الأحد 1 سبتمبر 2024

ترامب يُضرب بسيفه.. الديمقراطيون يتبنون استراتيجيته الدعائية حول العمر

دونالد ترامب

تحقيقات31-8-2024 | 16:52

محمود غانم

لم يدع المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، زلة للرئيس جو بايدن إلا وقف عليها محاولًا إبرازها قدر المستطاع مشككًا في قدرته الذهنية والعقلية، لجذب الناخبين حوله، في ظل ما كان يسعى له الأخير من إقناع الناخبين بأنه يتمتع بالقوة للبقاء في منصبه لأربع سنوات أخرى.

لكن جاءت الرياح في الأخير بما لا تشتهي السفن، فقد انسحب بايدن من السباق دافعًا بنائبته كاملا هاريس، التي تصغر ترامب بنحو 20 عامًا، وتباعًا بدأ الديمراطيون في التشكيك في قدرة ترامب بسبب الأمر نفسه.

ولترامب زلات مشابهة لزلات بايدن أيضًا التي كان يسخر منها، حيث خلط بين الرئيس التركي ورئيس الحكومة المجرية، وحذر من حرب عالمية ثانية وليست ثالثة، ووصف القاتل المتسلسل هانيبال ليكتر من فيلم "صمت الحملان" بأنه "رجل رائع، وعندما أراد ترامب التباهي بنتائج الفحص المعرفي، نسي اسم طبيبه.

وتؤكد صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أن قضية العمر أصبحت سلاحًا ذا حدين في الانتخابات الأمريكية المقبلة، فبينما كان ترامب يستخدم هذه القضية ضد الرئيس جو بايدن، وجد نفسه الآن هدفًا لنفس النوع من الهجمات، ومع ذلك، تحاول حملة هاريس تقديم رسالة أكثر دقة وتعقيدًا من مجرد التركيز على العمر.

وأمام حشد غفير في شيكاغو خلال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، سخر الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون من المرشح الجمهوري دونالد ترمب قائلًا إنه "أصغر سنًا منه".

وفي حال حقق دونالد ترامب الفوز في الانتخابات المقرر لها في الخامس من نوفمبر المقبل، فسيصبح أكبر رئيس أمريكي سنًا عند أداء اليمين بعمر 78 عامًا و219 يومًا متخطيًا جو بايدن.

وعلى صعيد الناخبين، يعد عمر المرشحين الرئاسيين معيارًا حاسمًا للتصويت، وفي استطلاع أجرته صحيفة واشنطن بوست ومحطة ABC الإخبارية التلفزيونية -في وقت سابق- ذكر 60% من المشاركين أخيرًا أنهم يعتقدون أن ترامب أكبر من أن يتمكن من ولاية أخرى كرئيس للولايات المتحدة. 

 

 تغيرات جذرية

برغم من أن مراقبون أكدوا أن خطوة الانسحاب التي أقدم عليها بايدن في يوليو الماضي زلزلت الحزب الديمقراطي، ورجحت كفة ترامب، الذي بات قريبًا من البيت الأبيض أكثر من أي وقت مضى، إلا أن كل ذلك تغير مع مرور الوقت.

ونجحت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في التقدم على منافسها الجمهوري دونالد ترامب، وفقًا لما أظهرته استطلاعات الرأي، التي كان آخرها استطلاع أجرته رويترز/إبسوس ونُشرت نتائجه الخميس الماضي.

وأظهر ذلك الاستطلاع تقدم المرشحة الديمقراطية بتأييد بلغ 45 بالمائة مقابل 41 بالمائة للمرشح الجمهوري، وفي الوقت نفسه، قال نحو 73 بالمائة من الناخبين الديمقراطيين المسجلين في الاستطلاع إنهم أصبحوا أكثر حماسًا للتصويت بالانتخابات المقبلة بعد دخول هاريس السباق الانتخابي.

لكن لابد أن نشير إلى أنه على الرغم من المظاهر الإيجابية التي تبدو حول حملة "هاريس"، إلا أنها تشهد توترات داخلية بين الفصائل المختلفة التي تشكل فريقها، بحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي.

ويرجع ذلك إلى تألف فريق هاريس من مجموعة من المخلصين لها وخريجي إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، وهم يعملون معًا في إطار حملة معقدة تم استعجال تشكيلها، لذا يصف البعض هذا الفريق بأنه "فريق فرانكشتاين".

وتعد تلك التواترات تحديًا للحملة مع اقتراب موعد الانتخابات، فبعض أعضاء الفريق يشعرون بالقلق إزاء تماسك الحملة في مواجهة التحديات المحتملة، وذلك بحسب ما أفاد به 6 أشخاص مطلعين على الحملة لموقع "أكسيوس".