السبت 17 اغسطس 2024

«وول ستريت جورنال»: إسرائيل تتأهب لهجوم من إيران وحزب الله

إيران

عرب وعالم14-8-2024 | 21:00

دار الهلال

نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، تقريرا اليوم الأربعاء، تشير فيه إلى تأهب إسرائيل لهجوم من إيران وحليفها "حزب الله اللبناني"، في الوقت الذي تتسع فيه دائرة الجدل في الداخل الإسرائيلي عما إذا كان التوقيت مناسب لشن هجوم ضد حزب الله أو العمل على تهدئة حدة الصراع لتجنب نشوب حرب إقليمية أوسع نطاقا في المنطقة.

وأشارت الصحيفة الأمريكية في تقرير خاص إلى أن الولايات المتحدة تعمل بجدية خلف الكواليس لتجنب تصعيد قد يؤدي إلى حرب إقليمية، وأوضحت أنه من المتوقع أن ترسل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وفدا رفيع المستوى إلى المنطقة للعمل في هذا الشأن. 

إسرائيل تتأهب لهجوم من إيران وحزب الله

وأوضحت وول ستريت جورنال أن هناك انقساما داخليًا في إسرائيل يظهر جليًا عند متابعة تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يؤآف جالانت، الذي أكد في وقت سابق أن الوقت قد حان لوقف إطلاق النار في غزة، الذي من شأنه أن يساعد في إطلاق سراح المحتجزين وتهدئة التوترات المحتدمة في شمال إسرائيل، كما صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه لا يريد الحرب لكنه تعهد بأن أي هجوم ضد إسرائيل سيكون له "ثمنًا باهظًا". 

لكن على الجانب الآخر، هناك أيضًا عددا متزايدا من المسؤولين الإسرائيليين الحاليين والسابقين إلى جانب الخبراء السياسيين المنتمين إلى الوسط واليمين واليمين المتطرف الذين يروا أن هذا التوقيت يبدو مناسبًا تمامًا بالنسبة لإسرائيل كي تسلك نهجًا هجوميًا واسعًا ضد حزب الله الذي حشد بالفعل أكثر من 100 ألف قذيفة وصواريخ وطائرات مسيرة على طول الحدود الشمالية مع إسرائيل. 

ونقلت الصحيفة قول عاموس يدلين مسؤول استخباراتي إسرائيلي سابق الذي أشار فيه إلى أن أي رد "غير محسوب" من جانب حزب الله قد يسفر عنه هجوم إسرائيلي يؤدي إلى فرض واقع جديد على الحدود الشمالية بين لبنان وإسرائيل. 

وأوضح يدلين أن إبرام صفقة دبلوماسية، على الرغم من أنه يبدو الخيار الأفضل، إلا أنه غير محتمل في هذه المرحلة من الناحية الاستراتيجية، مشددًا على أن إسرائيل يجب أن تنتظر حتى بعد هجوم حزب الله، كي يكون لديها المبرر اللازم لإطلاق حملة سريعة وقوية يمكن أن تشل خلالها حزب الله في غضون أيام أو أسابيع في الوقت الذي تتمتع فيه بالدعم الأمريكي.

ولفتت الصحيفة إلى أن المحللين الأمنيين يروا أن الحرب بين لبنان وإسرائيل "لا مفر منها" منذ أمد بعيد لذلك فإنها مسألة توقيت فقط- فعند شن هجوم انتقامي من جانب حزب الله وإيران ردًا على عمليتي اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران والقائد العسكري البارز في صفوف حزب الله فؤاد شكر ـ سيكون لدى إسرائيل المبرر اللازم كي تشن هجومًا قويًا من شأنه أن يردع أي هجمات مستقبلية لسنوات عديدة مقبلة. 

كما أوضحت أن القوات الإسرائيلية على طول الحدود الشمالية تبدو مستعدة نفسيًا للحرب، كما أن الولايات المتحدة أمرت بتحريك حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن إلى الشرق الأوسط،، والتي تضم مقاتلات من طراز إف-35 سي لمواجهة خطر هجوم واسع النطاق من جانب حزب الله اللبناني، أو من إيران نفسها على إسرائيل.

وتتعرض الحكومة الإسرائيلية لضغط هائل من أجل توجيه ضربة قوية ضد حزب الله حتى يتمكن الـ60 ألف نازح من سكان الشمال من العودة إلى منازلهم.
ويقول وزير التعليم الإسرائيلي في ائئتلاف نتنياهو "لا أرى أي جدوى من عودة النازحين إلى شمال إسرائيل بدون حرب قوية ضد حزب الله في لبنان"، بحسب ما نقلته الـ"وول ستريت".

لكن الآن وبعد مرور 10 شهور على الحرب في غزة، يرى بعض الإسرائيليين أن هذا التوقيت تحديدا ليس مناسبًا للدخول في حرب أخرى، فالاقتصاد الإسرائيلي يتكبد خسائر فادحة يوميًا، حيث خفضت وكالة فيتش التصنيف الائتماني لإسرائيل لدرجة واحدة، من "إيه +" إلى "إيه"، كما أن إسرائيل تحتاج إلى بعض الوقت لتجديد مخزونها من الأسلحة.

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن الأمر الأكثر خطورة من ذلك هو أن تدمير أكبر وكيل لإيران في المنطقة "حزب الله" يُنذر بمواجهة مباشرة مع طهران، والتي من المرجح أن يسفر عنها حرب إقليمية واسعة النطاق يمكن أن تمتد أبعد من حدود الشرق الأوسط وربما تجر الولايات المتحدة إلى الصراع.

واختتمت الصحيفة تقريرها بأن الولايات المتحدة والحلفاء العرب والأوروبيين يعملوا جميعًا على تجنب هذا السيناريو منذ شن هجوم الـ7 من أكتوبر الذي اشتعلت بعده الحرب في غزة وتصاعدت بعده حدة النزاع بين إسرائيل وحزب الله.