تُعد قصيدة «جُدْ لي بِبَرْكارِك الذي صَنَعَتْ» للشاعر كشاجم، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.
ويعرف «كشاجم» كأحد أبرز الشعراء في العصر العباسي، الذين كتبوا قصائد تميزت بالغزل والمدح والفخر، وعلى رأسها قصيدة «جُدْ لي بِبَرْكارِك الذي صَنَعَتْ».
وتعتبر قصيدة «جُدْ لي بِبَرْكارِك الذي صَنَعَتْ»، من أجمل ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 16 بيتًا، تميز شعره بسلاسة الألفاظ وسهولة المعاني وصدق العاطفة كما جاء بالقصيدة.
وإليكم القصيدة:
جُدْ لي بِبَرْكارِك الذي صَنَعَتْ
فيه يَدَاً قينِهِ الأَعاجيبا
ملْتئُم الشفرتيْن معتدلٌ
ما شينَ من جانبٍ ولا عيبا
شخصان في شكلٍ واحدٍ قُدرا
ورُكّبا بالعقولِ تركيبا
أشبه شيئين في اشتباكِهما
بصاحبٍ ما يُمل مصحوبا
أوثق مِسمارُهُ وغيِّب عن
نواظر النّاقدينَ تغييبا
فغين من تجتليه تحسبُه
في قالبِ الإعتيلِ مصبوبا
وضمُّ شطريه محكِمٌ لهما
ضمٌّ محبٍّ إليه محبوبا
يزدادُ حرصاً عليه مُبصرُهُ
ما زاده بالبنانِ تقليبا
فقوله كلما تأمَّلَهُ
طُوبى لمن كان ذالهُ طوبى
ذو مُقْلَةٍ بصَّرتَهُ مُذهبَةٍ
لم تألُهُ زينةَ وتَذْهيبا
يُنْظَر منها إلى الصّوابِ فما
يزال منها الصوابُ مطلوبا
لولاه ما صحّ شكل دائرةٍ
ولا وجدنا الحسابَ محسوبا
الحقُّ فيه فإن عدلتْ إلى
سواه كان الحسابُ تقريبا
لو عين إِقْليدسِ به بَصُرت
خرَّ له بالسُّجود مكبوبا
فابْعثه واجنُبْهُ لي بِمِسْطَرة
تُلْفِ الهوى بالثّناء مجنوبا
لا زلت تُجدي وتَجْتَدي حِكَماً
مستوهباً للصَّديق موهوبا