الإثنين 19 اغسطس 2024

اكتشاف أثري يوضح أوضاع المحكوم عليهم بالسجون الرومانية القديمة

السجن الذي اكتشاف في مدينة كورنثوس القديمة

ثقافة19-8-2024 | 01:51

إسلام علي

اكتشف أحد العلماء بقايا أثر نادر لسجن روماني في مدينة كورنثوس اليونانية، وذلك سوف يساعد في فهمنا مستقبلا للتاريخ الروماني.
 

ووفقًا لعالم الآثار لماثيو لارسن، يعود تاريخ هذا السجن إلى حوالي 1600 عام، ويقدم لمحة نادرة عن زروات السجن في الإمبراطورية الرومانية الجديدة، وهي فترة كانت تراقب الإمبراطورية في منطقة كبيرة من العالم.

 

في هذا السياق، يعتبر ذلك الاكتشاف من أهم الأكتشافات التي تفتح سجلا تاريخيا لسجون العالم الروماني، بل وتفتح أيضًا نافذة على حياة السجون والمعاناة التي وصل إليها المساجين في تلك الفترة من الزمان.

 

استخدم لارسن مجموعة من الأدلة عن هوية السجن، فكتب عن الهياكل التي بالداخل والتي تحتوي على توسلات وأدعية مكتوبة باللغة اليونانية.

وتعتبر هذه النقوشات، التي وجدت على السقف، مفتاحا رئيسيا لتأكيد هوية موقع ذلك السجن، فضلا عن توضيح هذه الكتابات لمشاعر السجناء وهم في حالة من الغربة والعزلة، مما يجعلنا نفهم للظروف التي عاشوا في ذلك الوقت.

 

إلى جانب النقوش، اكتشف بقايا أباريق ومصابيح في داخ السجن، وهي الأشياء التي تم اكتشافها على الأرجح لتحسين إضاءة السجن، وجد أيضًا مرحاضًا صغيرًا، ربما كان من قبل الضباط أو الحراس.

 

 

النقوش بداخل السجن

 

تم العثور على نقوش تشير إلى أن السجناء كانوا يقضون أوقاتا طويلة لداخل ذلك السجن، حيث تذكر إحدى النقوش أن السجناء قضوا شتاءا كاملا بالداخل، فضلا عن رغبتهم في الانتقام من الذين سجنوهم، كما تتضمن تلميحات عن علاقاتهم الشخصية مع أحبائهم خارج السجن.

تحتوي إحدى النقوش على صورة للوحة ألعاب، مما يشير إلى أن المكان ربما كانوا يحاولون تمضية الوقت فيه من خلال اللعب، وهذه النقوش تضيء بشكل كبير على حياة السجن، وكيف  يحاولون التكيف مع مشاكلهم الصعبة.

 

ومن المؤكد أن الظروف القاسية تؤثر بشكل كبير على نفسية السجناء، حيث تعبر الكتابات عن مشاعر قوية من اليأس والغضب، يصف لارسن هذه الظروف بأنها مروعة، مضيفًا أن هذه الكتابات تنقل إحساسًا بأن السجناء كانوا يعيشون في مكان مظلم وكئيب، حيث تبدو الأصوات مكتومة والمشاعر مكبوتة.

 

من خلال هذا الاكتشاف، يمكننا أن نفهم بشكل أعمق كيف كانت الحياة داخل السجون الرومانية القاسية والصعبة، مما يساعدنا على فهم التاريخ الاجتماعي والثقافي للرومان. يُعد السجن المكتشف في كورنثوس نافذة فريدة من نوعها على هذا الجانب من التاريخ، ويبرز أهمية الدراسات الأثرية في الكشف عن الجوانب الخفية لحياة الناس في العصور القديمة"، وذلك وفقا لما ذكره موقع Live science.