اكتشف علماء الآثار مؤخرًا تابوتًا في مقبرة قديمة في إيطاليا، أطلقوا عليها اسم "قبر سيربيروس" ويرجع ذلك إلى الجداريات التي علي هيئة سيربيروس هو كلب أسطوري ذو ثلاثة رؤوس في الأساطير اليونانية.
وقد وجدوا داخل التابوت هيكلًا عظميًا محاطًا بالبضائع، ويعتقدون أن هذا التابوت يعود عمره إلى 2000 عام تخص بطريركًا رومانيًا بارزًا عاش في مدينة ليتيرنوم القديمة.
وطبقا لما نقلته مجلة سميثسونيان، أُكتشِفت المقبرة، في مدينة جوليانو، في منطقة نابولي على بعد حوالي 130 ميلاً جنوب روما، في عام 2023، وفقًا لبيان مترجم من هيئة الآثار والفنون الجميلة والمناظر الطبيعية في نابولي، كانت المقبرة في "حالة حفظ مثالية".
واستنتج علماء الآثار من "تصميمها الفخم" أنها ربما بنيت بواسطة عائلة ذات نفوذ، وذلك طبقا لما أشار إليه فيشوام سانكاران في صحيفة إندبندنت.
وبالنسبة إلى الزخارف المتنوعة التي تظهر على جدران وسقف المقبرة، فمنها: سيربيروس، الكلب الأسطوري الذي يحرس أبواب الجحيم، وكذلك إكثيوسنتورس، أو قنطورس بحري، يمتلك رؤوسًا وجذوعًا بشرية وأرجل خيول وذيول أسماك.
كما ذكرت لورا جيجيل في مجلة "لايف ساينس" ذات المحتوى الأكاديمي أن المقبرة تحتوي على ثلاثة مذابح ملونة، مزودة بمزهريات كانت تستخدم لتقديم القرابين، بالإضافة إلى عدة أسرة جنازات مفروشة بعناية.
استخدم علماء الآثار كاميرا صغيرة لفحص أحد التوابيت قبل فتحه، وقد وجد الهيكل العظمي بالداخل في "حالة حفظ ممتازة" مغطى بكفن تالف، ربما بسبب الظروف المناخية الفريدة لغرفة الجنازة.
كما ذكر ماريانو نوزو، المشرف على علم الآثار والفنون الجميلة والمناظر الطبيعية في نابولي، أن علماء من تخصصات مختلفة قضوا الأشهر الماضية في تحليل عينات من التابوت الحجري، وقام عالم آثار النسيج بدراسة نسيج الكفن لتحديد مصدر خيوطه، بينما يدرس عالم أحياء النبات محتويات الأوعية الزجاجية.
وقد تكشف لنا النتائج الجينية المنتظرة المزيد عن أصول وهوية أفراد الأسرة المتوفاة، كما تأمل هيئة الرقابة في أن تكشف التحقيقات الأثرية المستمرة المزيد عن المقبرة ومحيطها، مما قد يسلط الضوء على التاريخ الاجتماعي لمجتمع نابولي القديم.