الإثنين 12 اغسطس 2024

دخول اليابان للأراضي الأمريكية.. معركة أتو بالحرب العالمية الثانية

جنود أمريكيون في إحدى المواقع اليابانية أثناء المعركة في 4 يونيو 1943

ثقافة12-8-2024 | 02:08

إسلام علي

استولت القوات اليابانية في يونيو 1942، على جزيرة أتو الصغيرة الواقعة في الطرف الغربي من جزر ألوشيان في ألاسكا، و خلال ذلك الاحتلال، قامت القوات اليابانية بتدمير منازل وقرى شعب أونانجاكس ، ثم أسرت البقية ونقلتهم إلى أوتارو، وهي مدينة في هوكايدو، باليابان.

 أسفرت هذه الأعمال عن وفاة نحو نصف سكان أونانجاكس، ولم يسمح للناجين بالعودة إلى جزيرتهم الأصلية، وعندما وصلت القوات الأمريكية في عام 1943، خاضت معركة عنيفة لاستعادة السيطرة على جزيرة أتو، فاستمرت المعركة لمدة 18 يوما، أسفرت عن طرد القوات اليابانية.

وبالرغم من انتصار القوات الأمريكية، إلا أن الحملة كانت مكلفة للغاية للطرفين، حيث قتل خلالها 2351 جنديا يابانيا وعلى الجانب الأخر قتل ما لا يقل عن 549 جنديا أمريكيا، لذلك تعتبر معركة أتو واحدة من أكثر المعارك دموية في منطقة المحيط الهادئ خلال الحرب العالمية الثانية، ورغم هذا، فقد تم نسيانها تاريخيا ولذلك وتسمى أحيانا بالمعركة المنسية.

مؤخرا، قام فريق من الباحثين الأمريكيين واليابانيين بمهمة لاستكشاف هذا الصراع المجهول نسبيا، فخلال رحلة بحثية استمرت خمسة أيام في الشهر الماضي، نجح علماء الآثار تحت الماء في تحديد موقع ثلاث سفن غارقة من الحرب العالمية الثانية في قاع المحيط بالقرب من أتو.

وتتضمن هذه السفن سفينة أمريكية وسفينتين يابانيتين، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اكتشافها منذ غرقها قبل ثمانية عقود، يقول دومينيك بوش، المتخصص في علم الآثار تحت الماء في جامعة كارولينا الشرقية، إن "هذه السفن لم تكن مجرد جزء صغير من الحملة الكبرى في المحيط الهادئ، بل كانت مسرحا لحرب خاصة بها في شمال المحيط الهادئ، والتي نسيت إلى حد كبير".

وتعد اليوم، تلك الجزيرة جزءا من محمية ألاسكا البحرية الوطنية للحياة البرية، التي تديرها هيئة الأسماك والحياة البرية الأمريكية، وبعد مراجعة أكبر عدد ممكن من السجلات التاريخية، وصل فريق مكون من 14 باحثا إلى ألاسكا في منتصف يوليو الماضي، وبدأوا في البحث عن أدلة على الصراع في قاع البحر.

باستخدام أجهزة السونار المتخصصة، تمكنوا من تحديد مواقع الحطام والمراسي والشباك المضادة للغواصات وكتل الربط والسلاسل والعوامات، وغيرها من القطع الأثرية، كما استخدموا طائرات بدون طيار مزودة بكاميرات تحت الماء وأخرى جوية للحصول على صور أوضح.

ومن أهم الاكتشافات كانت حطام ثلاث سفن: كوتوهيرا مارو وشيربون مارو اليابانيتين وسفينة إس إس ديلوود الأمريكية، ويعتقد أن كوتوهيرا مارو وشيربون مارو هما السفينتان العسكريتان اليابانيتان الوحيدتان الموجودتان في المياه الأمريكية، وجدت السفينة كوتوهيرا مارو، التي تزن 5000 طن، على عمق 300 قدم تحت الماء، وقد كانت تنقل المؤن والوقود إلى أتو عندما قصفتها طائرة أمريكية.

نجا اثنان فقط من أفراد الطاقم، مما يجعل موقع الحطام "مقبرة جماعية"، ولكن تظل السفينة في حالة جيدة على قاع البحر الرملي، حيث لا تزال منطقة الصواري وغرفة القيادة ظاهرة بوضوح، وعلى الجانب الآخر، كانت سفينة الشحن شيربون مارو، التي تزن 3000 طن، مغطاة بالأعشاب البحرية على عمق 30 قدما فقط تحت سطح البحر.

 وغرقت هذه السفينة في عام 1942 بعد قصفها من قبل القوات الأمريكية، وأسفر الهجوم عن مقتل ما بين 15 و55 جنديا يابانيا، أما السفينة إس إس ديلوود، التي تزن حوالي 3500 طن، فقد غرقت في 19 يوليو 1943 بعد اصطدامها بعمود صخري مغمور، في حين أظهرت لقطات السونار والفيديو أن السفينة في حالة "مدمرة" على عمق أكثر من 100 قدم تحت السطح، ويعتقد الباحثون أنها تعرضت لقصف لاحق عندما أصبحت خطرا على الملاحة.

كما صرح جيسون راوب، المؤرخ البحري بجامعة شرق كارولينا، أن هذا المشروع يمثل بداية جديدة لتسليط الضوء على حملة جزر ألوشيان المنسية وأهمية تاريخ ألاسكا خلال الحرب العالمية الثانية.