الجمعة 23 اغسطس 2024

حضارات عبر العصور| «الماوري» تراث عريق من نيوزيلندا

عائلة من الماوري

ثقافة23-8-2024 | 02:42

أبانوب أنور

في عالم ملئ بضجيج التكنولوجيا وضوضاء المدن، الرحلات السريعة عبر التاريخ تعتبر مصدرًا للإلهام والحكمة، فإن النظر إلى الوراء لاستكشاف وفهم الحضارات القديمة يعتبر أمرًا ضروريًا ومهمًا في عالمنا الحديث المتقدم تكنولوجيًا، حيث قدمت لنا هذه الحضارات مساهمات هائلة في مجالات متعددة مثل الفن، والعمارة، والعلوم، والفلسفة، والأدب، والتقنيات الهندسية، والقانون، وغيرها.

حضارة الماوري هي حضارة عريقة تمتد جذورها إلى آلاف السنين في نيوزيلندا. يعتبر الماوري هم السكان الأصليون للجزيرة، وهم يتميزون بثقافة غنية ومتنوعة، تتجلى في فنونهم، ولغتهم، وعاداتهم وتقاليدهم الفريدة.

أصول الماوري وتاريخهم

يعتقد أن الماوري هاجروا إلى نيوزيلندا من بولينيزيا الشرقية قبل حوالي 1000 عام. وبمجرد وصولهم، قاموا بتكييف أنفسهم مع البيئة الجديدة، وتطوير ثقافة خاصة بهم.

تتميز اللغة الماورية بجمالها وتعقيدها، وهي جزء أساسي من هوية الماوري، وتمتلك الماوري مجموعة غنية من الأساطير التي تشرح أصل الكون، والطبيعة، والإنسان، كما يتميز الفن الماوري بتصميماته المعقدة ورمزيته العميقة. تشمل الفنون الماورية النحت والرسم والحياكة والنحت على الخشب.

تشتهر الماوري برقصاتهم الحربية، مثل رقصة الهاكا، التي تعبر عن القوة والشجاعة، ويعد التاتو جزءًا لا يتجزأ من هوية الماوري، حيث يحمل كل تصميم رمزية خاصة تعبر عن الانتماء العشائري أو الإنجازات الشخصية.

يعني مصطلح «الواكا» لديهم الأماكن المقدسة لدى الماوري، والتي تشمل الجبال والأنهار والغابات، و«الماريه» هي القوارب التقليدية التي استخدمها الماوري في التنقل بين الجزر.

التحديات التي واجهت الماوري

على مر التاريخ، واجه شعب الماوري العديد من التحديات، حيث أدى وصول الأوروبيين إلى نيوزيلندا في القرن الثامن عشر إلى تغييرات دراماتيكية في حياة الماوري، بما في ذلك فقدان الأراضي والصراعات مع المستوطنين، كما أدت الأمراض التي جلبها الأوروبيون، مثل الجدري والحصبة، إلى انخفاض كبير في عدد سكان الماوري.

على الرغم من التحديات التي واجهوها، تمكن الماوري من الحفاظ على جزء كبير من ثقافتهم وتراثهم. وفي العقود الأخيرة، شهدت نيوزيلندا حركة قوية من أجل الاعتراف بحقوق الماوري، وحماية لغتهم وتراثهم.