كل القطاع.
ميدانيًا، بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، عملية عسكرية هجومية في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، والتي سبق أن دخلها عدت مرات منذ بدء العملية البرية على القطاع، أواخر أكتوبر الماضي.
العدوان على غزة
استشهد عدد من الفلسطينيين جراء غارات إسرائيلية طالت نواحي متفرقة من قطاع غزة، خصوصًا مدينة خان يونس، التي طالها قصف جوي ومدفعي عنيف، بالتوازي مع بدء جيش الاحتلال عملية عسكرية بالمنطقة.
وذكر جيش الاحتلال، إن قوات من الفرقة 98 بدأت عملية هجومية في منطقة خان يونس، مدعيًا أنه تلقى معلومات استخبارية عن وجود بنى إرهابية في المنطقة، على حد وصفه.
وأردف أنه مع بداية دخول قوات الجيش إلى المنطقة شنت الطائرات الإسرائيلية غارات مكثفة استهدفت أكثر من 30 هدفًا لحماس في خان يونس.
بدوره، أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف استهداف المدارس التي تؤوي نازحين في سياسة ممنهجة، للتهجير القسري.
وأشار المرصد إلى أن التصعيد ضد المدارس يتزامن مع إصدار أوامر إخلاء قسري غير قانونية من شمال غزة إلى جنوبها.
ووفق معطيات المرصد، فإن طائرات الاحتلال قصفت 9 مدارس تستخدم مراكز إيواء خلال 8 أيام وتدميرها على من فيها، تسببت هذه الهجمات في استشهاد 79 فلسطينيًا، وإصابة 143 آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وتتبع منهجية قصف الاحتلال يشير إلى وجود سياسة واضحة ترمي إلى نزع الأمان عن كل قطاع غزة، كما يشير إلى وجود سياسة لحرمان المدنيين من الإيواء أو الاستقرار ولو لحظيًا.
دعم دولي لمسار المفاوضات
وحظيت المبادرة المصرية القطرية الأمريكية، بدعم واسع على المستويين الإقليمي والدولي، في ظل دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة شهرها الـ11 على التوالي.
وأكد قادة الدول الـ3 على أن الوقت حان للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإبرام اتفاق بشأن الإفراج عن الرهائن والمحتجزين، مشددين على أن الإطار التفاوضي المطروح لا ينقصه سوى الانتهاء من التفاصيل الخاصة بالتنفيذ.
في غضون ذلك، ذكرت تل أبيب أنها ستبعث وفدها المفاوض في 15 أغسطس الجاري، لاستكمال تفاصيل اتفاق تبادل الأسرى في غزة مع الفصائل الفلسطينية.
ومنذ أشهر، تجري مصر وقطر بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية، مفاوضات غير مباشرة ومتعثرة، بين حركة حماس وإسرائيل، باءت جميعها بالفشل جراء عدم تجاوب الأخيرة مع مطالب الأولى، التي تشدد على تحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار.
التطورات الميدانية
على الصعيد الميداني، استشهد سامر الحاج، القيادي بحركة حماس، إثر قصف الاحتلال مركبته عند مدخل مدينة صيدا جنوب لبنان.
فيما قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها استهدفت مبنى تحصنت به قوة إسرائيلية في حي تل السلطان غرب رفح، مشيرة إلى أنها أوقعت أفرادها بين قتيل وجريح.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بسقوط صاروخين أطلقا من قطاع غزة باتجاه بلدتي كيسوفيم وعين هاشلوشا في منطقة مفتوحة.