يعد مسجد أبو العباس المرسي الشهير بـ «المرسي أبو العباس» بالإسكندرية لأحد أولياء الله الصالحين من أشهر وأقدم المساجد بعروس البحر المتوسط وأهم المزارات الدينية في مصر الذي يتوافد لزيارته أعداد تصل إلى الآلاف من جميع بلدان العالم، ويتميز بقبابه المميزة، ويقع تحديدًا في ميدان المساجد بمنطقة الجمرك في محافظة الإسكندرية، وتعلو القبة الغربية ضريح أبى العباس وولديه.

تاريخ مسجد المرسي أبو العباس

بدأ بناء مسجد المرسي أبو العباس في عام 1933م، وافتتح في عام 1945م وأقيمت أول صلاة به في نفس العام، وصلى به الملك فاروق، واُنشئ المسجد على يد المهندس الإيطالي ماريو روسي الذي أتى إلى مصر في سن العشرين من عمره بعد أن استقدم الملك فؤاد الأول مجموعة من المهندسين الأوروبيين للعمل في وزارة الأشغال والإشراف على القصور الملكية آنذاك.

واستخدم المهندس الإيطالي الزخارف المميزة في بناء المساجد والمنشأت الدينية، وصمم مجموعة من الرسومات للمساجد ومنها مسجد المرسي أبو العباس وقد قام باختيار رسومات متعددة الأضلاع للفن الإسلامي الفريد من العمارة المملوكية وبعض عناصر العمارة الأندلسية للمسجد.

من هو المرسي أبو العباس؟

المرسي أبو العباس هو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن علي الخزرجي الأنصاري المرسى، الذي ولد في مدينة مرسية في الأندلس عام 616 هـ الموافق 1219م، ومنها حصل على لقبه المرسي والذي يتصل نسبه بالصحابي سعد بن عبادة، كان جده الأعلى قيس بن سعد بن عبادة أميرا على مصر من قبل الإمام علي بن أبي طالب سنة 36.

أقام المرسي أبو العباس بالأسكندرية 43 عاما، ينشر العلم ويهذب النفوس ويربي المريدين ويضرب المثل بورعه وتقواه وقد تلقى العلم على يدي أبو العباس وصاحبه الكثير من علماء عصره كالإمام البوصيري وابن عطاء الله السكندري وغيرهم.

ضريح المرسي أبو العباس والـ 14 شيخ

يضم المسجد  ضريح المرسي أبو العباس وفي الجانب الشرقى من المسجد هناك ضريح آخر لـ 14 من الشيوخ تلاميذ أبو العباس المرسي قرروا أن يدفنوا بجوار معلمهم وأستاذهم وعرفوا بين العامة باسم ضريح الـ14شيخ الذي يعتبر من أشهر الأضرحة فى الإسكندرية، والذين تحملوا الغربة والبعد عن بلدانهم في سبيل أن يتعلموا على يديه وينشروا دين الله، واختاروا أن يدفنوا إلى جواره بعد وفاتهم .