تصريحات جديدة حول مواد الثانوية العامة وعدم أهمية تدريس بعضها، أطلقها الإعلامي تأمر أمين، في برنامجه أمس، وأثارت حالة من الجدل، بعد تأكيده عدم أهمية دراسة التاريخ والفلسفة وعلم النفس في المرحلة الثانوية التي هي على حد قوله مرحلة المستقبل ولا توافق تلك المواد متطلبات سوق العمل.
تصريحات تامر أمين
وفي برنامجه أمس، أكد تامر أمين أن "كل واحد يتنافس بالأفكار والأطروحات التي تؤدي لإصلاح حقيقي للتعليم، وفكرتي هي اتجاه الطلاب للكليات العلمية والتطبيقية لكي تناسب سوق العمل ومتطلباته الحالية، ولكن المهم الآن هو "ما المهم أن ندرسه؟"، فمنذ الثمانينيات نتحدث عن تطوير المناهج، وكل ما حدث منذ ذلك الحين، هو حذف بعض الأجزاء من الزيادات والإضافات، لكن المناهج نفسها 90% هي نفسها"، وآن الأوان أن نغيرها."
وأضاف: "انسى العلمي الآن، ولكن الأدبي هو مشكلة المشاكل، قول لي إيه في المواد الأدبية التي يدرسها طلبة الثانوية العامة مفيد هذه الأيام، إيه الاستفادة ان طالب الثانوية العامة من 3 سنين يدرس تاريخ، وجغرافيا، ليه؟، ويدرس فلسفة ومنطق ليه؟، هيعمل بيهم إيه؟، عندما يتخرج ما هي الاستفادة التي يستفادها عند الدخول إلى الكلية وسوق العمل، فمن يدرس الفلسفة سيلتحق بكلية آداب أو تربية قسم الفلسفة، لكن بعد التخرج، ماذا سيعمل، هل سيعمل فيلسوفا؟، فأقصى ما يمكن القيام به، هو أن يعمل بجد لكي يكون مدرسا لمادة الفلسفة".
وعن تدريس التاريخ، قال: "أما التاريخ فيكفي أن يدرسه الطالب في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وبعد ذلك يدرس مستقبله، لأن المرحلة الثانوية تجهزه لسوق العمل، فلا يدرس تاريخ فلسفة وتاريخ وعلم نفس "مش هيعمل بيهم حاجة".
ردود الأفعال على تصريحات تامر أمين
وقوبلت تلك التصريحات بهجوم شديد، وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، فقال أحد المعلقين إن تلك التصريحات "تعكس رؤية ضيقة جدًا لدور التعليم والمواد الأدبية والفلسفية في المجتمع، فالتعليم ليس مجرد وسيلة للحصول على وظيفة، بل هو عملية بناء إنسان مثقف وواعٍ، قادر على التفكير النقدي والتعامل مع تحديات الحياة بمرونة وابتكار، ودراسة التاريخ والجغرافيا والفلسفة لا تهدف إلى ملء رؤوس الطلاب بالمعلومات، بل تهدف إلى توسيع آفاقهم، وتطوير قدرتهم على التفكير النقدي والتحليلي، وفهم العالم من حولهم والوعي بجذورهم وحقوقهم وأصولهم. الفلسفة والمنطق، على سبيل المثال، تعلمان الطالب كيفية التفكير بشكل منهجي ومنظم، وهي مهارات حيوية في أي مجال من مجالات الحياة.".
فيما انتقد مستخدم آخر تصريحات تامر أمين، قائلا: "كنت فاكر الظيطه على تامر أمين خبر كاذب لحد ما شوفت الفيديو!! العبقرى عايزهم يلغوا التاريخ و الجغرافيا و الفلسفه و المنطق من الثانوية العامة (المواد الأدبية) وكفايه اللى درسوه فى السنوات السابقة.. كفاية تاريخ وعايزهم يبصوا للمستقبل!!، المواد الأدبية دى هى المسئولة عن تشكيل الوعى و الوجدان، مش قادر أصدق ودانى".
فيما علق الدكتور محمود السعيد، نائب رئيس جامعة القاهرة، على هذه التصريحات قائلا: اختلف تماما مع ما قرأته منسوبا لأحد الإعلاميين أن المواد الأدبية مثل التاريخ والجغرافيا والفلسفة والمنطق (والتي تنتمي إلى حقل العلوم الاجتماعية والإنسانية) لا فائدة مرجوة من دراستها، مضيفا: "العالم كله يعتبر العلوم الاجتماعية والإنسانية هما الركيزة الأساسية لفهم المجتمعات البشرية وتطورها من خلال تحليل العلاقات الإنسانية ودراسة السلوكيات الاجتماعية وفهم التفاعلات بين الأفراد والمجتمعات.
وأكد محمود السعيد، عبر صفحته علي فيس بوك، أن الخلل الذي حدث في التعليم العالي خلال العقود الماضية هو الزيادة المفرطة في أعداد الطلاب في تخصصات العلوم الاجتماعية والإنسانية وبشكل أدى لزيادة البطالة بين خريجي هذه التخصصات وأثر على جودة العملية التعليمية في كليات العلوم الاجتماعية والإنسانية، وهو خلل يحتاج بكل تأكيد إلى علاج سريع وفعال.
وتابع: ولكن ليس معنى ذلك التقليل من أهمية دراسة تخصصات هامة لا غنى عنها في فهم الإنسان والمجتمع، وتحليل التحديات الاجتماعية، وتوجيه السياسات العامة، وتعزيز التفاعل الثقافي، وتطوير التفكير النقدي والإبداعي، والمساهمة بقوة في الزخم الفكري الدافع لخطى التنمية المستدامة.
وقال مستخدم على موقع "فيس بوك"، إنه "من لا يملك تاريخ لا حاضر له ولا مستقبل، أما الجغرافيا والجيولوجيا فهي المرجع للتنمية ومعرفة مواقع وتضاريس الوطن والمحيط العربي لمعرفة اي تنمية تناسب المكان، أما عن الفلسفة وعلم النفس تعلملك آلية التفكير العلمي الممنهج وآلية التعامل مع ضغوط الحياة وضغوط العمل.، أما أنت تكون وزير أو محافظ أو رئيس جمهورية فلابد ان تكون ملما بالجغرافيا السياسية عارفا لتاريخك منطلقا بفكر فلسفي يعبر عن تفكير منطقي لتدير المنظومة وفق آليات علم الإدارة التي تعتمد على بناء الإنسان.".