السبت 17 اغسطس 2024

«تكوين الهوية المصرية» محاضرة بالأعلى للثقافة .. تفاصيل

جانب من المحاضرة

ثقافة14-8-2024 | 10:01

بيمن خليل

نُظمت بالمجلس الأعلى للثقافة، بالأمس الثلاثاء، محاضرة  تحت عنوان: «تكوين الهوية المصرية» ألقاها الأستاذ الدكتور عماد أبو غازي، أستاذ الوثائق بكلية الآداب جامعة القاهرة، وجاء ذلك تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والدكتور هشام عزمى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وفي إطار فعاليات مبادرة: «القوة فى شبابنا».

تهدف المبادرة إلى دعم ورعاية الموهوبين من الشباب، وتأتي في إطار خطة عمل وزارة الثقافة نحو تعزيز التنمية المستدامة، والحوار الثقافي وتبادل الآراء والخبرات بين الأجيال، وتستهدف الشباب من سن 18 إلى 35 عامًا، وتتضمن فعالياتها عدد من اللقاءات الفكرية والمحاضرات العامة والورش التدريبية.

وقال الدكتور عماد فى بداية المحاضرة إن الهوية الوطنية في كل أمة هي الخصائص والسمات التي نتميز بها، وتترجم روح الانتماء لدى أبنائها، ولها أهميتها في رفع شأن الأمم وتقدمها وازدهارها وبدونها تفقد الأمم كل معاني وجودها واستقرارها، بل يستوي وجودها من عدمه، وهناك عناصر للهوية الوطنية لا بد من توفرها، وقد يختلف بعضها من أمة لأخرى.

وأضاف أن الهوية الوطنية تتشكل في سياق تاريخي، ونتيجة لتحولات اجتماعية، وتطور ثقافي وفكري، ووعي وإدراك، كل ذلك يخلق واقع سياسي جديد، يمكن أن نسميه الدولة القومية الحديثة.

وقال قد يساهم التاريخ الطويل الممتد في تشكيل الهويات، الوطنية لكن فكرة الانصهار الوطني والهوية مفهوم مرتبط بتحولات المجتمعات الإنسانية في القرون الثلاثة الأخيرة بشكل أساسي.

وأشار إلى أن الهويات قبل العصر الحديث كانت عادة أقرب إلى الانتماء للمدينة، أو القرية أو القبيلة، أو الطائفة، أو العرق.

وقال عاش الإنسان الأول أثناء العصر المطبر في المناطق التي أصبحت الآن صحراوات في جنوب غرب البلاد وفي المنطقة التي تعرف الآن بالوادي الجديدء وثرك آثاره هناك.

وأضاف أنه في نهاية هذه المرحلة من تاريخ البشر وبانتهاء العصر المطير في شمال أفريقيا انتقل سكان ما أصبح الصحراء الغربية إلى ما يعرف الآن بالدلتا والوادي وبدأت مجموعة من التغيرات... ويبدأ العصر الحجري الوسيط ما بين 18 ألف و15 ألف سنة قبل الميلاد وينتهي ما بين 9000 و 6000قبل الميلاد، وبدأت أنماط الحياة تتغير تدريجياً ويمكن أن نرصد بداية الثورة الزراعية في هذه المرحلة، أبرز الثقافات والحضارات التي ترجع لتلك المرحلة: حضارة حلفا - حضارة قادان - حضارة إسنا، ويبدأ العصر الحجري الحديث بين عامي 9000 قبل الميلاد6000 وتنسب العصور الحضارية في هذه المرحلة إلى المناطق الي ظهرت فيها كشوف أثرية دالة على التطورات الحضارية.

وقال، ظهرت أغلب هذه الحضارات في مناطق الدلتا والوادي الحالية، وأشار إلى أن أبرز هذه الحضارات: الفيوم  المعادي  دير تاسا  البداري -  نقادة الأولى والثانية.

وتحدث عن حادات القرى وتأسيس الشكل البدائي للدولة، وتكوين مملكة الشمال ومملكة الجنوب، حوالي 5000ق.م، وتوحيد القطرين بقيادة مملكة الشمال (الاتحاد الأول) أونو حوالي  4300 ق.م.

وقال أيضًا إن أقدم البقايا البشرية على أطراف الوادي حوالي 50 ألف سنة وهي جمجمة طفل اكتشفت بالقرب من قرية الترامسة غرب قنا، وأقدم هيكل كامل ما بين 30ألف و35 ألف سنة» إنسان نزلة خاطر جنوب غرب سوهاج.

وأضاف، في تلك الحقبة كانت المنطقة مليئة بالمستنقعات والغطاء النباني الذي يشبه مناطق السافانا الحالية، كان الإنسان في هذه المرحلة يعيش على الصيد والجمع والالتقاط، اكتشفت في وادي حلفا جنوب مصر بقايا مساكن متحركة قابلة للتفكيك وإعادة التركيب.

وأكد أن ظهور مصطلح الوطن في مصر القديمة يرتبط بأولى الغزوات الخارجية التي يسجلها التاريخ والتي وقعت في عصر الأسرة السادسة حوالي سنة 2450 قبل الميلاد عندما تعرضت مصر لهجوم كاسح ومباغت من الحدود الشرقية قامت به جماعات من سكان غرب أسياء واستقرت تلك الجماعات في أرض الدلتا بقوة السلاح، وخرج لمواجهتهم جيش من الفلاحين بقيااة ضابط  يدعى أوني، نجح في الانتصار عليهم واستعاد الدلتا، ثم انتقل فى حديثه إلى السنوات الأولى من القرن العشرين وقال أنها فترة محورية من تاريخ مصر، فشهد المجتمع المصري حركة عامة تواكب فيها نمو الحركة الوطنية وصعودها التدريجي مع بناء المؤسسات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني الحديثة وشيوع الأفكار الجديدة بين الناس، فقد شهدت تلك السنوات تأسيس الأحزاب السياسية التي تعبر عن التيارات الأساسية في المجتمع وسعى كل حزب منها بطريقته لتحقيق أهداف النضال الوطني في الدستور والجلاء، خطوة مهمة في طريق بلورة الهوية الوطنية.

وقال إن تكوين الهوية المصرية اكتمل مع ثورة 1919 وبفضلها نضج الانصهار القومي للأمة المصرية، وظهرت إلى الوجود الدولة المصرية الحديثة، وصار شعار مصر للمصريين الذي ظهر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر يخطو خطوات واسعة نحو التحقق على الأرض، وتحققت القطيعة الكاملة مع الدولة العثمانية.وحل الانتماء إلى الوطن في الصدارة قبل أي انتماء آخر.