حرصت الدولة المصرية في الآونة الأخيرة على تنفيذ العديد من مشروعات الطاقة المتجددة الضخمة، التي تعتمد على مصادر طبيعية مستدامة، حيث وصلت القدرات المركبة من الطاقات المتجددة إلى 6.6 جيجاوات، ما يسهم في تعزيز أمن الطاقة.
مشروعات الطاقة المتجددة
ووفقًا للمعطيات الرسمية، فقد ارتفعت إنتاجية الطاقة الكهرومائية خلال عام 2023 إلى 14967 جيجاوات/ساعة، بينما سجلت مشروعات طاقة الرياح حوالي 5616 جيجاوات/ساعة، فيما بلغت الطاقة المنتجة من الخلايا الشمسية المتصلة بالشبكة حوالي 4535 جيجاوات/ساعة، ليصل إجمالي الطاقة المتجددة المنتجة من المشروعات القائمة إلى 25800 جيجاوات/ساعة، أسهمت في تجنب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون 10.7 مليون طن ثاني أكسيد كربون، وتوفير نحو 4.54 مليون طن بترول مكافئ.
في سياق متصل، عملت الدولة المصرية على توطين الهيدروجين الأخضر بالبلاد، وتصديره أيضًا، ففي عام 2021، جرى توقيع اتفاقية إنتاجه بكميات تتراوح بين 50 - 100 ميجاوات، كمادة وسيطة لإنتاج الأمونيا الخضراء، وذلك بين كل من صندوق مصر السيادي، وشركة "سكاتك النرويجية" للطاقة المتجددة، وشركة "فيرتيجلوب" المملوكة لشركتي "أوراسكوم الهولندية"، و"أدنوك" الإماراتية بموجب الاتفاقية، تتولى شركة "سكاتك" النرويجية إقامة وتشغيل منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بكميات تتراوح بين 50 - 100 ميجاوات، حيث سيتم توريدها لـ"الشركة المصرية للصناعات الأساسية" المملوكة لشركة "فيرتيجلوب"، الرائدة في مجال إنتاج الأمونيا، والتي ستقوم باستخدام الهيدروجين الأخضر كمادة وسيطة تكميلية لإنتاج أكثر من 45 طنًا متريًا من الأمونيا الخضراء والوقود الأخضر سنويًا بموجب عقد شراء طويل الأجل.
وفي مايو 2022، وقعت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس 6 مذكرات تفاهم لمشروعات الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء مع كبرى الشركات والتحالفات العالمية، لإقامة منشآت ومجمعات صناعية بمنطقة السخنة لإنتاج الوقود الأخضر واستخدامه في أغراض تموين السفن أو التصدير للأسواق الخارجية.
وفي أغسطس من العام ذاته، تم توقيع 7 مذكرات تفاهم لتنفيذ مشروعات إنشاء مجمعات صناعية بهدف إنتاج الهيدروجين الأخضر داخل المنطقة الصناعية في العين السخنة، وذلك بين عدد من الجهات الحكومية وتحالفات عالمية رائدة في إنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة، بحضور رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي.
وفي العام الماضي، وقعت مصر اتفاقية التطوير المشترك لمشروع جديد لإنتاج الميثانول الأخضر، والذي يُعد الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط، ويهدف المشروع لإنتاج 40 الف طن سنوياً من الميثانول الأخضر يمكن زيادتها حتى 200 ألف طن سنوياً .
وشهد شهر أغسطس من العام الماضي، نجاح أول عملية تموين سفينة حاويات بالوقود الأخضر"الميثانول" بميناء شرق بورسعيد، لسفينة الحاويات " مرسك" وهي أول سفينة حاويات في العالم تعمل بالوقود الأخضر حيث تم تزويدها من البارجة "Lara S" التابعة لمقدم الخدمة شركة "OCI" العالمية والعاملة في مجال تموين السفن بالوقود الأخضر وأكبر منتج لوقود الميثانول عالمياً، حيث تم تموين سفينة الحاويات بكمية 500 طن من الميثانول الأخضر بمحطة قناة السويس للحاويات المشغل الرئيسي لميناء شرق بورسعيد، وتعد هذه الكمية لتموين السفينة هي الأعلى مقارنة بتزويد ذات السفينة بالميثانول الأخضر في محطاتها السابقة في كوريا وسنغافورة ضمن رحلتها من آسيا لأوروبا مروراً بميناء شرق بورسعيد في مصر.
لتعلن بعد ذلك، هيئة قناة السويس عن بدء تنفيذ عمليات تموين سفن الخط الملاحي بالميثانول الأخضر، وإحلال الطاقة النظيفة في تشغيل الوحدات البحرية، وأسطول سيارات وحافلات الهيئة ومحطات الإرشاد، لتحويل القناة بحلول عام 2030 إلى "قناة خضراء".
توطين صناعة الألواح الشمسية
وفي هذا الصدد، جرى الإنتهاء من إعداد دراسة الجدوى التفصيلية للمرحلة الأولى بمجمع إنتاج السيليكون بمدينة العلمين الجديدة، والذي يضم 4 مراحل، تستهدف إنتاج السيليكون المعدني بطاقة إنتاجية 45 ألف طن سنويًا، وبتكلفة استثمارية تقدر بنحو 172 مليون دولار أمريكي، اعتمادًا على خام الكوارتز المصري فائق النقاء، بدلًا من تصديره خامًا للخارج.
كما تم إطلاق منصة مصر للطاقة الشمسية خلال العام الحالي، بهدف ميكنة وتيسير إجراءات تركيب المحطات الشمسية الصغيرة، ويتم من خلال المنصة التعرف على متابعة تركيب "محطات طاقة شمسية" للمواطنين أفرادًا وشركات، وربطها على شبكة الكهرباء القومية عن طريق شركات التوزيع المختلفة.
إضافة إلى ذلك صدرت موافقة مجلس الوزراء على العرض المقدم من شركة "أميا باور"، إحدى شركات مجموعة النويس الإماراتية للاستثمار، لتنفيذ مشروعات إضافية من الطاقات المتجددة، ويصل إجمالي القدرات المخطط إضافتها من مشروعات شركة "أميا باور" قبل صيف 2025 إلى 2000 ميجاوات شاملة نظام التخزين بالبطاريات.
مشروعات أخرى
على صعيد ذي صلة، أطلقت مصر مشروعًا ضخمًا لإقامة أول محطة نووية لتوليد الكهرباء بالضبعة بالتعاون مع روسيا، تضم 4 مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء بقدرة 1200 ميجاوات بإجمالي قدرات 4800 ميجاوات بتكلفة إجمالية تصل إلى 20 مليار دولار.