العلمين في مصر حيث يتلاقى العالم في قلب التاريخ والثقافة والفن، مدينة ذات مرآة عاكسة تعكس للعالم روح مصر بصلابتها وعراقتها وحضاراتها، فهي رسالة صمود ومنبر يعلو فيه صوت مصر للعالم.
هل حقا تتميز مدينة العلمين بالتعايش الثقافي والاجتماعي والتاريخي؟ لتأتي معي في جولة حرة عن تلك البقعة الساحرة ... العلمين
العلمين مدينة ذات تاريخ يمتد إلى زمن طويل وله عمق ثقافي وتاريخي كبير، خاصة في سياق الحرب العالمية الثانية، حيث شهدت معارك حاسمة خلال الحرب العالمية الثانية بين قوات الحلفاء والمحور. في عامي 1942 و1943.
بعد الحرب العالمية الثانية، أقيمت في المدينة العديد من المقابر التذكارية من قبل ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا لتكريم جنودهم الذين قضوا في ساحة المعركة، وقد تركت الحرب كمية كبيرة من الألغام في المنطقة منعت الوصول إلى مساحة كبيرة.
ولكن ومع انطلاق التنمية في ربوع مصر امتدت يد التعمير لتحول العلمين من مدينة الألغام إلى مدينة الأحلام وتصبح بقعة ساحرة تتوسط الساحل الشمالي لمصر وأيقونة مدن الجيل الرابع وتشمل مراكز تجارية عالمية وأبراجًا سكنية وسياحية، ستغير خريطة الساحل الشمالي بأكمله والمفهوم الذي أُنشئ على أساسه، فهي ستكون مدينة سكنية تستقطب المواطنين طوال العام وليس في موسم الصيف فقط.
العلمين الجديدة هي جزء من خطة الدولة المصرية لتطوير الساحل الشمالي كوجهة سياحية عالمية. المدينة الجديدة تتميز بتصميمها العصري ومرافقها المتكاملة. وبشكل عام، تسعى الدولة المصرية إلى جعل العلمين الجديدة نموذجاً للتنمية الشاملة والمستدامة في مصر، تجمع بين العناصر الحضارية والاقتصادية والثقافية، بهدف جعلها مركزًا جذابًا للسكان والمستثمرين على حد سواء. العلمين الجديدة تُعَدّ بمثابة مشروع استراتيجي يهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة والرفاهية للمجتمع المصري، من خلال توفير فرص العمل، والخدمات الحديثة، والبنية التحتية المتطورة. ومساهمة فعالة في تحقيق أهداف الرؤية المصرية 2030.
مدينة العلمين نافذة على تراث وثقافة مصر العميقة والمتنوعة. وخير دليل ما تشهده مصر في انطلاق مهرجان العلمين الجديدة تحت عنوان "العالم علمين" في دورته الثانية في الفترة من 11 يوليو الجارى حتى يوم 30 أغسطس 2024، ويهدف المهرجان إلى تعزيز الحياة الثقافية والفنية في المدينة الجديدة، تستضيف مدينة العلمين الجديدة العديد من الفعاليات الثقافية والفنية التي تساهم في تعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية. تشمل هذه الفعاليات مهرجانات الموسيقى والحفلات الفنية لكبار المطربين والتى تضيئ سماء العلمين، والمعارض الفنية، والعروض المسرحية، بالإضافة إلى الفعاليات الرياضية.
الثقافة تلعب دورًا كبيرًا في تطوير مدينة العلمين من نواح متعددة. تعزيز الفعاليات الثقافية والفنية يساهم في جذب السياح والمستثمرين، مما يؤدي إلى نمو اقتصادي واستثماري في المدينة. بالإضافة إلى ذلك، تعزز الثقافة من الهوية الوطنية وتعكس التاريخ العريق للمدينة.
التعاون بين المؤسسات الثقافية المحلية والدولية يساعد في تنظيم فعاليات متنوعة تجذب الزوار من مختلف الجنسيات. هذا التعاون يعزز من التبادل الثقافي ويخلق بيئة تعليمية وترفيهية للزوار والمقيمين على حد سواء.
يشهد مهرجان العلمين فعاليات وزارة الثقافة المصرية برئاسة الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة برنامجا يتنوع بين العروض المسرحية لشباب نوادي المسرح وعروض الفنون الشعبية لمحافظات مصر الثرية بألوان الفلكلور وكذلك عروض الموسيقى العربية، وعروضا فنية لفرقتي أسيوط والحرية الإسكندرية للفنون الشعبية.
وفرقة الأنفوشي للموسيقى العربية والفنون الموسيقية التقليدية تتضمن الأناشيد الشعبية والموسيقى البدوية التي تعكس التراث الغني للمنطقة وعروضا لفرقتي الشرقية والحرية للفنون الشعبية.. الرقصات الشعبية، مثل الرقص الشعبي البدوي والصعيدي، تجذب الزوار وتقدم لمحة عن التراث الثقافي للمدينة. ويتم تنظيم مسابقات الموسيقى وعروض الفلكلور. عروض خلال الفعاليات والمهرجانات الثقافية التي تقام في المدينة.
الثقافة في العلمين لا تقتصر على الأحداث والفعاليات فقط، بل تشمل أيضًا الفنون والحرف التراثية والتقليدية التي تعكس التراث المحلي. الفنون التقليدية مثل النقش على الخشب، والخزف، والتطريز تعد جزءًا من الثقافة المحلية وتعزز من الهوية الثقافية للمدينة. يمكن للزوار مشاهدة الحرفيين المحليين أثناء عملهم وشراء منتجاتهم كذكريات تعكس التراث الثقافي للمدينة.
تساهم هذه الفعاليات في جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، وتعزز من التبادل الثقافي بين مصر والدول الأخرى. تعتبر الفعاليات الثقافية فرصة لتعريف الزوار بتاريخ المدينة وثقافتها، حقاً تلعب مدينة العلمين دوراً مهماً في تعريف العالم بثقافة مصر وتعزز من روح التعايش والتفاهم بين الشعوب والثقافات المختلفة.