الإثنين 26 اغسطس 2024

لتحقيق النشوة.. اكتشاف يشير إلى استخدام مادة الكوكايين في العصور الوسطى

علامات تسوس في الجمجمة مما يوحي بتعاطي الشخص للكوكايين

ثقافة25-8-2024 | 23:07

إٍسلام علي

تمكن خبراء في الطب الحيوي من جامعة ميلانو الإيطالية، بالتعاون مع زميل من مؤسسة IRCCS Ca' Granda Ospedale Maggiore Policlinico di Milano، من العثور على أدلة تشير إلى استخدام الكوكايين من قبل شخصين على الأقل يعود تاريخهما إلى القرن السابع عشر في أوروبا.


وتعد مؤسسة "IRCCS Ca' Granda Ospedale Maggiore Policlinico di Milano" هي مستشفى ومركز أبحاث كبير في مدينة ميلانو بإيطاليا "IRCCS"  وهي معهد للبحث العلمي والرعاية الصحية، وهي مؤسسة تقوم بأبحاث طبية بالإضافة إلى تقديم الرعاية الصحية.


تأسست منذ قرون وتعد واحدة من أقدم المستشفيات في إيطاليا، ولديها تاريخ طويل في تقديم الخدمات الطبية والبحثية، ويعمل المستشفى كمركز تعليمي وبحثي أيضاً، ويقوم بإجراء الأبحاث في مجموعة متنوعة من التخصصات الطبية والعلمية، تعد المؤسسة جزءًا من شبكة من المؤسسات الصحية الأكاديمية في إيطاليا التي تركز على البحث العلمي لتحسين العلاجات الطبية والخدمات الصحية.


في دراستهم المنشورة في مجلة العلوم الأثرية، قام الفريق بتحليل أدمغة محفوظة لشخصين وُجدا في سرداب في ميلانو، والذي كان يُستخدم كمكان لدفن الأشخاص المتوفين في مستشفى أوسبيدالي ماجوري الشهير آنذاك.
وأشارت أبحاث سابقة إلى أن سكان المناطق الغربية من أميركا الجنوبية كانوا يمضغون أوراق نبات الكوكا منذ آلاف السنين للاستفادة من تأثيراتها الكيميائية، وبعد اكتشاف إمكانية معالجة الأوراق لصنع هيدروكلوريد الكوكايين في القرن التاسع عشر، أصبح تأثير هذا المخدر على العقل معروفًا بشكل واسع وأصبح استخدامه لأغراض ترفيهية شائعًا في العديد من أجزاء أوروبا.


في هذه الدراسة الحديثة، وجد الفريق أدلة على أن السكان في جزء واحد على الأقل من أوروبا كانوا يمضغون أوراق الكوكا لتحقيق النشوة قبل ما يقرب من 200 عام. 
قام الباحثون بدراسة بقايا المدفونين في سرداب كا جراندا، الذي كان موقعًا للدفن طوال القرن السابع عشر تقريبًا، وأثناء عملهم، اكتشفوا بقايا لشخصين تم تحنيطهما، وأظهرت الدراسات أن كليهما كان يحمل مكونات نشطة من نبات الكوكا في دماغيهما، مما يدل على أنهما كانا يمضغان الأوراق.


كما فحص الفريق السجلات الدوائية لمستشفى أوسبيدالي ماجوري ولم يجدوا أي دليل على استخدام الكوكايين أو نبات الكوكا لأغراض طبية، مما يشير إلى أن الشخصين ربما كانا يمضغان الأوراق لأسباب أخرى، كما لاحظ الباحثون أن طريقة دفن الشخصين المحنطين توحي بأنهما كانا من الطبقات الفقيرة، مما يشير إلى أن أوراق الكوكا كانت متاحة بأسعار رخيصة ومستخدمة لأغراض ترفيهية، وذلك طبقا لما نقله موقع Phys.org المتخصص في نشر البحوث العلمية والتكنولوجية.