اكتشف علماء الآثار منذ فترة وجيزة أثناء عملهم في الحفائر في إحدى مدينة سوزدال في شمال شرق موسكو التابعة لروسيا القيصرية، مدفنين أثنين بجانب بعضهما البعض، وأشارت الأدلة البحثية حتى الآن إلى أن تلك المقبرتين تعودان إلى العصور الوسطى، وأن المدفونين بها من  جامعي الضرائب.

وجد العلماء بداخل هذين المدفنين هيكلين عظميين مدفونين بجانبهم فؤوس تستخدم في المعارك الحربية ومعدات لركوب الخيل، ويعرف هذا الموقع باسم مقبرة غنيزديلوفو، ويجري الباحثون أعمالهم في ذلك الموقع منذ أربعة سنوات سابقة.

تمتد هذه المقبرة المعروفة باسم "غنيزديلوفو" على مساحة 7 أفدنة، وتم اكتشاف هذه المقبرة لأول مرة عام 1851، وخلال الحفريات الأخيرة، فحص علماء الآثار حوالي 50 مقبرة غير مضطربة منتشرة في الموقع، واكتشف الأكاديميون العديد من المجوهرات ثمينة، عملات معدنية، أسلحة، وفقا لبيان مترجم من معهد الآثار التابع للأكاديمية الروسية للعلوم.

جذب انتباه العلماء اللذين يكتشفون هذه المنطقة الآثرية، إحدى المقابر والتي عرفت باسم 59 بشكل خاص، بظرا لوجد جثة لشخص يتراوح عمره من 35 إلى 40 عاما، دفن معه عدة قطع أثرية والتي من بينها مشبك حزام برونزي على شكل قيثارة، سكين، إناء خزفي مكسور، وفأس معركة معدني.

وبالنسبة إلى فأس المعركة المكتشف فإنه يتميز بمطرقة صغيرة في أحد طرفيه وشق نصف دائري في قاعدته، وهو تصميم شائع خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر، وقد وجدت نماذج مشابهة له في بلغاريا، وهي دولة سابقة تقع الآن ضمن حدود روسيا.

وفي المقبرة المجاورة، تم العثور على بقايا رجل آخر كان عمره بين 25 و30 عاما عند وفاته، واحتوت مقبرته على "هيكل دفن خشبي معقد" تم بناؤه بدون استخدام المسامير الحديدية، بالإضافة إلى مشبك حزام على شكل قيثارة، قفل، سكين ، ومعدات ركوب الخيل مثل الركائب، إضافة إلى فأس معركة مماثل.

كما اكتشف علماء الآثار مجموعة من الأوزان المختلفة التي ربما استخدمت لوزن العملات المعدنية، والتي قد تكون قد جمعت كضرائب، ورغم أن هوية الرجلين ما تزال مجهولة، إلا أن حجم قبريهما والأدوات التي دفنت معهما تشير إلى أنهما كانا من ذوي المكانة العالية وربما شغلا مناصب مالية مثل تحصيل الضرائب، وخلص الباحثون إلى أن هذا الموقع يقدم لمحة عن تكوين الثقافة العسكرية في شمال شرق روسيا.