السبت 31 اغسطس 2024

«صباح يشرق كالأمس».. مجموعة قصصية للكاتب ناصر كمال بخيت

صباح يشرق كالأمس

ثقافة29-8-2024 | 13:41

فاطمة الزهراء حمدي

صدرت مؤخرا المجموعة القصصية "صباح يشرق كالأمس" للكاتب ناصر كمال بخيت، يتكون العمل من عدد من القصص القصيرة التي تمتلئ بالتأملات الفلسفية والوجودية حول مفاهيم الزمن والواقع والذات، وهي مزيج مُحكم من الواقعية الممزوجة بالخيال والفانتازيا أو ما يسمى في عالم الأدب بالواقعية السحرية، أعتمد فيها الكاتب على تجاوز الحدود التقليدية بين الواقع والحلم.

تتكون تلك المجموعة من خلال هيكل سردي مرن ينقل القارئ بين أزمنة وأماكن لا تُقيدها قوانين المنطق المألوف، وفي كل قصة في هذه المجموعة تحمل طابعًا خاصًا بها، لكنها تتشابك بشكل غير مباشر مع فكرة جوهرية تتمحور حول رغبة شخوصها في إدراك العالم والهدف من الوجود.

يمثل الصباح الذي يشرق كل يوم في هذه القصص، أكثر من مجرد بداية جديدة؛ إنه حالة شعورية تنطوي على أسئلة عميقة تنتاب أبطال المجموعة عن جدوى الحياة بشكلها المعاصر.

كما تنعكس النوستالجيا بشكل قوي من خلال البحث المستمر عن الذكريات الضائعة والدفاتر القديمة التي تحمل في طياتها فرصا ضائعة أو مشاعر مؤجلة.

تتناول المجموعة حيرة الشخصيات في محاولة استيعاب الماضي، والتفكير في قراراتهم وتأثيراتها على حاضرهم ومستقبلهم. هذه الحيرة تجعل القارئ يغوص في أعماق النفس البشرية التي تبحث عن إجابات قد لا تكون موجودة إلا في تلك اللحظات الغامضة بين النوم والاستيقاظ.

فالمزج بين الواقعية والخيال السحري من أبرز سمات هذه المجموعة. الأحداث التي تبدو في ظاهرها واقعية تنفتح فجأة على مشاهد سريالية، حيث يتداخل الحلم مع الواقع، والأزمنة مع بعضها البعض. يُقدَّم الصباح في بعض القصص كمشهد سحري يعبر عن امتداد الحلم وليس نهايته.

تبدأ إحدى القصص بوصف بديع للصباح وهو يشرق بمفردات الأمس والماضي، مما يفتح الباب للتأمل في مفهوم البداية والنهاية، وكيف أن الأيام قد تكون متشابهة ولكن تحمل داخلها اختلافات خفية.

فنجد مثلا في قصة "أسئلة الصباح" البطل وهو يتساءل في لحظة الاستيقاظ: "من أنا؟ وأين أنا؟ وماذا أفعل؟" في محاولة لفهم الذات والهوية التي تطغى عليها ضوضاء العصر، وكأنه يبحث عن نفسه وسط ركام من العدمية المفرطة بدأت تظهر ملامحها فيما يراه حوله كل يوم جديد.

.ويذكر أن المجموعة القصصية صدرت عن دار البديع العربي