أكدت صحيفة "الوطن" العمانية، أن ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني من فظائع، وخصوصا في قطاع غزة، ينتهك كل الحظر المنصوص عليه في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، والتي للأسف تُرتكب بدون أي رادع في غزة وبقية فلسطين المُحتلة، بما فيها القدس الشرقيَّة، وعلى نطاق وحجم غير مسبوقين، وبشكل يصدم الضمير الإنساني، ولمدة عشرة أشهر، يظل معها العالم يراقب هذه الإبادة الجماعية المروعة، ويشهد أبشع الفظائع، ومع ذلك لا يزال يفشل في التحرك لحماية السكان المدنيين الفلسطينيين، وتخلى عن الالتزامات الأكثر جدية المنصوص عليها في الميثاق والالتزامات بموجب القانون الدولي العرفي الملزم لجميع الدول، ما يقضي على المصداقية الباقية لتلك المواثيق والقوانين، بل والهيئات الأممية العاجزة عن وقف العدوان ومحاسبة الكيان الإسرائيلي على تلك الجرائم.
وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الأحد تحت عنوان "جريمة إبادة جديدة تؤكد نية القتل التراكمي"، أن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد أماكن إيواء نزح إِليها سكان غزة نتيجة حالة الدمار التي أحدثها العدوان الغاشم على قطاع غزة، بما لا يدع مجالا للشك، إصرار دولة الاحتلال المارقة على حرب الإبادة الجماعيَّة، ورغبتها المحمومة في التهجير القسري لأبناء فلسطين من أراضيهم إلى خارج القطاع، وخصوصا وأن تلك الهجمات تأتي على مواقع ذات كثافة سكانية عالية، ينتج عنها عشرات بل مئات الضحايا من المدنيين العزل، وآخر تلك الجرائم هو الهجوم الهمجي الذي استهدف مدرسة "التابعين" في حي "الدرج" وسط مدينة غزة أمس، والذي خلف أكثر من 100 شهيد فلسطيني، بالإضافة إلى إصابة عشرات آخرين، كان مُعظمهم من النساء والأطفال، حيث نقلت جثامينهم إلى مستشفى المعمداني عبارة عن أشلاء وجثث متفحمة.
جرائم الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة
وأشارت إلى أن استهداف تلك الملاذات التي يجب أن تكون آمنة وفق القانون الدولي الإنساني، بجانب ما يخلفه من عدد كبير من الضحايا، يجعل مُهمة إنقاذ الجرحى صعبة للغاية، خصوصًا في ظل ضعف الإمكانات الطبية بالمدينة، وهو ما يأتي في إطار جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني بشكل واضح لا لبس فيه، لتنضم تلك المجزرة الدموية الشنعاء لعشرات المجازر التي تُرتكب على مرأى ومسمع العالم دُون أن يحرك ساكنا، لتكون تلك المجزرة الآثمة ذروة الإرهاب والإجرام لدى حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي بارتكابها لهذه المجازر تؤكد مساعيها لإبادة الشعب الفلسطيني عبر سياسة القتل التراكمي، والمجازر الجماعية التي ترتعد لهولها الضمائر الحية.
وأوضحت الصحيفة أن استهداف المدنيين الفلسطينيين بكل أشكال الأسلحة الفتاكة، القادمة من الحلفاء المتشدقين بالحرية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، يعني مشاركة تلك الدول فيما يرتكب من جرائم، ويدفع العالم لصراع محموم من التسلُّح، فانهيار المنظومة الأُممية وعجزها التي كشفت حرب الإبادة في فلسطين عوراته، يدفع الجميع نحو الحماية الذاتية، ولا يُلقي بالا لما في المنظومة الأُممية من قواعد ومواثيق وقوانين، ليأتي ذلك نتيجة لفشلِ المُجتمع الدولي في محاسبة الاحتلال على انتهاكاته الصارخة لهذه القرارات والانتهاكات الجسيمة المستمرة للقانون الدولي.