الثلاثاء 13 اغسطس 2024

صلاح عبد الصبور.. شاعر الحداثة وصوت التجديد

صلاح عبد الصبور

بورتريه الهلال13-8-2024 | 11:18

أبانوب أنور

أضاء سماء الشعر العربي الحديث بنوره الفريد، وهب حياته للشعر، فوهب له الشعر بعضًا من حياته حتى إذا ما ذُكرت القصيدة الحديثة كان فى مطلع روادها، فهو الذي حمل الشعر من القصيدة إلى المسرح حتى قيل عنه إنه كان قصيدة تمشي على قدمين، كان رائدًا في تجديد الشعر العربي، وفتح آفاقًا جديدة في مجال المسرح الشعري. ولا يزال تأثيره حاضرًا في الأدب العربي المعاصر، إنه محمد صلاح الدين عبد الصبور يوسف الحواتكي .

ميلاد الشاعر صلاح عبد الصبور

ولد صلاح عبد الصبور في 3 مايو 1931 في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية في مصر. نشأ في أسرة مثقفة، مما أثر بشكل كبير على اهتمامه بالأدب والشعر منذ صغره. درس الأدب العربي بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم اللغة العربية في عام 1947 وتتلمذ فيها علي يد الشيخ أمين الخولي الذي ضمه إلى جماعة الأمناء التي كوّنها، ثم إلى الجمعية الأدبية التي ورثت مهام الجماعة الأولى. كان للجماعتين تأثير كبير على حركة الإبداع الأدبي والنقدي في مصر.

التقى عبد الصبور بمرسى جميل عزيز وعبد الحليم حافظ، في مقهى الطلبة في الزقازيق، وكانت بداية معرفته بهم، حيث طلب منه عبد الحليم حافظ أغنية يتقدم بها للإذاعة وسيلحنها له كمال الطويل فكانت قصيدة "لقاء". تخرج صلاح عبد الصبور عام 1951 وعين بعد تخرجه مدرسًا في أحد المعاهد الثانوية ولكنه كان يقوم بعمله عن مضض ليلتحق بعد ذلك بالحياة الثقافية والأدبية.

بدأ صلاح عبد الصبور حياته الشعرية في الخمسينيات، حيث تأثر بالشعراء الرومانسيين، ثم تحول إلى الشعر الحر، متأثرًا بالاتجاهات الحديثة في الشعر العالمي، يعد عبد الصبور من أبرز رواد الشعر الحر في العالم العربي، حيث تجاوز القوالب التقليدية واستخدم لغة حديثة ومبتكرة تعكس هموم الإنسان المعاصر.

إلى جانب الشعر، اهتم صلاح عبد الصبور بالنقد الأدبي، وقدم العديد من الدراسات والنقد الأدبي، وكان له دور كبير في تطوير النقد الأدبي العربي، وكتب العديد من المسرحيات الشعرية التي تميزت بالعمق الفكري واللغة الشعرية، مثل "مأساة الحلاج" و"بعد أن يموت الملك".

تأثر صلاح عبد الصبور بالعديد من المصادر التي تنوعت من شعر الصعاليك إلى شعر الحكمة العربي، مرورًا بسيَر وأفكار بعض أعلام الصوفيين العرب مثل الحلاج وبشر الحافي، الذين استخدمهما كأقنعة لأفكاره وتصوراته في بعض القصائد والمسرحيات. كما استفاد الشاعر من منجزات الشعر الرمزي الفرنسي والألماني عند بودلير وريلكه، والشعر الفلسفي الإنجليزي عند جون دون وويليام بتلر ييتس وجون كيتس وتوماس ستيرنز إليوت بصفة خاصة، وقد كتب الكثيرين في العلاقة بين "جريمة قتل في الكاتدرائية لإليوت ومأساة الحلاج لعبد الصبور".

توفي الشاعر المصري الكبير صلاح عبد الصبور في مثل هذا اليوم من شهر أغسطس عام 1981، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا غنيًا أثّر في الشعر والمسرح العربي. رحيله كان خسارة كبيرة للحركة الثقافية العربية، حيث فقدت أحد أبرز روادها وأهم الأصوات الشعرية في جيله. ويتم الاحتفال بذكرى رحيله كل عام، حيث ينظم العديد من الفعاليات الثقافية والأدبية لتكريم هذا الشاعر الكبير وإحياء ذكراه. يتم خلال هذه الفعاليات قراءة شعره، وتحليل أعماله، ومناقشة تأثيره على الأدب العربي.