الإثنين 19 اغسطس 2024

الجارديان: القتال يحتدم بين إسرائيل وحزب الله رغم المساعي الدبلوماسية

القتال بين حزب الله وإسرائيل

عرب وعالم18-8-2024 | 22:54

احتدم القتال بين حزب الله وإسرائيل منذ أمس السبت على الرغم من الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تهدئة التوترات بين الطرفين ومنع هجوم متوقع من حزب الله وإيران على إسرائيل.

ووفقًا لتقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم الأحد، كان الهجوم الإسرائيلي أمس أحد أكثر الهجمات دموية على المدنيين منذ بدء القتال في أكتوبر الماضي، إذ أسفر عن مقتل 10 عمال سوريين وأفراد أسرهم، في حين قالت إسرائيل إنها ضربة على مستودع أسلحة لحزب الله في النبطية بجنوب لبنان، وردًا على ذلك، أطلق حزب الله 55 صاروخًا على بلدة أيليت هاشاهار، في شمال إسرائيل.

كما أصيب ثلاثة من قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل بجروح طفيفة في انفجار وقع اليوم أثناء دورية في بلدة يارين الحدودية اللبنانية. وقال مصدر داخل اليونيفيل للصحيفة إنه يُعتقد أن الجنود أصيبوا في غارة جوية إسرائيلية قريبة، لكنهم ما زالوا يحققون في الحادث.

واعتبر التقرير إن خطر اندلاع حرب شاملة بات يلوح في الأفق أكثر من أي وقت مضى، بعد 10 أشهر من القتال بين إسرائيل وحزب الله الذي أشعلته الصواريخ التي أطلقها الأخير على إسرائيل "تضامناً" مع هجوم حماس في السابع من أكتوبر الماضي.

كما تعهد حزب الله وإيران بالانتقام من إسرائيل لاغتيال قائد أركان حزب الله فؤاد شكر في بيروت ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن مقتل هنية، إلا أن لها سجل في تنفيذ عمليات الاغتيال في جميع أنحاء المنطقة.

ونشر حزب الله يوم الجمعة مقطع فيديو يظهر شاحنات محملة بالصواريخ وهي تسير عبر شبكة أنفاق يزعم أنها بحجم مدينة، وهي المرة الأولى التي تكشف فيها الجماعة عن شبكة الأنفاق ذات الشهرة الواسعة على نطاق واسع أمام الكاميرات.

وقال مصدر في حزب الله: "إن العدو (إسرائيل) يريد حربًا ويحاول دائمًا الضغط علينا، لذلك نحن مستعدون لكل الاحتمالات"، مضيفا "أن قدرات حزب الله الصاروخية لدى المجموعة كبيرة جدًا، وأن ما تم عرضه في مقطع الفيديو يوم الجمعة كان مجرد قطرة في محيط ما يملكه حزب الله".

وبحسب الصحيفة، انخرطت الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى في دبلوماسية كثيفة منذ حادثي الاغتيال في بيروت وطهران، وزار المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين كلا من تل أبيب وبيروت هذا الأسبوع، بينما عقدت جولة طارئة من المحادثات للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة في الدوحة الأسبوع الماضي.

لكن الدبلوماسيين الغربيين في بيروت يقولون إنهم يجهلون الرد الذي وعد به حزب الله ضد إسرائيل وأن الجماعة لم تقدم أي دليل عن "مكان أو موعد" حدوث الهجوم.

أما في العلن، أبدى حزب الله البارع في التعامل الإعلامي صمتًا غير عادي، وقال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، إن انتظار الهجوم جزء من العقاب لإسرائيل، وهذا يتناسب مع العقيدة التاريخية للجماعة في "الغموض الاستراتيجي"، إذ لا تكشف إلا القليل عن قدراتها العسكرية ونواياها للحفاظ على الردع.

وأشار التقرير إلى أن بريطانيا والولايات المتحدة لا يمكنهما التحدث مباشرة مع مسؤولي حزب الله، بل يجب عليهما بدلاً من ذلك تمرير الرسائل من خلال وسطاء في الحكومة اللبنانية أو من خلال حزب "حركة أمل" حليف حزب الله، وقد أدت لعبة الهواتف الدبلوماسية إلى تعقيد الجهود الغربية للحكم على تفكير الجماعة اللبنانية.

كما تضررت مصداقية هوكشتاين، الدبلوماسي الذي يقود الجهود لوقف القتال بين حزب الله وإسرائيل، في لبنان، واتهمته وسائل إعلام تابعة لحزب الله بـ"خداع" المسؤولين اللبنانيين من خلال تقديم تطمينات كاذبة في الفترة التي سبقت اغتيال فؤاد شكر في بيروت.

وقال قاسم قصير، وهو محلل مقرب من حزب الله، إن "حزب الله لا ينظر إلى هوكشتاين كمفاوض جدير بالثقة"، مضيفًا أنه على الرغم من ذلك، "لا يوجد حاليًا بديل" للدبلوماسي الأمريكي.

وكان الدافع إلى حد كبير وراء إطلاق محادثات الدوحة هو الحيلولة دون هجوم حزب الله وإيران، وكان كلاهما قد قال إن القتال كان هدفه الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة، وفي حين بدا أن المحادثات أرجأت الرد على إسرائيل، قال حزب الله إن الهجوم سيأتي، بغض النظر عن احتمالات وقف إطلاق النار، بحسب الصحيفة.

وأصر نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، يوم /الخميس/ الماضي على أن الرد "منفصل تمامًا" عن القتال في غزة وسيُنفذ،- رغم أن المجموعة ستوقف عملياتها الأخرى ضد إسرائيل في حالة وقف إطلاق النار.

وحذر وزيرا خارجية بريطانيا وفرنسا، ديفيد لامي وستيفان سيجورني، في مقال في صحيفة "الأوبزرفر" من أن المنطقة تشهد "لحظة خطيرة".

وكتب الوزيران: "خطأ واحد في التقدير، وسينزلق الوضع إلى صراع أعمق وأكثر صعوبة".