شهدت بريطانيا ظاهرة غريبة تمامًا استدعت قلق عدد كبير من المواطنين، والذين اعتبروا أنها علامة عن كارثة قريبة، إذ تحولت الشمس والقمر والسماء إلى اللون الأحمر الداكن بشكل مفاجئ.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، بثّ الكثيرون مخاوفهم من المشهد الصادم للسماء، والذي راقبوه عن قرب، ووصفوه بأنه "مجنون ومخيف"، وينذر بأن العالم على وشك النهاية.
وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن الأمر لا يتعلق بنهاية العالم أو الكوارث الطبيعية، وإنما التغير الأحمر المفاجئ في سماء بريطانيا، يرجع في الواقع إلى حرائق الغابات على بعد أكثر من 4000 ميل في أمريكا الشمالية، حسبما كشف خبراء.
وأوضحت الصحيفة أن حرائق الغابات في كندا أدت إلى دفع الدخان إلى الغلاف الجوي العلوي، وحمل التيار النفاث ذلك الدخان لأكثر من 4000 ميل إلى الغلاف الجوي فوق المملكة المتحدة، ونظرًا لأن جزيئات الدخان صغيرة جدًا، فإنها تحجب فقط أطوال الموجات عالية التردد من الضوء، وهذا يعني أن الضوء الأزرق منتشر، ولكن كلًا من الضوء الأحمر والأصفر يمران من خلالها، فيجعل هذا الشمس والقمر وكأنهما يتحولان إلى اللون الأحمر الساطع.
ويعد هذا الحدث نادرًا، وقالت أندريا بيشوب، المتحدثة باسم مكتب الأرصاد الجوية: "تم رصد شروق وغروب شمس حيويين ودراماتيكيين في المملكة المتحدة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى طبقة من دخان حرائق الغابات التي كانت موجودة في الغلاف الجوي العلوي هذا الأسبوع، ويتغير هذا التيار من حيث الكثافة والمسار على مدار العام، ولكنه يهب حاليًا مباشرة من أمريكا الشمالية إلى بريطانيا، مما يؤدي إلى تراكم جزيئات الدخان في الغلاف الجوي".
وأضافت بيشوب "عندما يصل ضوء الشمس إلى الأرض، فإنه يحتوي على توازن متساوٍ نسبيًا للترددات من جميع أنحاء الطيف المرئي، ومع ذلك، عندما يصطدم هذا الضوء بالدخان تنتشر الجزيئات في الهواء، ويتشتت بعض الضوء في عملية تسمى الانتشار، ونظرًا لأن جزيئات الدخان صغيرة جدًا، فإن المزيد من الأطوال الموجية الأقصر مثل الأزرق والأخضر تتشتت، بينما تمر الأطوال الموجية الطويلة مثل الأحمر والأصفر، لذا، عندما نرى الشمس من الأرض، فإننا نرى فقط الجزء الأحمر من طيف الضوء الخاص بها والذي يمنحها لونها غير المعتاد".