الأحد 18 اغسطس 2024

جدري القرود| هل يوجد علاج.. ولماذا ترتفع الإصابات؟

جدري القرود

تحقيقات17-8-2024 | 20:14

محمود غانم

تتسارع وتيرة انتشار فيروس جدري القرود على الصعيد العالمي، حيث تجاوز الداء حدود القارة السمراء، ووصل إلى القارة العجوز، مما دفع المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، إلى رفع حالة التأهب.

 

 تفشي جدري القرود

في أعقاب تأكيد منظمة الصحة العالمية وجود حالة إصابة بسلالة جديدة من فيروس جدري القرود في السويد، رفع المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض تقييمه لمستوى خطورة جدري القردة من "منخفض" إلى "معتدل"، مطالبًا الدول الحفاظ على أعلى مستويات التوعية بين المسافرين الزائرين من مناطق ظهر فيها المرض.

وفي هذا الإطار، ذكرت هيئة الصحة العامة في الاتحاد الأوروبي، أن القارة ستشهد مزيدًا من الإصابات الوافدة بالسلالة الجديدة من جدري القردة خلال الأسابيع المقبلة، إلا أن خطر استمرار انتقال المرض يظل منخفضًا.

والأربعاء الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية، جدري القردة حالة طوارئ صحية عامة عالميًا، وهو أعلى مستوى تأهب بالمنظمة، وذلك عقب امتداد تفشي المرض من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى دول مجاورة.

وفي آسيا، سجلت باكستان أول حالة إصابة بالفيروس لدى شخص عائد من الإمارات، إلا أنه لم يتضح ما إذا كانت الإصابة بالمتحور الجديد أم بالسلالة المتفشية عالميًا منذ 2022.

لذلك دعت الصحة العالمية جميع البلدان إلى زيادة المراقبة وتبادل البيانات، والعمل على فهم كيفية انتقال المرض بشكل أفضل، كما دعت إلى تبادل الأدوات مثل اللقاحات وتطبيق الدروس المستفادة من حالات الطوارئ الصحية العامة السابقة التي أثارت قلقًا دوليًا عند معالجة التفشي الحالي.

وكانت بداية التفشي في الكونغو بانتشار سلالة وافدة معروفة باسم "آي"، لكن متحورًا جديدًا معروفًا باسم "آي بي" انتشر فيما يبدو بسهولة أكبر عن طريق المخالطة، بما في ذلك عبر الاتصال الجنسي.

وتفشى المتحور من الكونغو إلى دول مجاورة، مما دفع هيئة الصحة العامة في أفريقيا إلى إعلان حالة الطوارئ من جدري القرود في القارة بعد التحذير من أن العدوى الفيروسية تتفشى بمعدل مقلق.

وتحدثت الأنباء عن وجود أكثر من 17 ألف حالة يشتبه في إصابتها بجدري القرود و517 حالة وفاة في القارة حتى الآن هذا العام، بزيادة بنسبة 160% في الحالات مقارنة بالفترة نفسها العام الماضي، وفقًا لـ المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض.

 

جدري القرود.. هل يوجد علاج؟

ومرض جدري القردة "إمبوكس" يسببه فيروس جدري القردة، وتشمل الأعراض الشائعة له الطفح جلدي أو الآفات المخاطية التي يمكن أن تستمر من أسبوعين إلى 4 أسابيع وتكون مصحوبة بالحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والوهن وتورم الغدد الليمفاوية، بحسب منظمة الصحة العالمية

يمكن أن ينتقل جدري القردة إلى البشر من خلال المخالطة الجسدية لشخص معدي أو الملامسة البدنية لمواد ملوثة أو حيوانات مصابة، يُعالج جدري القردة من خلال الرعاية الداعمة، ويمكن استخدام اللقاحات والعلاجات المُطوّرة له، والمعتمدة للاستخدام في بعض البلدان لعلاجه.

ويحدث سريان جدري القردة من الحيوان إلى الإنسان عبر الحيوانات المصابة التي تنقله إلى البشر عن طريق العضات أو الخدوش، أو أثناء ممارسة أنشطة مثل الصيد أو السلخ أو نصب الفخاخ أو الطهي أو العبث بالجيف أو أكل الحيوانات، ولا يزال مدى سريان الفيروس في مجموعات الحيوانات غير معروف تمامًا، وتُجرى حاليًا المزيد من الدراسات في هذا الشأن.

ويمكن أن يصاب الناس بجدري القردة من الأجسام الملوثة مثل الملابس أو البياضات، أو من خلال إصابات حادة في هياكل الرعاية الصحية، أو في بيئة مجتمعية مثل صالونات الوشم.

يسبب جدري القردة علامات وأعراض تظهر عادة في غضون أسبوع، ولكن يمكن أن تظهر بعد يوم واحد إلى 21 يومًا من التعرض للفيروس، وتستمر الأعراض عادةً لمدة تتراوح من أسبوعين إلى 4 أسابيع، ولكنها قد تستمر لفترة أطول لدى شخص يعاني من ضعف في جهاز المناعة.

وفي الوقت الراهن، لا يوجد علاج محدد لمرض جدري القرود، لكن الصحة العالمية تعمل على توفير بعض المضادات للوقاية منه، طبقًا لـ تصريحات أدلى بها مسؤولو الصحة العالمية.

 

 لماذا ترتفع الإصابات؟

وفق تقرير لـ صحيفة "الجارديان" فإن الفرع الجديد الذي جرى اكتشافه في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، يلعب دورًا في الانتشار، كما يعتقد العلماء.

وكانت السلالة الأولى، تنتشر فيما مضى عن طريق تناول لحوم الحيوانات البرية المصابة، فيما تنتقل السلالة المستجدة من شخص لآخر، غالبًا عبر الاتصال الجنسي، ولكن أيضًا من خلال الاتصال الجسدي مثل مخالطة المصابين أو عبر استعمال فراش أو مناشف ملوثة.

وفي غضون ذلك، قالت روزاموند لويس، مسؤولة منظمة الصحة العالمية عن جدري القردة المستجد: "لا نعرف ما إذا كان أكثر قابلية للانتقال، ولكنه ينتقل من خلال وسيلة فعالة".

 

هل وصل إلى مصر؟

أكدت وزارة الصحة والسكان المصرية، على عدم رصد أي حالات إصابة أو اشتباه بـ "جدري القرود" في مصر، وكذلك في دول الجوار، وذلك بناء على التواصل المستمر مع منسقي اللوائح الدولية في منظمة الصحة العالمية. 

ومنذ إعلان الصحة العالمية "جدري القرود" مرضًا طارئًا يستدعي القلق، عملت الصحة بشكل مكثف من خلال قطاع الطب الوقائي على تنشيط حالات الترقب من خلال المنافذ البرية والبحرية والجوية.