أكد المدير الإقليمي للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، محمد المغبط، أن الإعلام الدولي يسهم بدور سلبي فيما يحدث في قطاع غزة عند تغطيته الوضع الغذائي والصحي؛ فهو لا يظهرها بالشكل الكافي للتأثير على الرأي العام وصناع القرار بالدول الغربية.
وقال المغبط، في مداخلة لقناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم /الثلاثاء/: "إن إسرائيل نشرت 31 اسما ادعت أنهم عناصر مسلحة من حركة (حماس) كانوا متواجدين في مجزرة مدرسة التابعين التي راح ضحيتها 100 شهيد"، مردفًا أن أغلب من كانوا في الحادث مدنيين أبرياء لا علاقة لهم بالسياسة ولا بالعمل العسكري .
وأضاف أن وسائل الإعلام الدولية لم تكلف نفسها عناء التحقيق والتأكد من هوية القتلى في مدرسة التابعين، بالإضافة إلى عدم تسليطها الضوء على المجازر التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة، ودحض الافتراءات التي تسردها دولة الاحتلال للعالم، الأمر الذي يؤكد أن وسائل الإعلام تتبع سياسة الدول التي تنتمي لها، سواء الولايات المتحدة أو بريطانيا أو أوروبا، والتي تقدم دعما مطلقا سياسيا وعسكريا وإعلاميا وماليا لدولة الاحتلال.
وأشار إلى أن الأوضاع لا تزال كارثية في قطاع غزة بسبب انعدام الأمن الغذائي والصحي وما يتعلق بالنظافة وصولا لانتشار الأوبئة، وذلك لعدم قدرة الإدارة الفلسطينية على جمع النفايات أو معالجة مياه الصرف الصحي بعد استهداف قوات الاحتلال معظم آبار المياه ومحطات تكرير المياه، بالإضافة إلى استهداف القطاع الصحي.
وأوضح أن هناك بعض المناطق في شمال غزة تفتقر للمواد الغذائية بشكل كامل ما تسبب في حدوث مجاعة، لافتا إلى أن الأزمة الغذائية في الجنوب أقل حدة، لكن هذا لا ينفي حاجتهم للمواد الغذائية الأساسية.
وتابع: "إن سكان غزة يقومون بالتقشف والاقتصاد في استخدام المواد الغذائية المتوفرة، وما زالوا في انتظار المساعدات الغذائية والصحية اللازمة التي تمنع إسرائيل دخولها عبر المعابر البرية، مؤكدا أنه بدون وقف إطلاق النار لن يتم حل الأزمة الغذائية في قطاع غزة".
وأكد أن إيصال المساعدات لا يتوقف فقط على عمل المنظمات الإغاثية، لكن يتوقف على إسرائيل والدول الشريكة لها في الإبادة الجماعية بقطاع غزة، وفرض الحصار ومنع إدخال المواد الغذائية والمياه وقطاع الكهرباء كجزء من العقاب الجماعي الذي ترتكبه إسرائيل بحق المدنيين في القطاع.
وتابع أن هناك 36 مستشفى في قطاع غزة خارج الخدمة، وحوالي 6 مستشفيات فقط تعمل بحدها الأقصى في خدمات الطوارئ، لكنها لا تستطيع العمل بكامل طاقتها، مع انعدام أغلب الأدوات الصحية والأدوية وعلى رأسها مواد التخدير ما يؤثر بشكل مباشر في حياة المدنيين.