الأحد 18 اغسطس 2024

ماذا يفصل غزة عن الوصول إلى وقف إطلاق النار؟.. ثلاث أمور توضح

الحرب على غزة

تحقيقات18-8-2024 | 16:17

محمود غانم

يصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم الأحد، إلى تل أبيب محاولًا الدفع قدمًا تجاه إطار التهدئة في قطاع غزة، وذلك بعد أن قدمت بلاده بدعم من مصر وقطر مقترحًا يقلص الفجوات القائمة بين حماس وإسرائيل يعول عليها في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال الإجتماع المرتقب بالقاهرة.

وفي غضون ذلك، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن من المتوقع أن يلتقي بلينكن بمسؤولين إسرائيليين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وأشار المصدر ذاته إلى أن بلينكن سيدفع نحو تقليص الخلافات مع حماس، والتوصل إلى اتفاق يمكن الإعلان عنه مطلع الأسبوع المقبل.

اتصالًا، أفادت صحيفة "معاريف" العبرية، بأن الهدف من زيارة وزير الخارجية الأمريكي، ممارسة ضغوط إضافية في محاولة لدفع المحادثات بشأن صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار، في أعقاب القمة التي عقدت في قطر نهاية الأسبوع الماضي.

ما موقف نتنياهو من الاتفاق؟

يُصر نتنياهو على أن تكون إسرائيل قادرة على استئناف القتال بعد تنفيذ وقف إطلاق النار في حال التوصل إليه، وفق ما نقلته صحيفة "إسرائيل هيوم" عن مصدر سياسي، الذي أشار إلى أنه يستمر في المطالبة بموافقة أميركية مكتوبة على ذلك.

وزيادة على ذلك، تتمسك حكومته بشروط ترفضها حماس بشكل مطلق، واعتبرها وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، ورئيس الموساد ديفيد برنيع، في وقت سابق، أنها ستعرقل التوصل إلى الصفقة.

وعمومًا، تتعارض رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي مع مطالب حماس التي تتمسك بتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار بالقطاع.

وسابقًا، رأت أصوات عبرية أن نتنياهو يعمل على الحيلولة دون الوصول لإتفاق مع حركة حماس، لأن ذلك سيعني السطر الأخير في حقبة حكومته.

تلك الأصوات العبرية تتفق مع حماس التي تقول إن نتنياهو أفشل كل الجهود الرامية لإنهاء الحرب وإبرام صفقة لإطلاق سراح الأسرى، رغم جهود الوسطاء المتواصلة من الأشقاء في مصر وقطر، ورغم المرونة والإيجابية التي أبدتها الحركة.

يأتي ذلك فيما أعرب فريق التفاوض الإسرائيلي عن تفاؤل حذر بشأن إمكانية المضي قدمًا في الصفقة، معلقًا أمله في أن تؤدي ضغوط واشنطن والوسطاء على حركة حماس لقبول الاقتراح الأميركي وحدوث انفراجة في المفاوضات، طبقًا لما ذكره مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي.

ماذا تقول حماس؟

وترى حركة حماس أن الحديث الأمريكي عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة "وهم"، وفق تصريحات لـ وكالة الصحافة الفرنسية، مضيفة إن "الاحتلال يواصل عرقلة كل المساعي لإتمام أي اتفاق، لسنا أمام اتفاق أو مفاوضات حقيقية، بل أمام فرض إملاءات أميركية".

على ماذا الخلاف؟

يرجع الخلاف بين حماس وإسرائيل إلى أنه لا يوجد حل حتى الآن حول محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر، إذ تصر الأولى على انسحاب انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي، بينما تصر الأخيرة على السيطرة عليه لمنع إعادة تأهيل شبكة أنفاق التهريب، طبقًا لـ موقع "والا" العبري.

وقال الموقع عن مصادر، إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تصرعلى الاحتفاظ بقدرتها على العودة والقتال ضد حماس وعدم الموافقة على وقف الحرب.

وجاء في بيان مصري قطري أمريكي، عقب ختام المفاوضات التي جرت بالدوحة الجمعة الماضية:"على مدى 48 ساعة انخرط كبار المسؤولين من حكوماتنا في محادثات مكثفة كوسطاء بهدف إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن والمحتجزين"، مشيرًا إلى أن المحادثات كانت جادة وبناءة وأُجريت في أجواء إيجابية.

وقدمت الولايات المتحدة الأمريكية بدعم من دولة قطر وجمهورية مصر العربية، لكلا الطرفين اقتراحًا يقلص الفجوات بين الطرفين، ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس بايدن في 31 مايو 2024، وقرار مجلس الأمن رقم 2735، ويبني هذا الاقتراح على نقاط الاتفاق التي تحققت خلال الأسبوع الماضي، بحسب البيان.

وتابع: "يسد الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بالتنفيذ السريع للإتفاق، وستواصل الفرق الفنية العمل خلال الأيام المقبلة على تفاصيل التنفيذ، بما في ذلك الترتيبات لتنفيذ الجزئيات الإنسانية الشاملة للإتفاق، بالإضافة إلى الجزئيات المتعلقة بالرهائن والمحتجزين".

ومن المقرر، أن يجتمع كبار المسؤولين من حكومات الوسطاء(مصر - قطر - أمريكا) قبل نهاية الأسبوع، آملين التوصل إلى اتفاق، وفقًا للشروط المطروحة اليوم، كما نص البيان، الذي اختتم بالقول: "الآن أصبح الطريق ممهدًا لتحقيق هذه النتيجة، وإنقاذ الأرواح، وتقديم الإغاثة لشعب غزة، وتهدئة التوترات الإقليمية".