أين ذهبت البركة (بفتح الباء والراء) من البيوت والجيوب المصرية؟ غابت عنا البركة! كانت (تفك) ورقة المائة جنيه وبعد قليل لا تجد منها شيئاً فى جيبك؟ أهو غلاء أسعار كل شىء؟ أم أنها قلة البركة التى أصبحت تلازمنا؟ لقد كنا نردد دائما مثلنا الشعبى الجميل لا«أحد ينام فى مصر بدون عشاء»!!
• ولله الحمد والشكر لازال المصرى فى أى موقع وأى مكان يمن الله سبحانه وتعالى عليه بالطعام فلا أحد ينام جوعانا (أتمنى ذلك) فى مصر المحروسة!
• قد يكون السبب فى طيران الفلوس بأجنحة غير مرئية هذا الغلاء مثلا؟ وقد يكون السبب هو أن الجنيه المصرى (وهو العملة المصرية) أصبح لا يشترى شيئاً!
• قلت قيمة الجنيه المصرى فى الداخل والخارج وقلت قدرته الشرائية بعد أن كان له شنة ورنة!
• نعم.. قبل ثورة يوليو سنة ١٩٥٢ كان الجنيه المصرى يشترى جنيها استرلينيا (إنجليزيا) وخمسة وثلاثين سنتا أى جنيه وثلث استرلينى! وكان لدينا أكبر أحتياطى من الذهب فى العالم كله هكذا قرأت فى الموسوعة وكانت بريطانيا العظمى مدينة لمصر أى أننا كنا نقرضها مالا؟ وبالمناسبة أين هذا الدين ولماذا لا نطالب به الآن مادام أحد لم يطالب به من قبل؟
• إننا نرى جميعاً (دوخة) وتعب رئيس مصر عبد الفتاح السيسى من أجل جذب الاستثمارات لمصر وتقوية اقتصادها ولكننى أقول إنه إلى جانب ذلك يجب أن نعمل على تقوية الجنيه المصرى ورفع قيمته أمام كل العملات الجنبية!
• ربما أكون دائمة الأحلام هذه الأيام لكننى أحلم بأن أسافر إلى أى مكان فى العالم وفى جيبى جنيهات مصرية أخرجها فى المطار الذى أقصده أى فى البلد الذى أقصده فيبدلها لى موظف الصرافة بعملة ذلك البلد على الفور!!
• طبعا العملة المصرية لايقبلونها فى أى صرافة فى الخارج! إذا قلب موظف الصرافة فى مطار شارل ديجول بفرنسا ورقة المائة جنيه المصرية ، قلبها يمينا وشمالا وقال لى بالفرنسية:
لم أر هذه العملة من قبل .. أهى مصرية؟
• وقال إن عملتنا لا يمكن استبدالها بالدولار أو اليورو أو الكورونا السويدية أو الين اليابانى أو اليوان الصينى أو الروبل الروسى فهى غير مدرجة فى قوائم العملات!
• ربما كان السبب فى هذا الحلم الجميل (حلم تبديل بالجنيه المصرى).
هو حديث الرئيس السيسى فى روسيا عن إمكانية دراسة التعامل بالجنيه المصرى والروبل الروسى وبلاه الدولار الأمريكانى الذى ارتفع فى الآونة الأخيرة كثيرا!
• قلت أسأل أنا أحد كبار التجار فى الغردقة التى يعيش كل سكانها تقريبا على السياحة الروسية فقال لى بالحرف الواحد :
- العيب ليس فى الجنيه المصرى ولا الروبل الروسى العيب فى هبوط قيمة الروبل دوليا بعد أن فرضوا على روسيا عقوبات اقتصادية فانهار سعر الروبل فى كل مكان وليس فى مصر وحدها.
• واستطرد .. وعندما يتعافى الروبل فلا مانع مطلقا من التعامل به مقابل الجنيه المصرى!
• سألته عن السياحة فقال تتحسن وتتحسن بإذن الله تعالى ولكن مش زى الأول أبداً !!
• أعود إلى أحلامى وقد شجعنى عليها ما حققناه من إنجازات وأهمها قناة السويس الجديدة وأطمع فى أن يدرس اقتصاديونا بجدية تامة كيفية النهوض بالجنيه المصرى وكيف آخذ جنيهات مصرية فى جيبى وأبدلها فى البلد الذى أسافر إليه بعملة ذلك البلد ! ممكن ؟
• وأضحك كثيرا عندما أشاهد بعض الأفلام القديمة (فى الخمسينيات) فمثلاً فى فيلم أحمر شفايف يعطى نجيب الريحانى “زوجته ميمى شكيب جنيها مصريا ويطلب منها أن تعمل عزومة ملوكى فيها لحمة وفراخ وبط ووز وفاكهة وحلويات ثم يقول لها وهو خارج من الباب .. وابقى آعطينى باقى الجنيه لما أرجع!!
• وعندما يصل كيلو جرام الفاصوليا الخضراء فى السوق إلى خمسة وعشرين جنيها والبطيخة الصغيرة بعشرين جنيها ويزيد سعر كيلو اللحم إلى مائة جنيه يبقى بلاها لحمة وبلاها فاصوليا وبلاها بطيخ وبلاها فراخ وبلاها عيشة من غير بركة !! والفاتحة على الجنيه المصرى!
كتبت : سكينة السادات