الثلاثاء 13 اغسطس 2024

اكتشاف أرضية فسيفسائية باليونان لمخلوقات تجمع بين صفات الإنسان والحيوان

الأرضية الفسيفسائية المكتشفة

ثقافة11-8-2024 | 23:03

إسلام علي

اكتشف علماء الآثار في إريتريا الحديثة بجزيرة إيفيا باليونان أرضية فسيفسائية رسم عليها مخلوقين هجينين بين يجمعان في الصفات الجسدية بين الإنسان والحيوان، وذلك أثناء حفر ومد أنابيب المياة في تلك المنطقة، واكتشف أيضا في تلك المنطقة بقايا مستوطنة قديمة كانت تمثل من الناحية التاريخية مركزا من مراكز الحضارة اليونانية خلال منتصف الألفية الأولى قبل الميلاد.

وخلال أعمال مد أنابيب المياة، اكتشف جزء من منزل يعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد، في أرضية إحدى غرفه المربعة لوحة من الفيفساء تم تنفيذها عن طريق الحصى وذلك حسبما أعلنت وزارة الثقافة اليونانية في بيان لها. 
تتكون هذه اللوحة من شخصيتين ذكوريتين، تجمع أجسادهما بين ملامح الإنسان والحيوان في مزيج هجين كان شائعا في الحضارات القديمة، بالإضافة إلى الملامح البشرية المعروفة، وتحتوي اللوحة على ملامح حيوانية مثل الذيل، القرون، والأذنين المدببتين.
تجسد هذه الشخصيات الساتير، وهي أرواح طبيعية تظهر في الأساطير اليونانية القديمة، وغالبًا ما تصور على أنهم كائنات تجمع بين الصفات البشرية والحيوانية، مثل خصائص الخيول أو الماعز. 
ويعتقد أن هذه المخلوقات البرية مرتبطة ارتباطا وثيقا بإله الخصب والنبيذ ديونيسوس، الذي كان يمثل المتعة والاحتفال والجنون الطقسي في الثقافة اليونانية.
وبالنسبة إلى التفاصيل الخاصة بتلك اللوحة، بإنها تمثل أحد الساتير الشباب يعزف على فلوت مزدوج، بينما الآخر، الأكبر سنا والذي يحمل لحية، يبدو مستمتعا بالرقص على وقع الموسيقى. 
تم استخدام حصى بألوان مختلفة، من بينها الأبيض والأسود والأحمر والأصفر، لتفصيل ملامح الوجوه والجسد، مع إبراز خاص للشعر باستخدام الحصى الصفراء.
تشير معالم الغرفة إلى أنها كانت تستخدم كمكان للتجمعات والمآدب والاحتفالات،  ويعتقد علماء الآثار أن هذه الفترة من القرن الرابع قبل الميلاد قد شهدت ظهور المنازل الخاصة الفخمة في إريتريا القديمة، كانت هذه المنازل تبنى بأسلوب معماري معروف يتضمن فناء مركزيا محاطا بمناطق خاصة للعائلة وأخرى عامة لاستضافة المناسبات الرسمية والمآدب.