سيطرت الحرب في غزة على فعاليات مؤتمر الحزب الديمقراطي بمدينة شيكاغو، الذي بدأ أمس الإثنين، ويستمر حتى الخميس المقبل، وسط مظاهرات حاشدة احتجاجًا على موقف الإدارة الديمقراطية الداعم لـ إسرائيل في الحرب التي دخلت شهرها الـ 11 تواليًا، متسببة في سقوط عشرات الآلاف بين شهيد وجريح، وظروف إنسانية كارثية.
التعهد بوقف الحرب
وفي بداية المؤتمر، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه وإدارته يعملون جاهدين لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، معربًا عن أمله في تحقيق ذلك بأقرب وقت.
وأضاف بايدن، أنه سيواصل العمل لإنهاء الحرب في غزة وإعادة الأسرى وإحلال السلام والأمن في الشرق الأوسط، معقبًا:"اقترحت قبل أيام اتفاقًا للتوصل إلى وقف إطلاق النار وإنهاء هذه الحرب".
والجمعة، قدمت الولايات المتحدة الأمريكية بدعم من دولة قطر وجمهورية مصر العربية، لـ حماس وإسرائيل اقتراحًا يقلص الفجوات بين الطرفين، ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس الأمريكي في 31 مايو 2024، وقرار مجلس الأمن رقم 2735، ويبني هذا الاقتراح على نقاط الاتفاق التي تحققت في وقت سابق.
جاء كلمة بايدن متزامنة مع مظاهرات حاشدة في مدينة شيكاغو -التي يعقد فيها المؤتمر- تطالب بوقف الحرب على قطاع غزة، وإنهاء المساعدات الأمريكية لإسرائيل ودعم الشعب الفلسطيني، حيث علق على ذلك قائلًا:" للمتظاهرين الحق، لقد قتل العديد من الأبرياء من الجانبين".
ورغم أن المتظاهرين أثاروا قضايا أخرى كـ"المناخ" و"المساواة العرقية"، لكن كانت هناك حالة إجماع على ضرورة الضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار في حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وهتف المتظاهرون: "بايدن، لا يمكنك الاختباء، نحن نتهمك بالإبادة الجماعية"، كما أطلقوا عليه اسم "بايدن الإبادة الجماعية" وأطلقوا شعارات مماثلة ضد المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
وذكرت وكالة رويترز أن المتظاهرين اخترقوا الحاجز الأمني في محيط موقع المؤتمر، منددين بموقف الإدارة الأميركية الداعم لإسرائيل في حربها على غزة، مما دفع قوات الأمن للإسراع إلى الموقع والتدخل.
بايدن: حماس تتراجع عن خطة الاتفاق المطروحة
وزعم بايدن أن حركة حماس تتراجع عن خطة الاتفاق المطروحة مع إسرائيل من أجل إحلال هدنة في قطاع غزة. وأضاف في تصريحات صحفية بـ مطار شيكاغو عقب إلقائه كلمة المؤتمر، إن التسوية المقترحة ما زالت مطروحة، لكن لا يمكن التكهن بأي شيء، متابعًا:"إسرائيل تقول أن بإمكانها التوصل إلى نتيجة.. حماس تتراجع الآن".
وقالت حركة حماس، إن المقترح المقدم من واشنطن يستجيب للشروط الإسرائيلية، ويتماشى معها، وخاصة رفضه لوقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الشامل من قطاع غزة، وإصراره على مواصلة احتلال مفترق نتساريم ومعبر رفح وممر فيلادلفيا.
وأكدت حماس التزامها بما تم التوافق عليه في الـ2 يوليو الماضي، استنادًا لرؤية بايدن وقرار مجلس الأمن، وإلزام الاحتلال بذلك، بدلًا من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة توفر الغطاء لعدوان الاحتلال، وتمنحه مزيدًا من الوقت.
ويشعر أنصار الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة بالقلق من أن دعم "بايدن" القوي للحرب التي تشنها إسرائيل في غزة، ربما يكلفهم خسارة الانتخابات الرئاسية المقبلة، لذا فهم يشعرون بأن نائبته كاملا هاريس قد تمثل طوق النجاة.
المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الأميركي
وانطلق المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الأميركي، الإثنين ويمتد حتى الخميس، بهد استعراض إنجازات إدارة بايدن، وتقديم الدعم للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ونائبها تيم والز.
ويعد المؤتمر العام للحزب تقليدًا أساسيًا في العملية الانتخابية الأميركية، وسيتجمع آلاف المندوبين الديمقراطيين من كل الولايات لإعلان دعمهم لترشح كامالا هاريس، التي بدورها ستعلن في ختام الجلسات قبولها الترشح على بطاقة الحزب لانتخابات 2024 المقرر لها في نوفمبر المقبل.
وأظهر متوسط استطلاعات الرأي الذي يعده موقع "ريل كلير بوليتكس" تقدم هاريس بفارق 1.4% عن المرشح الجمهوري، حيث حصلت على دعم 48.1% من الناخبين مقابل 46.7% للمنافس.