أثار جدري القرود "إمبوكس"، حالة من القلق عالميًا بعد إعلان منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي، إعلانه حالة طارئة عالمية بعد تزايد الإصابات به في عدد من بلدان العالم منذ بداية العام الجاري، ويختلف فيروس جدري القرود عن مرض الجدري المائي.

 

الفرق بين جدري القرود والجدري المائي

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن جدري القردة (إمبوكس) يُختصر عادةً باسم MPXV هو مرض فيروسي يسببه فيروس جدري القردة، وهو نوع من جِنْس الفيروسة الجُدَرِيَّة، ويتكون من فرعين حيويين هما الفرع الحيوي الأول والفرع الحيوي الثاني.

أما الجدري المائي هو عدوى فيروسية سريعة الانتقال تسبب حمى حادة وطفحًا جلديًا ينتج عن فيروس Varicella Zoster (VZV)، وهو عضو في فصيلة الفيروسة الجدرية أيضا، وكان واحدًا من أكثر الأمراض المخيفة في العالم.

يختلف جدري القرود عن الجدري المائي في عدة أمور، من بينها سرعة الانتقال، حيث ينتقل الجدري المائي بسهولة من شخص إلى آخر، وعادة ما يستمر نحو خمسة أيام إلى عشرة أيام، أما جدري القرود انتقاله أصعب قليلًا، حيث يمكن أن ينتقل إلى البشر من خلال المخالطة الجسدية لشخص معدي أو الملامسة البدنية لمواد ملوثة أو حيوانات مصابة وتستمر الأعراض عادةً لمدة تتراوح من أسبوعين إلى 4 أسابيع.

وتستمر فترة حضانة الجدري المائي ما بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع حتى تظهر الأعراض بعد الإصابة بالعدوى، أما فترة حضانة جدري القرود فقد تظهر علامات وأعراض الإصابة عادة في غضون أسبوع ولكن يمكن أن تظهر بعد يوم واحد إلى 21 يومًا من التعرض للفيروس.

وتشمل أعراض الشائعة لجدري القردة الطفح جلدي والحمى والتهاب الحلق والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والوهن وتورم الغدد الليمفاوية، أما أعراض الجدري المائي فتتضمن الحمى الشديدة والتعب، ثم يؤدي الفيروس إلى طفحٍ مميز، خصوصًا على الوجه والذراعين والساقين، وتصبح البقع الناتجة ممتلئة بسائل، وبعدها تجف تلك البقع وتسقط.

وقد كان الجدري مميتًا في ما يصل إلى 30% من الحالات، وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية.

وعن اللقاح، فإنه يمكن أن يساعد الحصول على لقاح لجدري القردة في منع العدوى، حيث ينبغي إعطاء اللقاح في غضون 4 أيام بعد مخالطة أحد المصابين بجدري القردة (أو في غضون 14 يومًا إذا لم تكن هناك أعراض).

كما يتوافر لقاح جدري الماء، والذي يعد أفضل طريقة للوقاية من المرض، فمعظم الذين يحصلون عليه لن يصابوا بجدري الماء، وفي حالة الإصابة يكون معتدلًا مع بقع حمراء قليلة، أو بثور وحمى خفيفة، أو بدون حمى.

 

الاختلاف بين جدري القرود والجدري المائي

وأوضحت وزارة الصحة، في وقت سابق، أنه على الرغم من التشابه في الأسماء والأعراض بين جدري القرود والجدري المائي، إلا أن فيروس جدري القرود يختلف تمامًا عن فيروس الجديرى المائي، حيث ينتميان لعائلتين مختلفين تمامًا، فجدري القرود ينتمي إلى عائلة poxviruses أما الجديري المائي ينتمي لفئةherpesviruses .

وأوضحت الصحة أنه لا يوجد تدخل مناعي بينهما في اللقاح أو الإصابة بأحدهما لا تقي من الآخر، مشيرة إلى أن  الغدد الليمفاوية المتضخمة هي سمة مميزة لجدري القرود والتي لا توجد في الجدير المائي.

الوقاية من جدري القرود

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية يتعافى معظم الأشخاص المصابين بجدري القردة في غضون 2-4 أسابيع، ونصحت المنظمة بعدد من الأمور للمساعدة في التخفيف من الأعراض والحيلولة دون إصابة الآخرين، وهي:

• ابق في المنزل وفي غرفتك الخاصة إن أمكن.
• اغسل يديك كثيرًا بالماء والصابون أو معقم اليدين، خاصة قبل أو بعد لمس القروح.
• ارتدِ كمامة وقم بتغطية الآفات عندما تكون بالقرب من أشخاص آخرين حتى يشفى الطفح الجلدي.
• حافظ على جفاف البشرة وابق عليها مكشوفة (إلا إذا كنت في غرفة مع شخص آخر).
• تجنب لمس الأشياء الموجودة في المساحات المشتركة وطهر المساحات المشتركة بشكل متكرر.
• استخدم الشطف بالمياه المالحة للقروح في الفم.
• استخدم حمامات المقعدة أو الحمامات الدافئة مع بيكربونات الصودا أو أملاح إبسوم لتطهير قروح الجسم.
• تناول الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية للألم مثل الباراسيتامول (أسيتامينوفين) أو الإيبوبروفين.
• لا تفتح البثور أو تخدش القروح، وهو ما قد يُبطئ الشفاء، وينشر الطفح الجلدي إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويتسبب في إصابة القروح بالعدوى.
• لا تحلق المناطق المصابة بالقروح حتى تلتئم الجُلبة ويتكون لديك جلد جديد تحتها (يمكن أن يؤدي ذلك إلى انتشار الطفح الجلدي إلى أجزاء أخرى من الجسم).

وقالت المنظمة إنه لمنع انتشار جدري القردة بين الآخرين، ينبغي للأشخاص المصابين بجدري القردة الخضوع للعزل في المنزل، أو في المستشفى إذا لزم الأمر، طوال فترة العدوى (من بداية الأعراض حتى تلتئم الآفات وتسقط، موضحة أنه قد تساعد تغطية الآفات وارتداء كمامة طبي أثناء وجود أشخاص آخرين في منع انتشاره.