السبت 31 اغسطس 2024

مؤتمر اليوم الواحد بثقافة دمياط يناقش آليات التمكين الثقافي لذوي الإعاقة

جانب من الأنشطة

ثقافة30-8-2024 | 23:48

همت مصطفى

عقدت الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة، الخميس، مؤتمر اليوم الواحد للتمكين الثقافي لذوي القدرات الخاصة بفرع ثقافة دمياط، تحت عنوان «التمكين الثقافي للأشخاص ذوي الإعاقة .. رؤية مصر 2030» برئاسة محمد عبد المنعم، وكيل وزارة الثقافة سابقا، واستضافته مديرية التضامن الاجتماعي، في إطار برامج وزارة الثقافة.

شهد فعاليات المؤتمر مدير عام فرع ثقافة دمياط دكتور فادي سلامة، رشا الفطايري، مدير إدارة التأهيل بمديرية التضامن الاجتماعي، أحمد عبد القادر، أمين صندوق جمعية التأهيل الاجتماعي للمعاقين بدمياط، وعزة فوزي من جمعية المجمع الإسلامي بالسنانية، ولفيف من المثقفين.

جاءت البداية مع افتتاح معرض للمشغولات الحرفية واليدوية لعدد من ذوي الاحتياجات الخاصة والمتدربين بجمعيات التأهيل الفني والمهني والاجتماعي، اشتمل على مجموعة متنوعة من اللوحات الفنية والمجسمات الخشبية، المعلّقات، بجانب المشغولات اليدوية كالحقائب والمفروشات والإكسسوارات.

وتضمنت الجلسة الافتتاحية كلمة رئيس المؤتمر أوضح خلالها دور الثقافة الجماهيرية في تمكين ذوي الهمم، وجهود الدولة المبذولة لدعم 12 مليون مواطن مصري من ذوي الاحتياجات الخاصة.
كما أكد ضرورة الاستفادة من الإعاقة، مشيرا أنها ليست ابتلاء بل هبة وعلى المرء استغلالها، وقدم عدة نماذج لشخصيات تمكنت من تحقيق النجاح بتغلبها على الإعاقة منهم: أينشتاين، والت ديزني الذي واجه صعوبة في التعلم منذ صغره، بيتهوفن، طه حسين، الموسيقار عمار الشريعي وسيد مكاوي وغيرهم.

من ناحيتها توجّهت عزة فوزي بالشكر لهيئة قصور الثقافة على إتاحة المشاركة في المؤتمر، موضحة دور الفن والثقافة في العلاج النفسي، ومؤكدة على ضرورة تضافر الجهود بين الجهات المعنية لإنجاح عملية العلاج.

كما أثنت مدير إدارة التأهيل بمديرية التضامن الاجتماعي على الجهود المبذولة لتقديم المؤتمر بتلك الصورة المشرفة، موجهة الشكر القائمين على التنفيذ، ومعلنة توفير كافة سبل دعم الأبناء من ذوي الهمم.

بدوره قدم أمين صندوق جمعية التأهيل الاجتماعي للمعاقين بدمياط، نبذة عن الجهود المبذولة في دعم ذوي الإعاقة.

 

وتوجه مدير عام فرع ثقافة دمياط بالشكر للقائمين على فعاليات المؤتمر، مؤكدا أهمية فكرة الاستثمار في الإنسان في مجالات التعليم، الثقافة والصحة، وغيرها، وخاصة فئة ذوي الهمم التي تمثل قوة إبداعية، يمكن من خلالها إحداث تغيير إيجابي في المجتمع، كونهم جزءا لا يتجزأ عنه. 

 

ثم توالت الجلسات البحثية، وأدار الجلسة الأولى د. أشرف محمد غنام، وجاء المحور الأول بعنوان «الإبداع والتمكين الأدبي.. دور الفن في تأهيل ذوي القدرات الخاصة ودمجهم في المجتمع - المسرح نموذجا» تناول خلاله الكاتب ناصر العزبي، دور المسرح في تنمية قدرات ذوى الهمم، منذ استحداث إدارات مخصصة لهم منها «الأمل للسمع والنور للبصر» عام 1973، كما أوضح دور الدولة في الاهتمام بتلك الفئة من خلال إنشاء الجمعيات الخاصة وإصدار القوانين ومنها القانون رقم 10 لعام 2018، والمبادرات الرئاسية كمبادرة قادرون باختلاف، واختتم حديثه مشيرا إلى ضرورة تحديد رسالة العمل المسرحي المقدم لذوي الهمم هل مقدم للتسلية أم التوعية، وتكوين فرقة مسرحية أبطالها من ذوي الهمم ودمجهم مع ممثلين من أكاديمية الفنون، بجانب تكريم الشخصيات المؤثرة في ذلك المجال.

وجاء المحور الثاني من الجلسة بعنوان "الإبداع والتمكين الموسيقي.. أثر الموسيقى في دمج ذوي الهمم في المجتمع" أكد خلاله د. محمد ناصر، فكرة استخدام الموسيقى في عملية الدمج كونها لغة عالمية يمكن من خلالها ضبط النفس.

وتواصلت الفعاليات مع الجلسة البحثية الثانية، أدارها أحمد الشربيني، وناقش خلالها الباحث فادي عبد الباقي بحثا بعنوان«الإبداع والتمكين الفني.. فاعلية برنامج إرشادي قائم على بعض أنشطة الطباعة اليدوية لخفض سلوك الانطواء لدى أطفال الصم وضعاف السمع»، واعتمد هذا البحث على تجارب عملية قام بها الباحث من خلال معايشة من مجموعة من ذوى الهمم أصحاب الانطواء والانعزال والعنف، تتراوح أعمارهم ما بين 9 أعوام وحتى 19 عامًا، والتفاعل معهم من خلال ورش تدريبية لاقت استجابة كبيرة منهم، وبعد 6 أشهر من التمرينات الخاصة بالذاكرة البصرية، أصبحت هناك استجابة ضد الانطواء، وأصحبت عملية الطباعة برنامجا علاجيا لحالات الانطواء عند ضعاف السمع.

وفي بحثها المقدم بعنوان "التمكين والاتاحة المعرفية.. التكنولوجيا الرقمية والأنشطة الثقافية علاقة تكافلية»، تناولت دكتور سمر صابر دور الدولة في دعم ذوي الإعاقة من خلال استخدام التعليق الصوتي وتحويل الصور لثلاثية الابعاد بالمتاحف، وكذلك استخدام لغة برايل في المطبوعات، مشيرة أن قصور الثقافة كانت رائدة في هذا المجال من خلال مجلة "قطر الندى»، وأكدت في ختام حديثها على ضرورة التعريف بقواعد تلك اللغة، وكذلك لغة الإشارة من أجل تواصل فعال.

وتواصلت فعاليات المؤتمر المقام بإقليم شرق الدلتا الثقافي برئاسة عمرو فرج، وفرع ثقافة دمياط، مع فقرة تحدث خلالها كل من دكتور أشرف غنام، والدكتور أحمد الشربيني عن تجربتهما الذاتية في التغلب على الإعاقة وتحقيق النجاح خلال فترة الدراسة، أعقبها فقرات فنية لعدد من الموهوبين من ذوي الهمم تنوعت ما بين الغناء والإلقاء الشعري، بجانب   فاصل من الابتهالات للشيخ علي طنطاوي، وعرض فني بعنوان "تحيا مصر" بمصاحبة لغة الاشارة، وآخر بمشاركة  رواد مركز رحمة بالمجمع الإسلامي.    

واختتمت فعاليات المؤتمر المقام من خلال الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر مسعود شومان، والإدارة العامة للتمكين الثقافي لذوي الاحتياجات برئاسة د. هبة كمال، بتكريم الباحثين والقائمين على التنفيذ وعدد من المواهب المشاركة بالعروض الفنية، وإعلان التوصيات التي جاءت كالتالي: إنشاء فرقة مسرحية لذوى الهمم مع توفير الدعم المادي لها من قِبل المؤسسات المعنية، الاستعانة بطبيب نفسي أثناء الإعداد للعمل الفنية، تدريب مخرجي الأعمال المسرحية الخاصة بذوي الهمم، وكذلك تدريب المعلمين ومقدمي الخدمات الثقافية على استخدام الموسيقى كعلاج.

كما أوصى المؤتمر أيضا على أهمية الدمج في الأنشطة المجتمعية، دعم الأبحاث والدراسات المتخصصة في هذا المجال، تشجيع الأطفال على التعبير من خلال فن الطباعة، مع وجود معلم متخصص مؤهل لتدريب ذوي الهمم، بالإضافة إلى الاهتمام بالبرامج الهادفة وتوفير محتويات ثقافية ببدائل نصوص مرئية وسمعية، وبرامج نظم المعلومات مخصصة لخدمة ذوي الإعاقة، وأخيرا إنشاء مكتبات إلكترونية تدعم لغة الإشارة، مع وجود مترجم متخصص في مختلف الفعاليات.