الثلاثاء 20 اغسطس 2024

زيارة بلينكن إلى مصر.. الوسطاء يقلصون الفجوات بين حركة حماس وإسرائيل

العدوان على غزة

تحقيقات20-8-2024 | 14:59

محمود غانم

وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم الثلاثاء، إلى مصر قادمًا من تل أبيب، في ظل جهود حثيثة يبذلها الوسطاء للدفع قدمًا تجاه إطار التهدئة في قطاع غزة، في وقت تتوسع فيه الفجوات بين حركة حماس وإسرائيل بما يحول دون الوصول إلى وقف إطلاق النار. 

وفيما لا تظهر حتى الآن ملامح الموقف الإسرائيلي من المقترح الأمريكي، تقول حركة حماس، إن المقترح المقدم يستجيب للشروط الإسرائيلية، ويتماشى معها، وخاصة رفضها لوقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الشامل من قطاع غزة، وإصرارها على مواصلة احتلال مفترق نتساريم ومعبر رفح وممر فيلادلفيا.

علمًا، بأن حركة حماس غابت عن المحادثات الأخيرة التي جرت بـ قطر على أمل أن تلتزم إسرائيل بما تم الاتفاق عليه في الـ2 يوليو الماضي، في إطار مقترح بايدن، وطبقًا لما نقله الوسطاء من توضيحات، فإذا تحقق ذلك، فهي جاهزة للدخول بآليات تنفيذ الاتفاق، هكذا ذكرت.

من جهتها، أكدت مصر تمسكها بانسحاب القوات الإسرائيلية من معبر رفح من الجانب الفلسطيني، حتى يمكن إعادة تشغيله مرة أخرى، إلى جانب الانسحاب الكامل من البيت الأبيض.

في المقابل، يقول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن نتنياهو وافق على المقترح الذي قدمته واشنطن خلال جولة المفاوضات الأخيرة في الدوحة بشأن صفقة تبادل محتملة للأسرى مع المقاومة، والذي انتقدته حركة حماس.

لماذا ترفض حماس؟

وعن أسباب رفض المقترح الأمريكي، توضح حركة حماس، أن هذا الاقتراح يثير التباسات كثيرة، لأنه ليست الورقة التي قُدمت لنا، وليست التي وافقنا عليها.

وأكدت للوسطاء أنها لا تحتاج إلى مفاوضات جديدة ولا أفكار جديدة، وأن هناك مقترحا وافقت عليه وتحتاج إلى تطبيقه، ويستند إلى مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن أيضًا، وفق تصريحات صحفية للقيادي بالحركة أسامة حمدان.

والمقصود بما وافقت عليه حماس، هو ردها في الـ2 يوليو الماضي على مقترح وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى، حيث أكدت آنذاك تمسكها بضرورة التوصل لوقف إطلاق نار دائم وانسحاب القوات الإسرائيلية من كامل أراضي قطاع غزة.

وترى حماس أن الدخول في جولات مفاوضات أو مقترحات جديدة سيوفر الغطاء لـ إسرائيل للاستمرار في عداوانها، ويمنحها مزيدًا من الوقت لإدامة حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.

لكنها في الوقت نفسه، تؤكد حرصها، منذ البداية، على إنجاح جهود الأشقاء الوسطاء بقطر ومصر، للوصول إلى اتفاق وقف النار ينهي حرب الإبادة الجماعية بغزة، وفي سبيل ذلك خاضت جولات مفاوضات عديدة، وقدمت كل ما يلزم من مرونة وإيجابية لتحقيق أهداف ومصالح الشعب الفلسطيني وحقن دمائه.

وترفض التصريحات الأمريكية التي تدعي أن الحركة تتراجع عن اتفاق وقف إطلاق النار، داعية إياها العدول عن الانحياز "لمجرمي الحرب ورفع الغطاء السياسي والعسكري عن الإبادة"، وفق قولها.

هل بالفعل قبل نتنياهو؟

وبرغم أن بلينكن يزعم أن نتنياهو وافق على المقترح الذي قدمته واشنطن، يقول المسؤولون الإسرائيليون إنه رفض إعطاء مفاوضيه مساحة كافية لإبرام صفقة.

وطالب فريق المفاوضات نتنياهو بمنحهم مساحة أكبر للمناورة للتوصل إلى الإتفاق، لكن الأخير رفض التزحزح، ووبخهم على ما أسماه بـ"الاستسلام" كما قال مسؤولان إسرائيليان لـ موقع "أكسيوس الأمريكي".

وأكدوا على أن خطوط نتنياهو المتشددة تجعل التوصل إلى اتفاق أكثر صعوبة، وأن تأييده الاقتراح الأميركي الذي تضمن العديد من مطالبه المحدثة كان بسبب علمه أن حماس سترفضه.

وذكر أكسيوس أن الفجوات التي تم تضييقها في الدوحة كانت بين المواقف الأميركية والإسرائيلية، لا بين إسرائيل وحماس، وأن الوسطاء المصريين والقطريين لم يشعروا بأي تقدم حقيقي رغم تفاؤل واشنطن المعلن عن تقدم تم إحرازه.

ووفقًا للمصدر ذاته، تتمثل العقبات الرئيسية في المحادثات بالمطالب الجديدة التي طرحها نتنياهو الأسابيع الأخيرة، كاحتفاظ إسرائيل بالسيطرة العسكرية على ممر فيلادلفيا بين مصر وغزة، وإنشاء آلية لمنع تهريب الأسلحة من جنوب غزة إلى الشمال، وقد رفضت حماس كلا المطلبين.

مباحثات مصرية - أمريكية

وفي خضم ذلك، تبادل الرئيس عبد الفتاح السيسي الآراء مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حول نتائج الاجتماع التفاوضي الأخير الذي عقد الأسبوع الماضي بالدوحة، وسبل تحريك الموقف وإحراز تقدم في المفاوضات الجارية بالقاهرة.

وأطلع بلينكن الرئيس على نتائج زيارته لـ إسرائيل، مؤكدًا التزام الولايات المتحدة بجهود التهدئة والتوصل لاتفاق، ومعرباً عن التقدير الكبير لدور مصر وجهودها البناءة في هذا الصدد.

من جهته، أكد الرئيس أن الوقت حان لإنهاء الحرب الجارية، والاحتكام لصوت العقل والحكمة وإعلاء لغة السلام والدبلوماسية، مشدداً على خطورة توسع نطاق الصراع إقليميًا على نحو يصعب تصور تبعاته.

 وأشار إلى أن حقن دماء الشعوب يجب أن يكون المحرك الرئيسي لكافة الأطراف، وأن وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يكون بدايةً لاعتراف دولي أوسع بالدولة الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، باعتبار ذلك الضامن الأساسي لاستقرار المنطقة.