تزايدات أعداد المهاجرين النيوزيلنديين لبلدهم، بسبب ارتفاع أسعار الفائدة وتزايد معدلات البطالة وضعف النمو الاقتصادي، وفق بيانات رسمية.
وذكرت هيئة إحصاء نيوزيلندا اليوم الثلاثاء، أن هناك نحو 131 ألفا و200 شخص غادروا نيوزيلندا حتى يونيو الماضي؛ ليكون الرقم الأعلى على الإطلاق خلال الفترة السنوية حيث توجه حوالي ثلثهم إلى أستراليا.
تفاقم الأزمة الاقتصادية يدفع آلاف النيوزيلنديين لمغادرة بلادهم
وأظهرت البيانات أن حوالي 80 ألفا و174 شخصًا ممن غادروا البلاد كانوا من المواطنين النيوزيلنديين الأصليين؛ وتمثل تلك الأعداد ضعف أعداد المهاجرين قبل جائحة كورونا. وفق ما أوردته شبكة (سي.إن.بي.سي.) الأمريكية المختصة في شؤون الاقتصاد.
وخلال جائحة "كوفيد-19"، عاد النيوزيلنديون الذين يعيشون في الخارج إلى وطنهم بأعداد تاريخية بفضل إدارة الحكومة السابقة للجائحة.
ويتوقع الاقتصاديون أن تنخفض أعداد "الهجرة الصافية" أي أعداد الوافدين مقابل المهاجرين رغم بقائها عند مستويات مرتفعة حاليا، بسبب تباطؤ الاقتصاد في نيوزيلندا حيث يعاني النيوزيلنديون من تكاليف المعيشة المرتفعة، وارتفاع أسعار الفائدة، وتقلص فرص العمل، ويتطلعون للهجرة إلى أستراليا والمملكة المتحدة.
ويواجه اقتصاد نيوزيلندا صعوبات بعد أن رفع البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 521 نقطة أساس في أكثر سياساته تشددًا في أكتوبر 2021، كما سجل الاقتصاد نموًا سنويًا قدره 0.2% في الربع الأول، وارتفعت البطالة إلى 4.7% في الربع الثاني، ولا يزال التضخم مرتفعًا عند 3.3%.
وعلى الجانب الآخر، تقوم أستراليا بتوظيف وتقديم حزم الانتقال في مجالات مثل التمريض والشرطة والتعليم، حيث تعاني من نقص في المهارات، ما يجذب النيوزيلنديين الذين لا يحتاجون إلى تأشيرات للعمل هناك.
وتواجه قبائل الماوري الأصلية في نيوزيلندا تحديات كبيرة بسبب آثار تغير المناخ، التي تشمل تآكل الشواطئ، تدمير التنوع البيولوجي، تفاقم الطقس المتطرف، وتهديد التهجير المجتمعي.
ويبرز هذا التهديد بشكل خاص في الدول الجزرية مثل أوتياروا (الاسم الأصلي لنيوزيلندا) وبين السكان الأصليين مثل الماوري، الذين تعتمد ثقافتهم وسبل عيشهم على البيئة المحيطة.
أقر تقرير وزارة البيئة النيوزيلندية لعام 2023 بأن تأثيرات المناخ قد تؤدي إلى نزوح الماوري من المناطق المتأثرة، مما قد يعطل ثقافتهم وممارساتهم القبلية.
وهذا التهديد يترك أثراً عميقاً على باركين راي، المنتمي إلى قبيلتي نغاتي كوري ونجاي تاهو من بين أكثر من 100 قبيلة ماوري إيوي. ويقول راي: "بدون الأرض لا يوجد شيء نعيش من أجله، الأرض هي الشعب والشعب هو الأرض."
يشير راي إلى أن هذا "الترابط" يجعل الماوري الحراس المثاليين لأوتياروا، ويضيف: "لا أحد يعتني بالأرض مثل السكان الأصليين الذين عاشوا واعتنوا بها لآلاف السنين.
واضاف: "عندما تحتاج الأرض للمساعدة، فإن الماوري يستجيبون." بناءً على ذلك، ينظم المجتمع مشاريع بيئية للمساهمة في الحفاظ على وطنهم وثقافتهم.
وتُعتبر أعمال الترميم في نهر أوارو جزءاً من مشروع لإعادة التشجير ومكافحة الحيوانات المفترسة. ويقول المدير الإداري للمجلس، راويري ماناواتو، إن الاحتباس الحراري، التوسع العمراني، وانتشار النباتات والحياة البرية الغازية قد دمرت النظام البيئي.
ويضيف ماناواتو أن تنظيف المجاري المائية وإعادة زراعة النباتات المحلية يساعدان في الحفاظ على النظام الطبيعي لترشيح الأرض، مشيراً إلى أن النباتات المحلية تعتبر جزءاً من أمنا الأرض، ولهذا يجب أن تنمو بدلاً من نباتات الآفات الأخرى.