السبت 24 اغسطس 2024

مع وصول "حماس".. القاهرة تستكمل مسار المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة

مفاوضات غزة

تحقيقات24-8-2024 | 16:31

محمود غانم

مع وصول وفد حركة حماس إلى القاهرة تدخل مفاوضات "الفرصة الأخيرة" مرحلة حاسمة، في ظل حديث متزايد عن تحقيق تقدمًا في مسار المفاوضات، وسط تقديم تنازلات إسرائيلية، لكنها في الأخير لاترتقي إلى تطلعات حماس، التي تتمسك بما تم الاتفاق عليه في الـ2 يوليو الماضي، ما يضمن تحقيق وقف وفوري وكامل لإطلاق النار.

حماس في القاهرة

استجابة لدعوة الوسطاء، يصل وفدًا من حركة حماس إلى القاهرة، مساء اليوم السبت، وذلك للإطلاع على نتائج المفاوضات التي أجريت في القاهرة.

وكانت حماس قد غابت عن المحادثات الأخيرة التي جرت بـ قطر على أمل أن تلتزم إسرائيل بما تم الاتفاق عليه في الـ2 يوليو الماضي، في إطار مقترح بايدن، وطبقًا لما نقله الوسطاء من توضيحات، فإذا تحقق ذلك، فهي جاهزة للدخول بآليات تنفيذ الاتفاق، هكذا ذكرت.

وقالت حماس -في بيان- إن "وفدًا برئاسة خليل الحية يصل إلى القاهرة مساء اليوم بناء على دعوة الإخوة الوسطاء في مصر وقطر، وذلك للاستماع لنتائج المفاوضات التي جرت في القاهرة".

وجددت تأكيدها على التزامها بما وافقت عليه في الـ2 يوليو الماضي، والمبني على إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن وقرار مجلس الأمن الدولي، مطالبة بالضغط على الاحتلال وإلزامه بتنفيذ ذلك ووقف تعطيل التوصل لاتفاق.

ماذا حدث في القاهرة؟

تأتي زيارة حماس عقب يومين من وصول وفد أمني إسرائيلي إلى القاهرة، إضافة إلى وفد أمريكي بهدف استكمال مباحثات وقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل أسرى.

وأكد البيت الأبيض أن المباحثات التي تستضيفها القاهرة سعيًا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تحقق تقدمًا، لذلك يريد أن يرى زخمًا مماثلًا يتواصل على امتداد الأيام القليلة المقبلة.

بخلاف ذلك، أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن المحادثات التي أجريت في العاصمة المصرية لم تحرز أي تقدم، مع إصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على البقاء في محور فيلادلفيا ورفض مصر لهذا الأمر.

لكن الهيئة ذاتها -في وقت لاحق- نقلت عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن هناك تقدمًا بمسار المباحثات، يتطلب مزيد من المرونة من إسرائيل وحماس.

وقد قدمت إسرائيل تنازلات هامة أدت إلى تقليص الفجوات، وتحديدًا في مستقبل الوجود العسكري الإسرائيلي على محور الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر المعروف باسم فيلادلفيا، بحسب المصدر ذاته.

وحول تفاصيل أكثر، أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية، أن نتنياهو وافق على طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن بإخلاء كيلومتر واحد من محور فيلادلفيا، على طريق البحر والاكتفاء بالحد الأدنى من المواقع العسكرية، بمعنى أنه وافق على أن يكون هناك تواجد للجيش لكن مع الحد الأدنى.

وتعهد نتنياهو بأنه إذا حصل على موافقة حماس ببقاء قوات الجيش الإسرائيلي في فيلادلفيا، فلن ينسف الصفقة معها بسبب محور نتساريم الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، طبقًا للمصدر ذاته.

وذكرت أن نتنياهو قبل الحل الأمريكي الذي سيمنع عبور المقاومين والأسلحة إلى الشمال في نتساريم، وسيتنازل عن مطلب إقامة نقاط تفتيش أو مواقع عسكرية تحت سيطرة جيش الاحتلال، لكن فريق التفاوض الإسرائيلي يعتقد أن حماس لن توافق على هذا العرض. 

علمًا، بأن ما وافقت عليه حماس، في الـ2 يوليو الماضي، يتضمن التوصل لوقف إطلاق نار دائم وانسحاب القوات الإسرائيلية من كامل أراضي قطاع غزة.

الخفاء غير العلن

وتؤكد صحيفة "هآرتس" العبرية على أنه لايجب أن يسمح لـ نتنياهو باجراء مفاوضات زائفة تتخلى عن المختطفين، وتحرض على حرب يأجوج ومأجوج، وتمهد الطريق لتوسع على شكل سيطرة أمنية إسرائيلية في غزة.

وتشدد على أنه يجب ألا يُسمح لنتنياهو بإشغال الجمهور بآمال كاذبة بعودة المختطفين إلى إسرائيل، وفي الوقت نفسه السماح بموتهم التدريجي على طريق الفوضى في الشرق الأوسط.

ووصفت الصحيفة نتنياهو بأنه على مر السنين أصبح أستاذًا في تزوير المفاوضات، مع كثير من الكلام، ولكن من دون أفعال.

وبخلاف التقارير الإعلامية التي تتناول ما يدور في الخفاء، فإن رئيس وزراء الإسرائيلي في العلن جدد تمسكه بمجموعة الشروط التي ترفضها حركة حماس، ولم يقبل بها الوسطاء، واعتبرها وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، ورئيس الموساد ديفيد برنيع، في وقت سابق، أنها ستعرقل التوصل إلى الصفقة.

وأكد -الأسبوع الماضي- على أن إسرائيل لن تغادر محوري فيلادلفيا ونتساريم بغض النظر عن الضغوط التي قد تتعرض لها، فهذه أصول عسكرية وسياسية استراتيجية، متابعًا:"لقد قلت هذا لبلينكن، ربما أقنعته".

وداخليًا، يواجه نتنياهو ضغوط من وزير الأمن القومي وزعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف إيتمار بن جفير، ووزير المالية وزعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، اللذين يهددانه بالانسحاب من الحكومة في حال التوصل لاتفاق مع حركة حماس، وفي حال حصول تلك التهديدات فستسقط الحكومة الإسرائيلية، ما يعد تهديد لمستقبل نتنياهو السياسي، الذي يعتبره أولوية.

ويُوصف هذا المسار من المفاوضات بأنه "الفرصة الأخيرة"، الذي يتضمن عودة المحتجزين الإسرائيليين، وتحول نتائجه في حالة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار، دون صراع إقليمي أوسع نطاقًا.

والإثنين، أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن الفرصة الراهنة قد تكون الأخيرة لإعادة المحتجزين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، ووضع الجميع على مسار أفضل للسلام والأمن الدائمين.

ومنذ أشهر، تجري مصر وقطر بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية، مفاوضات غير مباشرة ومتعثرة، بين حركة حماس وإسرائيل، باءت جميعها بالفشل جراء عدم تجاوب الأخيرة مع مطالب الأولى، التي تتمسك بتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار.

وفي السادس من مايو الماضي، أكد مجلس الحرب الإسرائيلي مواصلة العمل العسكري في القطاع، رغم قبول حماس مقترح اتفاق وقف إطلاق النار، الذي صاغته "تل أبيب".

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية على قطاع غزة خلفت مايزيد عن 133 ألفًا بين شهيد وجريح، جلهم من النساء والأطفال، بينما لايزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لاتستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

 

الاكثر قراءة