الثلاثاء 13 اغسطس 2024

نيويورك تايمز:استقالة نائب الرئيس الإيراني تكشف عن انقسامات عميقة بالتزامن مع تشكيل الحكومة

محمد جواد ظريف

عرب وعالم13-8-2024 | 13:21

دار الهلال

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان ترشح كإصلاحي، ولكن عندما أعلن أمس الأول الأحد أن مرشحيه لمجلس الوزراء، ضموا العديد من المحافظين وامرأة واحدة فقط، واجه رد فعل عنيف تجسد في استقالة نائبه البارز، واتهام حلفائه السياسيين له بالتخلي عن وعود حملته الانتخابية بإحداث تغيير.

وأوضحت الصحيفة، في تعليق لها حول الأوضاع في إيران، أن استقالة محمد جواد ظريف، الذي تم تعيينه نائبا للرئيس للاستراتيجية وقاد لجنة بحث عن ترشيحات لمجلس الوزراء، هزت الدوائر السياسية في إيران فقد كان وجها بارزا في حملة بزشكيان، حيث سافر عبر أرجاء البلاد ليقنع الناخبين بإعطاء فرصة للتغيير، والآن تخلى ظريف عن الحكومة في عرض عام للانقسامات العميقة قبل تشكيلها.

وفي منشور له عبر حسابه على موقع إنستجرام، قال ظريف إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع إحداث نوع التغيير الداخلي الذي توقعه الناس.

وأضاف "لست راضيا عن نتيجة عملي وأشعر بالخجل لأنني لم أتمكن من تحقيق ما وعدت به بشأن تمثيل النساء والشباب والأعراق والرأي لجان الخبراء".

وتابع ظريف أمس الاثنين بمنشور آخر على إنستجرام، قائلا إن استقالته لا تعني أنه نادم على دعم بيزيشكيان، أوأنه فقد الأمل في الحكومة الجديدة، بل "هذا يعني أنني أشك في قدرتي على أن أكون فعالا كنائب رئيس للاستراتيجية".

وأشارت الصحيفة إلى أن توقيت استقالة ظريف كان أكثر إثارة للذهول وبصفته وزير خارجية إيران السابق وأشهر خبراء السياسة الخارجية وكبير المفاوضين في الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية، فقد انسحب مع اقتراب حرب إقليمية محتملة.

وتهدد إيران بالرد على إسرائيل لاغتيال الزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران قبل حوالي أسبوعين لقد قالت إسرائيل -التي لم تعلن مسؤوليتها عن عملية القتل ولكنها اعترفت بمسؤوليتها عن اغتيال أحد قادة حزب الله في لبنان في نفس الوقت تقريبا - وأنها سترد بقوة إذا شنت إيران وحزب الله هجمات انتقامية كبيرة.

واستشهدت الصحيفة بما كتبه الكاتب الإيراني محمد جواد روح؛ على الصفحة الأولى من صحيفة هام ميهان أمس الاثنين حيث أعرب عن خيبة أمل الناخبين والفصيل السياسي الإصلاحي الذي أيد بيزيشكيان كمرشح له في السباق الرئاسي: وقال "لقد كان الأمر أشبه بسكب دلو من الماء البارد على رؤوسهم لقد كانت لديهم آمال كبيرة ولكن النتيجة كانت ضئيلة".

ومضت الصحيفة تقول إن محور الجدل تمثل في اثنين من المرشحين الرئيسيين لمجلس الوزراء: المرشحان لمنصب وزير الداخلية والمخابرات. وقد ذكر بيزيشكيان اثنين من المحافظين لهما تاريخ طويل من القمع الوحشي للمحتجين والنساء والمعارضين على الرغم من أنه تعهد خلال المناقشات والتجمعات الانتخابية بإصلاح مثل هذه التكتيكات القاسية.

وأضافت أن إسماعيل الخطيب -الذي تم ترشيحه وزيرا للمخابرات- هو من الحكومة المحافظة السابقة التي أشرفت على الاعتقالات الجماعية والقمع خلال انتفاضة قادتها النساء في عام 2022 والتي أعقبت وفاة مهسا أميني في حجز شرطة الأخلاق الإيرانية، كما ظهر اسم إسكندر مؤمني وهو أحد كبار قادة الحرس الثوري، في اللحظة الأخيرة على القائمة يوم السبت كمرشح لمنصب وزير الداخلية المفضل لدى جهاز الأمن والمرشد الأعلى علي خامنئي، وفقا لعضوين من اللجنة الاستراتيجية لبزشكيان طلبا عدم ذكر اسميهما لأنهما لا يريدان التحدث علنا عن قضايا حساسة خوفا من الانتقام.

وقال المصدران في الفريق الاستراتيجي إن خامنئي والحرس الثوري لا يريدان التخلي عن سيطرة المحافظين على وزارتي الداخلية والاستخبارات، حيث يعتبرانهما ضروريين للسيطرة على التسلل الأجنبي لا سيما من إسرائيل، والتحديات الداخلية لحكم إيران.

ومن بين أعضاء مجلس الوزراء التسعة عشر المرشحون، امرأة واحدة وهي فرزانة صادق، وزيرة للطرق والإسكان، غير أن القائمة تفتقر بشكل ملحوظ إلى أي أقليات مثل المسلمين السنة وأي شخص من التركيبة السكانية الأصغر سنا. إذ يبلغ متوسط ​​أعمار أعضاء مجلس الوزراء المقترح 60 عاما.

ومن جانبه.. قال محمد رضا عارف، النائب الأول للرئيس والسياسي الإصلاحي، إن الأولوية في اختيار الحكومة كانت لتحسين الاقتصاد ومستوى معيشة المواطنين، وفقا لوسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، فإن بيزشكيان سيعمل على تحسين الاقتصاد وسبل عيش الناس. ورفض عارف الانتقادات قائلا: "إن استراتيجية اختيار المديرين والوزراء في هذه الحكومة لا تتلخص في الاهتمام بالتفكير السياسي".