يطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، مشاورات جديدة مع مسؤولي الأحزاب، مستبعدًا خيار تشكيل حكومة من اليسار ممثلة في "الجبهة الشعبية الجديدة".
ووفقًا لما جاء في بيان الرئاسة الفرنسية فإن الرئيس ماكرون استبعد، أمس، وبعد سلسلة من المشاورات مع الأحزاب السياسية المختلفة، خيار الحكومة على أساس البرنامج الوحيد للجبهة الشعبية الجديدة من أجل "الاستقرار المؤسسي"، حيث أن حكومة مثل هذه يمكن أن يتم إسقاطها على الفور في تصويت حجب الثقة من قبل جميع الكتل الأخرى في الجمعية الوطنية، ولذلك "فإن الاستقرار المؤسسي يتطلب عدم اختيار هذا الخيار"، وفقا للبيان.
يذكر أنه منذ الجولة الثانية من الانتخابات في السابع من يوليو الماضي، يضغط تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" لأحزاب اليسار على الرئيس الفرنسي ماكرون لتعيين أحد مرشحيه رئيسا للوزراء، مؤكدا أن المنصب من حصة اليسار على اعتبار أنه يشكل القوة الأكبر في البرلمان.
وقدم اليساريون "لوسي كاستيه" وهي خبيرة اقتصادية تبلغ من العمر 37 عاما كمرشحة محتملة لمنصب رئاسة الحكومة.
لكن ماكرون وبعد أيام من جولة من المشاورات مع رؤساء الكتل البرلمانية وزعماء الأحزاب، أرجأ اختيار رئيس حكومة جديد، تاركا حكومة تصريف أعمال لفترة غير مسبوقة بينما يسعى إلى تعيين شخصية تحظى بدعم واسع النطاق كي لا يتمّ إسقاطها على الفور في تصويت على الثقة.
وحث ماكرون الأحزاب اليسارية من الاشتراكيين والشيوعيين والمدافعين عن البيئة على "التعاون مع القوى السياسية الأخرى".
وقد أطلق الرئيس الفرنسي الجمعة الماضية مشاورات مع القوى السياسية الرئيسية في فرنسا إذ يسعى إلى تشكيل حكومة بعد الانتخابات الأخيرة.
وتدير حكومة جابريال أتال المستقيلة والمكلفة بتصريف الأعمال الشؤون الحالية للبلاد منذ 38 يوما، وهي مدة غير مسبوقة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، مع اقتراب استحقاقات كبيرة تتعلق بالميزانية.
وفي محاولة للخروج من الأزمة، أطلق ماكرون هذه المشاورات باستقباله في قصر الإليزيه الجبهة الشعبية الجديدة وهو تحالف يضم قوى اليسار من يسار راديكالي واشتراكيين ومدافعين عن البيئة وشيوعيين، حقق مفاجأة بحصوله على 193 نائبا بعيدا عن الغالبية المطلقة البالغة 289 مقعدا.
ولدى وصولها إلى قصر الإليزيه، أكدت مرشحة الجبهة لمنصب رئاسة الوزراء أنها تحمل "حلا للاستقرار" في البلاد.
وأضافت "جئنا لنذكر الرئيس بأهمية احترام نتائج الانتخابات وإخراج البلاد من حالة الشلل التي تعيشها".
كما استقبل ماكرون المسؤولين في معسكره ومن ثم اليمين الجمهوري، وقد حصل معسكر ماكرون على 166 مقعدا.
وأنهى المباحثات اليوم مع اليمين المتطرف المؤلف من التجمع الوطني وحلفائه (142 نائبا).