الجمعة 30 اغسطس 2024

دراسة جديدة تكشف أصل أحجار ستنونهنج

أحجار مذبح الموقع الأثري الخاص ستونهنج

ثقافة15-8-2024 | 08:29

إسلام علي

حلل باحثون "حجر المذبح" في ستونهنج وتوصلوا إلى أن تركيبته الكيميائية تشبه تلك الموجودة في أنواع الأحجار الموجودة في شمال شرق اسكتلندا.

يعرف الباحثون الآن المنطقة بشكل دقيق في اسكتلندا التي نشأ فيها حجر مذبح ستونهنج، وذلك بفضل التحليل الكيميائي للتركيبة الجيولوجية للصخرة العملاقة.

وتقدم النتائج، التي تعد جزءا من دراسة جديدة نشرت أمس الأربعاء 14 اغسطس في مجلةNature ، أدلة إضافية على أن بناة النصب التذكاري الضخم ربما استخدموا أساليب متقدمة لنقل الحجر الذي يبلغ وزنه حوالي 13200 رطل وهو ما يعادل 6000 كيلوغرام من موقعه الأصلي إلى موقعه الحالي في جنوب إنجلترا، حيث يقع الآن في الدائرة الداخلية من ستونهنج، وذلك وفقا لبيان من جامعة أبيريستويث في ويلز.

لسنوات، كان يعتقد أن أحجار المذبح الخاصة بموقع ستونهنج نشأ في ويلز، ومع ذلك، حدد تحليل أجري عام 2023 للحجر الكبير أنه ربما جاء من أقصى الشمال مثل اسكتلندا، لأنه يحتوي على كميات كبيرة من الباريوم، على غرار الأحجار الأخرى في تلك المنطقة، وساعد هذا الاكتشاف الباحثين في تضييق نطاق الأصل الحقيقي للحجر.

قال نيك بيرس، أستاذ الكيمياء الجيولوجية بجامعة أبيريستويث والمشارك في الدراسة ، لموقع لايف ساينس: "كان حجر المذبح دائمًا ضمن مجموعة من الأحجار الزرقاء الأخرى، وهي الأحجار الأصغر في الحلقة، وكان يعتقد لفترة طويلة أن الأحجار الزرقاء لا يمكن العثور عليها إلا في الأجزاء الجنوبية من المملكة المتحدة، مثل جنوب ويلز، وبعد فحص معادن الأحجار، لم يتبين أن حجر المذبح كان من ويلز".

وفي هذا التحليل الجديد، قام الباحثون بدراسة حبيبات معدنية مأخوذة من قطعتين من حجر المذبح، وكشفوا عن احتوائه على كميات كبيرة من معادن مثل الزركون والأباتيت والروتيل، ووجد الباحثون أن التركيب المعدني لهذه الحبيبات يتطابق مع الصخور الموجودة في حوض أوركاديان، وهي منطقة تضم شمال شرق اسكتلندا وجزر أوركني وشيتلاند، وهي بدورها تبعد حوالي 750 كيلومتر عن موقع ستونهنج الحالي.

حبيبات معدنية في حجر المذبح 

كما اكتشفوا أن بعض الحبيبات المعدنية في حجر المذبح يعود تاريخها إلى مليار سنة، وأوضح بيرس قائلا "تمكنا من تحديد عمر هذه الصخور، والذي يتطابق تماما مع الصخور الرسوبية الموجودة في حوض أوركادي باسكتلندا."

يثير هذا الاكتشاف تساؤلات حول كيفية نقل هذه الصخرة الضخمة من مسافة بعيدة إلى موقع ستونهنج، وأشار بيرس إلى أن هذا السؤال يعتبر "تحديًا كبيرًا"، خصوصا وأن الأحجار الضخمة التي تشكل ستونهنج تم وضعها حوالي عام 2600 قبل الميلاد.

وقال بيرس إنه في حال جاء حجر المذبح من إحدى الجزر، فإن رحلته كانت لتبدأ عبر الماء، مما يتطلب نقلا بحريا وبريا معقدا، وعلى الرغم من أن الباحثين لا يستطيعون سوى تخمين مسار هذه الرحلة، فإنهم يعتقدون أن نقل هذا الوزن الثقيل كان يحتاج إلى "تنسيق مجتمعي" بين حوض أوركادي وجنوب إنجلترا، وربما شمل "طريق شحن بحري."

وأوضح بيرس أن هذا الاكتشاف يغير فهمنا لمصدر الحجر، وقد يكون تنسيق هذه الرحلة قد تطلب مشاركة مئات الأشخاص الذين كان لديهم سبب قوي لنقل صخرة تزن 6 أطنان على هذه المسافة البعيدة.

وأشار بيرس إلى أن حجر المذبح ليس الرابط الوحيد بين الموقعين، حيث تم العثور أيضًا على قطع فخارية ومنازل مشابهة في المنطقتين، مما يعزز الروابط العميقة بينهما في التبادل التجاري وربما دعم ذلك الإرتباطات في العديد من المجالات الأخرى، وذلك طبقا لما نقله موقع live sceince.