الجمعة 16 اغسطس 2024

وزير الخارجية: مصر لن تقبل بمفاوضات ممتدة وعبثية.. ونعمل مع قطر وأمريكا لـ"جسر" الفجوات

الدكتور بدر عبد العاطي

أخبار16-8-2024 | 20:18

دار الهلال

  أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج الدكتور بدر عبد العاطي، استمرار مصر تكثيف جهودها واتصالاتها على المستويين الاقليمي والدولي؛ للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتوصل إلى حل دائم وعادل وشامل للقضية الفلسطينية؛ يضمن إقامة الدولة الفلسطينية، مشددا على عدم قبول مصر بـ"مفاوضات ممتدة عبثية، كما حدث في الماضي".

وقال وزير الخارجية ـ خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب، من العاصمة بيروت اليوم الجمعة ـ إن مصر تتحرك - بشكل جدى وفوري - مع الأشقاء في قطر، والولايات المتحدة؛ للعمل على "جسر الفجوات القائمة، لطرح حلول لا تمس الثوابت، خاصة فيما يتعلق بالأمور المرتبطة بتشغيل معبر رفح، والمواقف المصرية ثابتة "، مشيرا إلى أن "هناك أمورا أخرى بها بعض الفجوات؛ نقدم الأفكار وطروحات للجسر بين هذه الفجوات؛ وفي النهاية بالتأكيد نحن ننسق مع الأطراف المعنية حتى يكون هناك حلول تفضي الى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن".

كما أكد أن مصر تكثف اتصالاتها لتعزيز الاستقرار في المنطقة، وخفض حدة التصعيد الإقليمي، والتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار بغزة، فضلا عن الجهود المكثفة للتوصل إلى حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؛ هو المصدر الأساسي للتصعيد في المنطقة.


وشدد على أن حل الصراع في المنطقة يتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية وحصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة.. قائلا: يجب معالجة أصل المشكلة في المنطقة والمتمثلة في القضية الفلسطينية "قضيتنا الأولى"؛ فبدون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة لن تنعم هذه المنطقة بالأمن والاستقرار وبدون إقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية لن يتحقق الأمن والسلام الدائم في هذه المنطقة.

وثمن وزير الخارجية، عمق العلاقات التاريخية مع لبنان، موضحا أن العلاقة بين البلدين ممتدة منذ آلاف السنيين ودائما وأبدا لبنان في قلوبنا؛ مركز الثقافة والفكر والإشعاع والحضارة في المنطقة.


وقال وزير الخارجية إن "مصر تعتز بالعلاقات الوطيدة مع لبنان؛ ومن منطلق العلاقات الأخوية بين البلدين؛ كلفني الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية بالذهاب إلى العاصمة بيروت؛ لنقل رسالة دعم و تأييد وتضامن من مصر حكومة وقيادة وشعبا للقيادة والحكومة والشعب اللبناني الشقيق في هذا الظرف العصيب الذي يمر به لبنان وتمر به منطقتنا العربية".


وأشار إلى أن هناك أزمات عديدة تموج بها المنطقة، ونخشى من أن هذه الأزمات يكون لها انعكاسات على أمن واستقرار لبنان؛ وهذا أمر لا تقبل به مصر، مضيفا أن أمن واستقرار لبنان هو مصلحة مصرية وعربية ومصر لا تتوانى عن تجنب لبنان ويلات أي تصعيد غير محسوب.


وشدد وزير الخارجية على أن مصر تبذل - بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة - خالص الجهد في إطار سرعة التوصل إلى صفقة؛ تفضي لوقف فوري لإطلاق النار ووقف أعمال قتل المدنيين وتبادل الأسرى والرهائن؛ وهذا هو المفتاح لبداية الحل في هذه المنطقة وبداية تخفيض التصعيد وبداية منع انزلاق المنطقة الى حرب شاملة؛ وبالتالي ستستمر مصر في هذا الجهد، "ونأمل بأن تتوافر حسن النية والإرادة السياسية للتوصل لهذه الصفقة العاجلة".


وقال وزير الخارجية إن مصر تدين العمليات التي تستهدف الأراضي اللبنانية وآخرها العدوان على الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت، كما تدين - بشكل كامل - سياسة الاغتيال التي لا تؤدي إلا إلى التصعيد في المنطقة؛ ولذلك تعمل على بذل كل الجهد للتوصل لوقف فوري لإطلاق النار في غزة.


وأكد أن مصر تدعم - بشكل كامل - تمديد بعثة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لمدة عام قادم؛ وقال إنه "أمر مهم جدا لضمان الأمن والاستقرار على الحدود الجنوبية اللبنانية، وستبذل بعثتنا في نيويورك كل الجهد لضمان هذا التمديد".
وأضاف أن "مصر تدعم بكل قوة تنفيذ قرار 1701 باعتبار أنه الضامن الأساسي للاستقرار، لكن نؤكد أهمية تنفيذ القرار بكل جوانبه وبدون أي اجتزاء وأن يكون التنفيذ من الطرف الآخر والاطراف الاخرى وليس الطرف اللبناني فقط، هذا موقف ثابت نأمل كل الخير والتقدم للبنان وكل الأمن والاستقرار، ونأمل أن تكلل الجهود الثلاثية المبذولة حاليا بالنجاح وأن تفضي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار؛ بما يجنب المنطقة الويلات من التخريب والتدمير، ولكن يتعين أن تكون هناك نوايا حسنة وإرادة سياسية بالتوصل إلى مثل هذا الاتفاق".


وشدد وزير الخارجية على أهمية العودة الآمنة الطوعية لكل الأشقاء إلى وطنهم، مؤكدا - في الوقت ذاته بذل - مصر الجهود الممكنة في هذا الإطار، كما أنها تؤيد كل مشروعات التعافي المبكر، بما يضمن توفر البيئة المواتية لكل النازحين واللاجئين ليعودوا إلى أوطانهم.


وأكد وزير الخارجية أن الرئيس السيسي يجري اتصالات - على مدار الساعة - مع القادة والزعماء على المستويين الإقليمي والدولي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.


وقال إن "الرئيس السيسي كلفني أيضا بإجراء اتصالات مكثفة؛ قمت - في إطارها - بزيارة العاصمة طهران كما تبادلت الأحاديث الهاتفية مع وزير خارجية إيران المكلف أو المؤقت السيد على باقري أكثر من 4 مرات، وأيضا تحدثت مع وزير خارجية الولايات المتحدة، 4 مرات خلال فترة قصيرة كما تحدثت مع الوزير الروسي سيرجي لافروف ووزير خارجية الصين مع جميع الوزراء والأشقاء العرب مع الوزير بوحبيب أيضا مع وزراء خارجية المملكة العربية السعودية والامارات والاردن". 


وأكد أن هذه الاتصالات هدفها التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، مشددا على أن القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؛ هو أصل الداء؛ "ولابد من معالجته حتى إذا كنا جادين في وقف التصعيد"، مشيرا إلى الاتصالات المستمرة لمصر لتجنيب لبنان أي ويلات لأي تصعيد. 


وردا على سؤال حول الموقف الرسمي المصري في حال أصرت إسرائيل على البقاء على معبر فلادليفيا، قال وزير الخارجية "إن هناك تحركات تقوم بها مصر في إطار مواقفها الثابتة والمعروفة، وهناك قواعد معمول بها، لا نقبل بتغير هذه القواعد، وسنستمر في التمسك بموقفنا، ومرة أخرى كل ما تبتغيه مصر هو سرعة التوصل إلى صفقة؛ تفضي إلى وقف إطلاق النار وتبادل الاسرى والرهائن".


وأضاف أن مصر تستمر في جهودها واتصالاتها على المستويين الاقليمي والدولي حتى تحقق هدف وقف إطلاق النار والتوصل إلى حل دائم وعادل وشامل للقضية الفلسطينية؛ يضمن إقامة الدولة الفلسطينية، مشددا على عدم قبول مصر بـ"مفاوضات ممتدة عبثية، كما حدث في الماضي".


وجدد وزير الخارجية التأكيد على أن هدف جهود مصر هو تنفيذ حل الدولتين؛ "فالأمور واضحة المعايير، كل ما نريده هو تنفيذ حل الدولتين وهو ما يتطلب توافر الإرادة السياسية الجادة لتحقيق ذلك".


وحول المفاوضات الخاصة بإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، قال الدكتور عبد العاطي إن "المفاوضات مستمرة ونستمر في تقديم الأفكار للتوصل إلى وقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أن تفاصيل صفقة إطلاق الرهائن معروفة؛ ولابد من توفر الارادة للوصول لهذه الصفقة بما يؤدي إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن وأيضا الأسرى الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية. 


وشدد وزير الخارجية على أن هدف مصر - الأسمى والأهم - هو وقف العدوان والعمليات العسكرية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؛ وبما يؤسس لعملية تؤدى إلى تنفيذ حل الدولتين وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.