وسط ترقب لإجتماع حاسم في مفاوضات "الفرصة الأخيرة" يعقد اليوم الأحد في القاهرة، اتهمت أصوات عبرية رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بمحاولة إجهاض صفقة التبادل جراء شروطه خاصة فيما يتعلق بمحور فيلادلفيا الذي يشكل نقطة خلاف في المباحثات.
وفي هذه الأثناء، يصل وفد إسرائيلي إلى القاهرة، الأحد، لبحث اتفاق تبادل الأسرى مع حركة حماس، وذلك رغم التصعيد الحاصل على الجبهة اللبنانية، بحسب ما أفادت به هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر سياسي.
ويضم ذلك الوفد رئيس "الموساد" دافيد بارنياع، ورئيس جهاز "الشاباك" رونين بار، ومسؤول ملف المفقودين بالجيش الإسرائيلي نيتسان ألون، وفق المصدر ذاته.
فيما أفاد موقع "ولا" العبري، أن رئيس الموساد سيشارك في لقاء رباعي يضم رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وفي غضون ذلك، نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مصدر مطلع قوله، إن الوفد الأميركي أجرى محادثات مع كبار المسؤولين المصريين ثم محادثات مع وسطاء مصريين وقطريين.
وأمس، وصل وفد من حماس برئاسة خليل الحية إلى القاهرة استجابة لدعوة الوسطاء، وذلك للإطلاع على نتائج المفاوضات التي أجريت في القاهرة، مع تمسكها بما تم التوصل إليه في الـ2 يوليو الماضي، والمبني على إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن وقرار مجلس الأمن الدولي، مطالبة بالضغط على الاحتلال وإلزامه بتنفيذ ذلك ووقف تعطيل التوصل لاتفاق.
نتنياهو يعيق التوصل إلى اتفاق
وترى عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مستمر في إجهاض صفقة التبادل بسبب شروطه خاصة ما يتعلق بمحور فيلادلفيا، الذي يشكل نقطة خلاف في المباحثات، مطالبة الرئيس الأمريكي بالضغط عليه لإبرام صفقة تبادل هذا الأسبوع.
وأشارت عائلات الأسرى إلى أن نتنياهو يعرقل الصفقة بشكل ممنهج ويتصرف وفق مصالح سياسية، موجها حديثها للرئيس الأميركي، بالقول: "نتنياهو يخدعكم ويفعل عكس ما يقول ويجب ألا تثقوا به".
من جهتها، تقول صحيفة "هآرتس" العبرية، إنه لايجب أن يسمح لـ نتنياهو باجراء مفاوضات زائفة تتخلى عن المختطفين، وتحرض على حرب يأجوج ومأجوج، وتمهد الطريق لتوسع على شكل سيطرة أمنية إسرائيلية في غزة.
وأكدت على أنه يجب ألا يُسمح لنتنياهو بإشغال الجمهور بآمال كاذبة بعودة المختطفين إلى إسرائيل، وفي الوقت نفسه السماح بموتهم التدريجي على طريق الفوضى في الشرق الأوسط.
ووصفت الصحيفة نتنياهو بأنه على مر السنين أصبح أستاذًا في تزوير المفاوضات، مع كثير من الكلام، ولكن من دون أفعال.
محور فيلادلفيا نقطة الخلاف الكبرى
مع إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب على غزة، واستمرار السيطرة العسكرية على محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر، وممر نتساريم الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه، يقلل ذلك فرص نجاح مفاوضات الهدنة المستأنفة في القاهرة، إذ تتمسك حماس بإنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي كاملًا من قطاع غزة، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم، ضمن أي اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار، وبأقل من ذلك لن تقبل.
ولذلك يقول مسؤولون إسرائيليون إنهم غير متفائلين بإبرام صفقة خلال جولة المحادثات المرتقبة، لأن نتنياهو لايزال مصرًا على عدم التنازل عن محور فيلادلفيا، طبقًا لما أوردته هيئة البث الإسرائيلية.
وسبب عدم التفاؤل هو العرض المقدم من تل أبيب للوسطاء، حيث أنه يتضمن عدم التنازل عن محور فيلادلفيا وممر نتساريم الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه ومعبر رفح الرابط بين القطاع ومصر، بحسب المصدر نفسه.
وعمومًا يتعارض تمسك نتنياهو بالبقاء في محور فيلادلفيا، مع تأكيد مصر على ضرورة الإنسحاب الإسرائيلي الكامل من المنطقة التي احتلتها في مايو الماضي، بما في ذلك المحور.
ويُوصف هذا المسار من المفاوضات بأنه "الفرصة الأخيرة"، الذي يتضمن عودة المحتجزين الإسرائيليين، وتحول نتائجه في حالة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار، دون صراع إقليمي أوسع نطاقًا.
والإثنين، أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن الفرصة الراهنة قد تكون الأخيرة لإعادة المحتجزين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، ووضع الجميع على مسار أفضل للسلام والأمن الدائمين.
ومنذ أشهر، تجري مصر وقطر بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية، مفاوضات غير مباشرة ومتعثرة، بين حركة حماس وإسرائيل، باءت جميعها بالفشل جراء عدم تجاوب الأخيرة مع مطالب الأولى، التي تتمسك بتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار.
وفي السادس من مايو الماضي، أكد مجلس الحرب الإسرائيلي مواصلة العمل العسكري في القطاع، رغم قبول حماس مقترح اتفاق وقف إطلاق النار، الذي صاغته "تل أبيب".
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية على قطاع غزة خلفت مايزيد عن 133 ألفًا بين شهيد وجريح، جلهم من النساء والأطفال، بينما لايزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لاتستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.