السبت 31 اغسطس 2024

«مسجد الحسن الثاني» أكبر مسجد في المغرب والثاني في أفريقيا

مسجد الحسن الثاني

ثقافة30-8-2024 | 19:39

همت مصطفى

 يُعد «مسجد الحسن الثاني»، معلم ديني ومعماري مهم ومتميز، اتخذ من ساحل مدينة الدار البيضاء بالمغرب موقعًا لها، أكبر مسجد في المغرب، والثاني في أفريقيا والثالث عشر في العالم، وهو واحدًا من بين أكبر المساجد في العالم، وأجملها، ويشكل «مسجد الحسن الثاني»، جوهرة معمارية، وهو مركزًا ومزارًا لجذب الزوار المغاربة والسياح على حد سواء، كما أن المسجد يتحول، خلال شهر رمضان، إلى قبلة لكل المصلين، الذين يحجون إليها من كل فج عميق للصلاة فيه، في جو يطبعه الخشوع والطمأنينة.

فوق مياه المحيط الأطلسي

 وتجتمع في «مسجد الحسن الثاني» العديد من العناصر التي تميّزه عن غيره من المساجد في العالم الإسلامي، إذ ينفرد ببنائه العملاق فوق مياه المحيط الأطلسي، ومئذنته شاهقة الارتفاع، هذا إلى جانب العديد من الخدمات التعليمية التي يوفرها.

 

ونشهد اليوم ذكرى تدشين المسجد، حيث تأسس يوم 30 أغسطس من عام 1993م، وفتح المسجد أبوابه للمصلين، و استمرت العمل في تأسيسه وبنائه لمدة ست سنوات تقريبا بحيث، حيث وضع كان الملك الراحل الحسن الثاني، حجر الأساس للمسجد، ليعلن عن انطلاق بناء المسجد، في الحادي عشر من شهر يوليو من عام 1986م
ويبدو المسجد لمن ينظر إليه وكأنه قريب منه، حتى وإن كان يبعده بكيلومترات، وكلما اقتربت منه استشعرت مقدار الجهد المبذول في تدشينه، حيث ساهم في بنائه 2500 عامل و10 آلاف حرفي تقليدي.
بناء وتأسيس المسجد.

ملايين الدولارات
وتمت عملية البناء لمسجد «مسجد الحسن الثاني» تحت إشراف مكتب المهندس المعماري الفرنسي ميشيل بانسو بالتعاون مع مجموعة كبيرة من الحرفيين والصناع والعمال المغاربة الذين فاق عددهم 12.500، وكلف بنائه ملايين الدولارات.

وتقول وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بالمغرب، إن المغاربة شاركوا في الاكتتاب الوطني، الذي استمر أربعين يومًا، مشيرة إلى أن مجموع مساهماتهم فاق 300 مليار سنتيم.
 

 

ثاني أعلى بناية دينية في العالم
وتبلغ مساحة مسجد الحسن الثاني 9 هكتارات أي ما يعادل 90 ألف متر مربع، ويضم هذا الصرح للمسجد قاعة صلاة، تبلغ مساحتها نحو 20 ألف متر مربع، وتصل طاقته الاستيعابية الإجمالية إلى 105 آلاف مصل، منها 25 ألفا هي الطاقة الاستيعابية لقاعة الصلاة، و80 ألفا هي الطاقة الاستيعابية لباحته الخارجية، فيما خصصت للنساء شرفتان مساحتهما 3550 مربع.

ومئذنة المسجد أندلسية الطابع، ويبلغ علوها 210 متر/ 689 قدم، وهي ثاني أعلى بناية دينية في العالم، والتي تنبعث من أعلى المئذنة أشعة الليزر التي يصل مداها إلى 30 كيلومترا في اتجاه القبلة بمكة المكرمة بالسعودية، أيضا من الأشياء التي يتميز بها المسجد سقفه الذي يفتح ويغلق بشكل آلي.

 إبداع معماري

ويمنح «مسجد الحسن الثاني» زائره فرصة الاستمتاع بما أنجزه الإنسان المغربي من إبداع معماري، وهو تحفة فنية متفردة، سواء على مستوى مئذنته التي يناهز طولها مئتي مترًا، أو على مستوى الزخارف وجماليتها، التي تزين الجدران، وكذا أعمدته الرخامية الضخمة التي يرتكز عليها البناء كله.
مكتبة عامة 
ولا يقتصر المسجد على كونه مكانًا للصلاة والتعبد فقط، بل خصص جانبه الشرقي لاستحداث مدرسة لعلوم القرآن، تهدف إلى تعليم الجيل الجديد العلوم الشرعية واللغوية، على نهج ما كان يدرس في جامعة القرويين.

ويضم المسجد مكتبة عمومية تقدم خدماتها للقراء بمختلف فئاتهم العمرية، بغية نشر الوعي وثقافة القراءة، إلى جانب متحف يضم أهم منشآت الصناعات التقليدية التي تم اعتمادها في بناء المسجد.

وفي عام 2012 م، استحدثت في المسجد أكاديمية الفنون للصناعة التقليدية لتخريج مهندسين في كل ما يخص المجال التراثي المعماري المغربي، في سبيل ضمان بقائه وتمريره للأجيال القادمة.

ويشكل «مسجد الحسن الثاني»، جوهرة معمارية، وهو مركزًا ومزارًا لجذب الزوار المغاربة والسياح على حد سواء، كما أن المسجد يتحول، خلال شهر رمضان، إلى قبلة لكل المصلين، الذين يحجون إليها من كل فج عميق للصلاة فيه، في جو يطبعه الخشوع والطمأنينة.