تعد جائزة «نوبل»، أشهر جائزة عالمية في حقول الإبداع والخلق والابتكار المتنوعة، وعقب من الجائزة للفائزين بها يتعرف عليهم العالم أكثر ويحظون بشهرة واسعة عبر قارات العالم كله، مما يدفع بنا للبحث عن رحلتهم ومسيرتهم، وإسهاماتهم للبشرية وتنميتها وتطورها.
ومع قسم الثقافة ببوابة «دار الهلال»، نحتفي معًا بحاصدي جائزة نوبل في الآداب لنسطر بعضًا من تاريخ إبداعاتهم ورحلتهم، من عقود كثيرة منذ بداية القرن بداية القرن العشرين، منح الجائزة لأول مرة في عام 1901 في فروع الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب.
ونلتقي اليوم مع الأديب الأوربي «إلياس كانيتي»
ولد إلياس كانيتي في 25 يوليو سنة 1905م في مدينة روستشوك حاليا «روسه»، في بلغاريا، وينحدر من عائلة إسبانية، وفي سنة 1911م رحل «إلياس» مع عائلته إلى مانشيستر في بريطانيا، بعد وفاة والده، رحلت والدته مع أولادها إلى فيينا ثم بعد ذلك إلى زيورخ في سويسرا.
وفي سنة 1921م سافر إلياس بمفرده إلى فرانكفورت الألمانية، وحصل على الشهادة الثانوية، وبدأ في نفس السنة دراسة الكيمياء في جامعة فيينا، وفي سنة 1929م أتم دراسته بنيله درجة الدكتوراه، واشتغل « كانيتي» بعد ذلك كمترجم، وكتب بعد ذلك أول رواية له تحت عنوان «الإعدام حرقا» سنة 1935م. ثم النصوص المسرحية «العرس » و«كوميديا الأباطيل».
تزوج كانيتي بفيزا توبر كلدون «فيزا كانيتي»، في سنة 1934م وغادر الزوجان فيينا ليستقرا في لندن بدءًا من سنة 1938م.
زار «كانيتي» في سنة 1954م مدينة مراكش المغربية، ثم ظهر كتابه «أصوات مراكش» لاحقًا سنة 1968م،و انشغل كانيتي لفترة طويلة بكتابة دراسة أنثربولوجية مطولة أسماها «الجماهير والسلطة» وظهرت ككتاب عام 1960م، وبعد ذلك صارت كتابات «كانيتي» بعد ذلك معروفة ولقيت إقبالا من طرف القاريء الأوروبي.
مؤلفات « كانيتي»
كان الروائي والكاتب مسرحي والباحث الألماني «كانيتي» مهتما بالأدب والسياسة وعلم الاجتماع والفلسفة والعلوم، وقدم مؤلفاته باللغة الألمانية، وكتب العديد من الألوان الأدبية منها: مسرحية «العرس» سنة 1932م، رواية «الإعدام حرقا » سنة 1935م. مسرحية «كوميديا الأباطيل» سنة 1950م، مسرحية «المستفيدون من التأجيل» سنة 1952م، «أصوات مراكش»، ويمثل الكتاب تحقيقًا ينتمي إلى أدب الرحلة سنة 1968م.
وكتب «كانيتي» سيرته الذاتية، مكونة من ثلاتة أجزاء، ظهر الجزء الأول منها سنة 1977م والجزء الأخير سنة 1985م،« قصة صبا: اللسان الناجي» سنة 1977م، «قصة حياة.. المشغل في الأذن» سنة 1980م، «قصة حياة.. ألعاب النظر » سنة 1985م.
جوائز مع نوبل
حصل «كانيتي» على العديد من الجوائز منها: جائزة بوشنر الأدبية في ألمانيا سنة 1972م، ونال دكتوراه فخرية من جامعة ميونخ سنة 1975م، دكتوراه فخرية من جامعة مانشيستر سنة 1975م، جائزة جوتفريد كيلر سنة 1977م، جائزة يوهان بيتر هييبل سنة 1980م، جائزة فرانتس كافكا سنة 1981م.
وحصل «كانيتي» على جائزة نوبل للأداب سنة 1981م وتبعا لما كتب مبوقع جائزة النوبل الرسمي فقد حصل على الجائزة: «لكتاباته التي جسدت نظرته الفسيحة وثراء أفكاره وقوته الفنية».
بعد وفاة زوجته فيزا كانيتي عاش« كانيتي» متنقلا بين لندن وزوريخ، وتوفي في 14 أغسطس سنة 1994م في زوريخ بسويسرا.