يحتفل العالم اليوم، باليوم العالمي للشباب، والذي يوافق 12 أغسطس من كل عام، وأقرته الأمم المتحدة لدعم الشباب وزيادة تمكينهم وإشراكهم في تعزيز السلام والاستقرار كشركاء في المجتمع، في ظل زيادة نسبة الشباب في المجتمعات المختلفة.
اليوم العالمي للشباب
بدأ الاحتفال باليوم العالمي للشباب، بناءا على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 120/54، الصادر في 17 ديسمبر 1999، والذي نص على إعلان 12 أغسطس من كل عام يوما دوليا للشباب عملا، وذلك بالتوصية التي قدمها المؤتمر العالمي للوزراء المسؤولين عن الشباب (لشبونة، 8 - 12 أغسطس 1998)، بهدف تركيز اهتمام المجتمع الدولي بقضايا الشباب والاحتفاء بإمكانياتهم بوصفهم شركاء في المجتمع العالمي المعاصر.
وكانت بداية الاهتمام العالمي بالشباب في عام 1965، عندما أقرت الجمعية العامة في قرارها 2037 (د-20) ، إعلان إشراك الشباب مُثل السلم والاحترام المتبادل والتفاهم بين الشعوب، وبعد ذلك خلال الفترة من عام 1965 إلى عام 1975، ركزت الجمعية العامة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي على ثلاثة مواضيع أساسية في ميدان الشباب، وهي المشاركة والتنمية والسلم.
وفي عام 1979، عيّنت الجمعية العامة، بموجب القرار 151/34، عام 1985 بوصفه ’’السنة الدولية للشباب: المشاركة والتنمية والسلم‘‘، وبعدها في عام 1985، وافقت الجمعية العامة في القرار 14/40 على المبادئ التوجيهية المتعلقة بمواصلة التخطيط والمتابعة المناسبة في ميدان الشباب.
وفي ديسمبر من عام 2009، اعتمدت الجمعية العامة القرار 134/64، بإعلان السنة الدولية للشباب ابتداء من 12 أغسطس 2010، تزامنا مع الذكرى السنوية الـ25 لأول سنة دولية للشباب، والتي احتفل بها في عام 1985، ودعت الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والأفراد والمجتمعات المحلية في كل أرجاء العالم إلى دعم أنشطة تُقام على الصعيدين المحلي والدولي بهذه المناسبة.
واقتراح شباب اجتمعوا في عام 1991 بالعاصمة النمساوية فيينا للدورة الأولى لمنتدى الشباب العالمي فكرة يوم الشباب الدولي، حيث أوصى ذلك المنتدى بإعلان يوم دولي للشباب لجمع تمويل يدعم صندوق الأمم المتحدة للشباب بالشراكة مع المنظمات الشبابية.
وأوصت الجمعية بتنظيم أنشطة لإعلام الجمهور لدعم هذا اليوم الدولي كوسيلة لإذكاء الوعي ببرنامج العمل العالمي للشباب الذي اعتمدته الجمعية العامة في عام 1996 (القرار 50/81)، كما يقدِّم القرار 2250 الصادر عن مجلس الأمن المؤرخ 9 ديسمبر 2015 بشأن الشباب والسلام والأمن اعترافاً غير مسبوق بالحاجة الملحة إلى إشراك الشباب من بناة السلام في تعزيز السلام ومكافحة التطرف، ويحدِّد بوضوح دور الشباب كشركاء هامين في الجهود العالمية المبذولة.
وحددت الأمم المتحدة المجالات الخمسة عشر ذات الأولوية لبرنامج العمل العالمي للشباب، وهي التعليم والتشغيل والجوع والفقر والصحة والبيئة وتعاطي المخدرات وجنوح الأحداث وأنشطة شغل الفراغ والفتيات والشابات والمشاركة والعولمة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز والشباب والنزاع والعلاقات بين الأجيال.
عدد الشباب في العالم
ويبلغ عدد الشباب في العالم، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة أكثر من نصف السكان، والذين يبلغون من العمر 30 عامًا أو أقل، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 57٪ بحلول نهاية عام 2030، يُظهر استطلاع أن 67٪ من الناس يؤمنون بمستقبل أفضل، وأن الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 17 عامًا هم الأكثر تفاؤلاً.
يتفق أكثر من ثلثي (69٪) الأشخاص في جميع الفئات العمرية على أن المزيد من الفرص للشباب ليكون لهم رأي في تطوير / تغيير السياسات من شأنه أن يجعل الأنظمة السياسية أفضل.
اليوم العالمي للشباب 2024
وحددت الأمم المتحدة موضوع اليوم العالمي للشباب عام 2024: وهو من النقر إلى التقدم: مسارات الشباب الرقمية للتنمية المستدامة، حيث أوضحت أنه تعتبر التقنيات الرقمية مثل الأجهزة المحمولة، والخدمات، والذكاء الاصطناعي أدوات أساسية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، وتدعم البيانات الناتجة عن التفاعلات الرقمية اتخاذ القرارات القائمة على الأدلة ذات التأثير العميق عبر الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية حيث تسهم التقنيات والبيانات الرقمية في تحقيق 70% على الأقل من الأهداف الـ169 للتنمية المستدامة ، مع إمكانية تقليل تكلفة تحقيق هذه الأهداف بمقدار يصل إلى 55 تريليون دولار أمريكي.
وأكدت أنه يقود الشباب الجهود في تبني الابتكارات الرقمية، حيث استخدم ثلاثة أرباع الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا الإنترنت في عام 2022، وهي نسبة أعلى من الفئات العمرية الأخرى.
وأشارت إلى أنه لا تزال الفجوات موجودة، لا سيما في البلدان ذات الدخل المنخفض وبين النساء الشابات، اللاتي غالبًا ما يكون لديهن وصول أقل إلى الإنترنت والمهارات الرقمية مقارنة بأقرانهن الذكور، مضيفة أنه على الرغم من الحاجة الملحة لتعزيز الشمول الرقمي، يُعترف بالشباب بشكل كبير باعتبارهم "أبناء العصر الرقمي"، حيث يستخدمون التكنولوجيا لدفع التغيير وخلق الحلول.
وتابعت: ومع اقتراب الموعد النهائي لأهداف التنمية المستدامة لعام 2030، يعد دور الشباب في الابتكار الرقمي أساسيًا لمواجهة التحديات العالمية.