الأحد 18 اغسطس 2024

علامة خارقة للطبيعة.. انهيار جزئي لهرم خلفته حضارات أمريكا الشمالية

جانب من الحدث

ثقافة18-8-2024 | 21:19

إسلام علي

انهار هرم "ما قبل كولومبوس" جزئيا والذي يقع في منطقة إيهواتزيو الأثرية في ميتشواكان بالمكسيك، بعد هطول أمطار غزيرة حول بحيرة باتزكوارو، وفقًا للمعهد الوطني للأنثروبولوجيا والتاريخ.

 

بطاقة تعريفية بالهرم

بني ذلك الهرم التاريخي منذ أكثر من 1100 عام، على يد أسلاف شعب البوريبيتشا، وهم المجتمع الذي أنشأ حضارة البوريبيتشا في منطقة ميتشواكان في المكسيك، وكانوا يعيشون في شمال غرب ولاية ميتشواكان.
وكانت فترة ازدهار حضارتهم في الفترة من القرن الرابع عشر حتى الغزو الإسباني في القرن السادس عشر، كان البوريبيتشا مجتمعًا متقدمًا ومزدهرًا، وقد أسسوا مملكة قوية عرفت بثقافتها المتميزة ومعمارها الفريد، بما في ذلك الأهرامات والمعابد التي تمثل جزءًا كبيرًا من تراثهم الثقافي.

وامتلك البوريبيتشا لغة وثقافة مميزة، ولقد بنوا مجموعة من المعالم المعمارية التي لا تزال قيد الدراسة والبحث.

 

انهيار جزئي بسبب المياه

تعرض هرم "ما قبل كولومبوس" لانهيار جزئي بسبب تسرب المياه إلى الشقوق التي تشكلت نتيجة لارتفاع درجات الحرارة والجفاف لفترات طويلة، وأوضح معهد الأنتروبولوجيا والتاريخ أن الأمطار الغزيرة أثرت على سلامة المبنى الذي ظل صامدًا لقرون، مشيرًا إلى أن الهرم المنهار كان يستخدم لتقديم القرابين البشرية إلى إله النار كوريكاويري، الذي كان مرتبطًا بالنصر وأشعة الشمس.

 

توجد منطقة إيهواتزيو الأثرية على بُعد أربعة أميال جنوب بلدة تزينتزونتزان القديمة، على ضفاف بحيرة باتزكوارو، ويعتقد الخبراء أن المنطقة استوطنها السكان لأول مرة حوالي عام 900 ميلادي، ووصل إليها شعب البوريبيتشا بعد حوالي 300 عام.

 

تم بناء المنطقة الأثرية على هضبة مرتفعة بشكل مصطنع، وكانت تستخدم أساسًا كأماكن للعبادة، بالإضافة إلى احتوائها على أرض احتفالية ومرصد فلكي.

 

أكد موظفو مركز ميتشواكان التابع للمعهد الوطني، تعرض ستة هياكل على الأقل في القاعدة الجنوبية للهرم لأضرار جسيمة، ما أثر على الجزء الخارجي والداخلي للهيكل، واعتبر أحفاد البوريبيتشا انهيار الهرم "علامة خارقة للطبيعة على الدمار الوشيك"، مشيرين إلى أن أحداثًا مشابهة حدثت قبل وصول الغزاة، مما اعتبره البوريبيتشا دليلاً على استياء الآلهة.

 

أشار المعهد إلى أن "أنشطة تقييم الأضرار مستمرة، وتركز على استعادة الأجزاء المتضررة من الهرم وإصلاح هيكل المبنى بشكل شامل"، وأضاف أن المنظمة ستوظف متخصصين من مجالات متعددة وتستخدم تقنيات متنوعة بسبب فشل المحاولات السابقة لإصلاح المباني والآثار المتضررة، وذلك وفقا لما نقله موقع Artnet.