الجمعة 30 اغسطس 2024

تعود إلى 13 ألف عام .. اكتشاف جمجة حيوان الماستودون بالولايات المتحدة

جانب من الاكتشاف

ثقافة21-8-2024 | 09:08

إسلام علي

نجح علماء الآثار في العثور على جمجمة محفوظة جيدًا لحيوان الماستودون يعود تاريخها إلى 13,600 عام، في جنوب وسط ولاية آيوا بالولايات المتحدة الأمريكية.

وعاش هذا الحيوان العملاق في العصر الجليدي وكان يحيا جنبًا إلى جنب مع السكان الأصليين الذين بدأوا بالوصول إلى تلك المنطقة في نفس الفترة تقريبًا.

أوضح جون دورشوك، عالم الآثار في ولاية أيوا، أن الجزء الشمالي من الولاية كان لا يزال مغطى بالجليد خلال آخر فترة جليدية، بينما كان الجزء الجنوبي خاليًا منه، ما أتاح للحيوانات مثل الماستودون العثور على بيئة مناسبة للرعي، وجعل المنطقة جذابة للصيادين البشر الذين وجدوا فيها ملاذًا مناسبًا.

استمر فريق من علماء الآثار لمدة 12 يومًا في التنقيب عن الجمجمة في مقاطعة واين، وهي منطقة ريفية تبعد حوالي 80 ميلاً جنوب دي موين.

تعرّف مكتب عالم الآثار في الولاية على العينة لأول مرة في خريف عام 2022 بعد أن نشر شخص صورة له على وسائل التواصل الاجتماعي وهو يحمل عظمة ضخمة، تبين لاحقًا أنها عظم فخذ ماستودون.

وعند زيارة الموقع في خريف 2023، اكتشف العلماء نابًا مكسورًا بارزًا من الأرض، مما دفعهم للاعتقاد بأن الناب ما زال متصلًا بالجمجمة، فأطلقوا مشروع التنقيب للتأكد من ذلك، بالإضافة إلى الجمجمة، عثر الفريق على أدوات حجرية يعود تاريخها إلى عدة آلاف من السنين بعد وفاة الماستودون، مما يشير إلى وجود بشري في المنطقة.

يسعى الفريق الآن إلى العثور على أدلة تشير إلى تفاعل البشر مع هذا المخلوق، مثل سكاكين أو رؤوس مقذوفات استخدمت في صيده،  كما أنهم يخططون لدراسة الجمجمة بعناية بحثًا عن علامات قطع قد يكون صنعها البشر.

وتتميز الجمجمة بوجود جزء من الناب بطول قدمين، ويأمل الباحثون أن يكشف ذلك عن المزيد من المعلومات حول حياة هذا الماستودون.

وأضاف دورشوك أن هناك تقنيات حديثة يمكن استخدامها لتحديد عدد العجول التي أنجبتها أنثى الماستودون من خلال تحليل التغيرات الكيميائية المسجلة في الأنياب.

في المستقبل، سيعمل علماء الآثار وعلماء الحفريات على دراسة هذه الأحافير وحفظها، مع خطة لعرض العينة في معرض جديد بمتحف برايري تريلز في مقاطعة واين.

يُذكر أن الماستودونات كانت مخلوقات ضخمة مشعرة قريبة من الماموث الصوفي والفيلة الحديثة، جابت الأرض منذ العصر الميوسيني وانقرضت قبل حوالي 10,500 عام.

 كان طولها يصل إلى 9.8 أقدام عند الكتفين، وكانت تمتلك أنيابًا طويلة ومنحنية تستخدمها لطحن الأغصان والأوراق والنباتات الأخرى.

ما زال العلماء يناقشون أسباب انقراض الماستودون والماموث الصوفي، ويعتقدون أن تغير المناخ والافتراس البشري قد لعبا دورًا رئيسيًا في ذلك.

وتعد بقايا هذه الحيوانات المتحجرة شائعة نسبيًا في أمريكا الشمالية، حيث تستمر في توفير رؤى علمية جديدة، فعلى سبيل المثال، استخدم العلماء مؤخرًا قطعة من جلد ماموث صوفي مجمدة عمرها 52,000 عام لإعادة بناء بنية حمضه النووي ثلاثية الأبعاد، مما يفتح أبوابًا جديدة لفهم هذه المخلوقات الضخمة وعصورها، وذلك وفقا لما نقلته مجلة سميثسونيان.