الجمعة 16 اغسطس 2024

بعد إعلانه حالة طارئة عالمية.. ما هو جدري القرود وما خطورته؟

جدري القرود

تحقيقات15-8-2024 | 11:07

أماني محمد

ما هو جدري القرود؟.. للمرة الثانية خلال عامين تقريبا، تعلن منظمة الصحة العالمية مرض جدري القرود، كحالة طارئة عالمية تثير قلقا دوليا، وذلك بعد رصد أكثر من 14 ألف حالة إصابة به، منذ بداية العام الجاري، وأكثر من 500 حالة وفاة في 13 دولة أفريقية، وخاصة في الكونغو وعدد من البلدان في القارة.

ما هو جدري القرود؟

جدري القردة هو مرضٌ يسببه فيروس جدري القردة، ويتسبب في حدوث طفح جلدي مؤلم وتضخم للغدد الليمفاوية وحمى، حسبما أوضحت منظمة الصحة العالمية، حيث يتعافى معظم الناس منه تماماً، لكن البعض منهم يصابون بمرض شديد.

ورصد فيروس جدري القرود في الدنمارك للمرة الأولى عام 1958، لدى قرود احتجزت لأغراض البحث، وكانت أول حالة إصابة بشرية به، لصبي يبلغ من العمر 9 أشهر في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1970، لكن جهود مؤسسات الصحة العالمية نجحت في القضاء عليه في عام 1980 بإتمام التطعيمات ضده في العالم.

ومنذ ذلك الحين، بدأ يظهر من حين لآخر وبشكل مطرد في بعض الدول الأفريقية خاصة في وسط إفريقيا وشرقها وغربها، حتى عام 2022 عندما بدأت فاشية به استمرت خلال الفترة من 2022 و2023.

وفيروس جدري القرود، هو فيروس مغلف يحتوي على حمض نووي ذي طاقين، وينتمي إلى جِنْس الفَيْرُوسة الجُدَرِيَّة التابع لفصيلة الفيروسات الجدرية، التي تشمل الجدري وجدري البقر والوقس وفيروسات أخرى، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، والفرعان الحيويان الجينيان للفيروس هما الفرع الحيوي الأول والثاني.

ينتقل جدري القرود من خلال عدة طرق منها مخالطة لأشخاص المصابين، عن طريق اللمس أو التقبيل أو الاتصال الجنسي، وكذلك ملامسة الحيوانات المصابة لدى صيدها أو سلخها أو طهيها وملامسة مواد مثل الملاءات أو الملابس أو الإبر الملوثة، وملامسة الحوامل المصابات اللواتي قد ينقلن الفيروس إلى أجنّتهن.

أعراض جدري القرود

يسبب الفيروس علامات وأعراض تظهر عادة في غضون أسبوع ولكن يمكن أن تظهر بعد يوم واحد إلى 21 يوماً من التعرض له، وتستمر أعراض جدري القرود عادةً لمدة تتراوح من أسبوعين إلى 4 أسابيع ولكنها قد تستمر لفترة أطول لدى شخص يعاني من ضعف في جهاز المناعة.

وحسبما أوضحت منظمة الصحة العالمية، تتمثل الأعراض الشائعة لجدري القردة فيما يلي:

  • الطفح جلدي.
  • الحمى.
  • التهاب الحلق.
  • الصداع.
  • آلام العضلات.
  • آلام الظهر.
  • الوهن.
  • تورم الغدد الليمفاوية.

ويكون الطفح الجلدي، هو أول أعراض جدري القرود التي تبدأ في الظهور على الجسم، ويبدأ الطفح الجلدي في شكل قرحة مسطحة تتطور إلى نفطة مليئة بسائل وقد تسبب حكة أو قد تكون مؤلمة، تظهر في عدة أنحاء بالجسم، وهي راحتي اليدين وباطن القدمين والوجه والفم والحلق ومناطق الأعضاء التناسلية وفتحة الشرج، حيث يبدأ الطفح في الظهور على الوجه وينتشر في جميع مناطق الجسم، ويمتد إلى راحتي اليدين وباطن القدمين ويتطور على مدى 2-4 أسابيع على مراحل – بقع وحطاطات وحويصلات وبثور.

ويعاني بعض الأشخاص أيضاً من تورم مؤلم في المستقيم أو ألم وصعوبة لدى التبول، لكن يشفى الطفح الجلدي، تجف الآفات وتتقشر وتتساقط وتتكون طبقة جديدة من الجلد.

خطورة جدري القرود

يمكن أن يحدث انتقال جدري القرود، من شخص لآخر من خلال الملامسة المباشرة للجلد المعدي أو الآفات الأخرى كتلك التي توجد في الفم أو الأعضاء التناسلية.

وتتمثل خطورة جدري القرود أيضا في أن الأشخاص المصابين به يمكنهم نقل المرض إلى الآخرين حتى تلتئم جميع القروح وتتشكل طبقة جديدة من الجلد، ويظل الأطفال والحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة معرضون لخطر الإصابة بالمضاعفات الناجمة عن جدري القردة.

علاج جدري القردة

ويمكن علاج جدري القردة من خلال أدوية لعلاج الطفح الجلدي والتدبير العلاجي للألم ومنع المضاعفات، ويمكن للرعاية المبكرة للمساعدة في التدبير العلاجي للأعراض وتجنب المزيد من المشاكل، ويمكن أن يساعد الحصول على لقاح لجدري القردة في منع العدوى. وينبغي إعطاء اللقاح في غضون 4 أيام بعد مخالطة أحد المصابين بجدري القردة (أو في غضون 14 يوما إذا لم تكن هناك أعراض).

يتعافى معظم الأشخاص المصابين بجدري القردة في غضون 2-4 أسابيع، لكن يمكن التخفيف من الأعراض والحيلولة دون إصابة الآخرين، من خلال بعض التوصيات التي قدمتها منظمة الصحة العالمية، وهي:

  • البقاء في المنزل في غرفة خاصة إن أمكن.
  • اغسل يديك كثيرا بالماء والصابون أو معقم اليدين، خاصة قبل أو بعد لمس القروح.
  • ارتدِ كمامة وقم بتغطية الآفات عندما تكون بالقرب من أشخاص آخرين حتى يشفى الطفح الجلدي.
  • حافظ على جفاف البشرة وابق عليها مكشوفة (إلا إذا كنت في غرفة مع شخص آخر).
  • تجنب لمس الأشياء الموجودة في المساحات المشتركة وطهر المساحات المشتركة بشكل متكرر.
  • استخدم الشطف بالمياه المالحة للقروح في الفم.
  • استخدم حمامات المقعدة أو الحمامات الدافئة مع بيكربونات الصودا أو أملاح إبسوم لتطهير قروح الجسم.
  • تناول الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية للألم مثل الباراسيتامول (أسيتامينوفين) أو الإيبوبروفين.
  • تجنب فتح البثور أو تخدش القروح، وهو ما قد يُبطئ الشفاء، وينشر الطفح الجلدي إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويتسبب في إصابة القروح بالعدوى.
  • عدم حلق المناطق المصابة بالقروح حتى تلتئم الجُلبة ويتكون لديك جلد جديد تحتها (يمكن أن يؤدي ذلك إلى انتشار الطفح الجلدي إلى أجزاء أخرى من الجسم).

حالة طارئة عالمية

وكانت المرة الأولى التي أعلنت فيها منظمة الصحة العالمية مرض فيروس جدري القرود كحالة طارئة، في 23 يوليو 2022، حيناه قررت المنظمة أن الفاشية العالمية لجدري القردة تشكّل طارئة صحية عامة تثير قلقاً دولياً، ونشرت خطة استراتيجية للتأهب والاستجابة لجدري القردة ومجموعة من وثائق الإرشادات التقنية.

وأعلنت المنظمة اليوم، مرض جدري القرود كحالة طارئة صحية تثير قلقا دوليا، وأن الفيروس المعروف بـ mpox رُصد في جمهورية الكونغو الديمقراطية وعدد متزايد من البلدان في أفريقيا، ويشكل حالة طوارئ صحية عامة مثيرة للقلق الدولي بموجب اللوائح الصحية الدولية (2005) (IHR).

جاء الإعلان عقب اجتماع لجنة الطوارئ في المنظمة، بعد زيادة الإصابات، حيث أكد المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في تصريحات صحفية، أنه تم الإبلاغ عن حالات الإصابة بفيروس جدري القردة في جمهورية الكونغو الديمقراطية (وسط القارة الإفريقية) منذ أكثر من 10 سنوات، وهناك هناك زيادة مطردة في عدد الحالات المبلغ عنها كل عام.

وقال: "وقعت زيادة كبيرة بعدد الإصابات المبلغ عنها العام الماضي، وبلغ عدد الحالات التي تم الإبلاغ عنها هذا العام أكثر من 14 ألفًا، وحدثت 524 حالة وفاة متعلقة بالمرض".

 

إجراءات مصر للتعامل مع الفيروس

وأعلنت وزارة الصحة والسكان عن قيامها تنشيط الإجراءات الصحية الوقائية المقررة عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية، في ضوء المتابعة المستمرة للحالة الوبائية للمرض والمنشورات الدورية ذات الصلة، مع استمرار رفع درجة الاستعداد بجميع أقسام الحجر الصحي بالمطارات الجوية والموانئ البحرية والمعابر البرية وتنشيط كافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية الخاصة بالمرض في منافذ دخول البلاد.

وقالت منظمة الصحة أن فيروس «M Pox» المعروف سابقا باسم جدري القرود، ينتشر من خلال الاتصال اللصيق، وبشكل رئيسي من خلال التعرض المباشر للطفح الجلدي، أو الملابس الملوثة أو البياضات، أو من خلال رذاذ الجهاز التنفسي للمصاب، وعادة تؤدي عدوى جدري القرود إلى ظهور طفح جلدي مؤلم، وتكوين حويصلات على سطح راحة اليد.

وتشير الأبحاث والتقارير إلى أنه من غير المرجح ان يتحول «M Pox» إلى جائحة مثل «كورونا» غير أنه حتى الآن يعد طارئة صحية تثير قلقًا دوليًا، ومنظمة الصحة العالمية، تعلن ذلك عند تفشي أي مرض، وهذا يشير إلى إمكانية انتقالها لبلدان اخرى.

وتجدر الإشارة إلى أن معظم الطوارئ الصحية ليست جوائح، نظرًا لأن إعلان الطارئة الصحية له معايير، فكان هناك 7 إعلانات حالة طوارئ لـ 7 أمراض، منها إثنتان تحولت لجوائح، وهي أنفلونزا الخنازير وكورونا، ولم توصي منظمة الصحة العالمية حتى الآن بأي قيود على السفر الدولي بشأن «M Pox»، لكنها توصي بتحفيز إجراءات الترصد والفحص فقط لاكتشاف المصابين وعلاجهم.