الإثنين 26 اغسطس 2024

لمحة تاريخية .. «معاهدة 1936» خطوة نحو الاستقلال مع قيود

مصطفى النحاس أثناء توقيعه على معاهدة 1936 وبجانبه وزير الخارجية البريطاني

ثقافة26-8-2024 | 15:12

أبانوب أنور

في مثل هذا اليوم، 26 أغسطس من عام 1936، وقع مصطفى النحاس رئيس وزراء مصر آنذاك معاهدة مع المملكة المتحدة، وهي معاهدة كانت مفصلية في مسار العلاقات بين البلدين، حيث وافقت المملكة المتحدة بموجب هذه المعاهدة على منح مصر استقلالًا مع قيود، حيث طلبت استمرار سيطرتها على قناة السويس، ما جعلها تمثل مزيجًا من الاستقلال المحدود مع سيادة بريطانية مستمرة.

كانت معاهدة 1936 التي عقدت بين مصر والمملكة المتحدة محاولة لتسوية الوضع الخاص لمصر تحت الانتداب البريطاني، وحملت في طياتها تنازلات من كلا الطرفين، لكنها لم تحقق الاستقلال الكامل الذي كان يسع إليه المصريون.

أبرز بنود المعاهدة

اعترفت بريطانيا باستقلال مصر الشامل، مع الاحتفاظ ببعض الحقوق الخاصة. وسمحت المعاهدة للقوات البريطانية بالوجود في منطقة قناة السويس لحمايتها، كما سمحت لها بوجود قوات في القاهرة والإسكندرية لفترة محددة. كما نصت المعاهدة على استمرار الحكم الثنائي المصري البريطاني على السودان. وتم الاتفاق على إلغاء الامتيازات الأجنبية في مصر خلال فترة زمنية محددة.

أسباب إبرام المعاهدة

ازدادت المطالب الشعبية المصرية بالاستقلال الكامل، مما دفع الحكومة البريطانية إلى التفاوض. وبعد الحرب العالمية الأولى، تغيرت خريطة العالم السياسي، وباتت بريطانيا بحاجة إلى إعادة النظر في سياساتها الاستعمارية. كما كانت قناة السويس شريانًا حيويًا للتجارة البريطانية، لذا حرصت بريطانيا على تأمين وجودها العسكري فيها.

أسباب إلغاء المعاهدة

لم تحقق المعاهدة الاستقلال الكامل الذي كان يسع إليه المصريون، حيث بقيت القوات البريطانية في مصر. بالإضافة إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية وتغير موازين القوى الدولية دفع هذا المصريين إلى المطالبة بإنهاء الوجود البريطاني. كما ازدادت قوة التيارات القومية في مصر، والتي كانت تطالب باستقلال كامل غير مشروط.

في النهاية، كانت معاهدة 1936 خطوة مهمة على طريق استقلال مصر، ولكنها لم تحقق الأهداف الكاملة للشعب المصري. فهذه المعاهدة كانت نقطة تحول في تاريخ مصر، ولكنها لم تكن نهاية الصراع من أجل الاستقلال الكامل.